لماذا خسرت البورصة 119 مليار جنيه اليوم رغم صفقة رأس الحكمة؟
تكبدت البورصة خسائر سوقية بلغت نحو 119 مليار جنيه بختام تعاملات اليوم، أولى جلسات الأسبوع، وانخفض المؤشر الرئيسي egx30 بمعدل 5%، في أول أيام عمل عقب إعلان الحكومة توقيع أكبر صفقة استثمار مباشر مع الإمارات، بما يسهم في زيادة الحصيلة الدولارية للدولة، وما أعقبه من تراجع سعر صرف الدولار داخل السوق الموازي بما يقرب من 14 جنيها.
ومع اكتساء مؤشرات البورصة باللون الأحمر في ختام تداولات اليوم، وتراجع رأس المال السوقي إلى 1.973.706 تريليون جنيه، تساءل المواطنون والمستثمرون عن أسباب ذلك التراجع الكبير، ومدى تأثير مشروع تطوير رأس الحكمة على البورصة خلال الفترة المقبلة.
وفي ذلك الصدد، قال محمد كمال، خبير أسواق المال، إنه مع إعلان اتفاق تطوير رأس الحكمة وتوفير مورد دولاري خلال الشهريين المقبلين، وإعلان الحكومة اقتراب الحصول على تمويلات جديدة من صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي، بدأ سعر الدولار في السوق الموازية في الهبوط بشكل متتالٍ، ليصل اليوم إلى 49 جنيهًا بعدما كان يتراوح ما بين 63 و62 جنيهًا يوم الخميس الماضي.
سبب تراجع مؤشرات البورصة اليوم
وذكر الخبير الاقتصادي في تصريح لـ القاهرة 24، أنه على مدار العام الماضي حققت البورصة أداءً إيجابيًا بسبب تحوط المستثمرين المحليين من خفض الجنيه أمام الدولار عن طريق الاستثمار في الذهب والبورصة، ومن أهم عوامل صعود البورصة تسعير أصول الشركات بقيمة الدولار داخل السوق الموازي، لذا مع انخفاض الدولار داخل السوق غير الرسمي تم إعادة التسعير مرة أخرى، لذا انخفض السوق اليوم.
وأكد خبير أسواق المال أن ما حدث خلال تداولات البورصة اليوم ليس انهيارًا بل هو تصحيح مسار وجني أرباح، ورد فعل متوقع منذ الإعلان عن توقيع اتفاقية رأس الحكمة، مشيرًا إلى ذلك التراجع مؤقتًا.
ومن جانبه، قال محمود عطا خبير أسواق المال، إن البورصة شهدت ارتفاعًا منذ أكثر من عام نتيجة عملية تحريك سعر صرف الجنيه أمام الدولار، وحدث ما يسمى بإعادة تقييم أصول الشركات المقيدة داخل البورصة مما أدى إلى صعود تلك الأسهم، لا سيما التي تستفيد من عمليات التصدير، موضحًا أن هبوط تلك الأسهم التي اندفعت بشكل كبير يعد أمرا طبيعيا كنوع من عمليات جني الأرباح وتدوير السيولة.
تراجع سعر الدولار بالسوق الموازي
ولفت محمود عطا في تصريح لـ القاهرة 24، إلى الحدث الهام الذي يهم الاقتصاد الكلي، وهو مشروع تطوير رأس الحكمة الذي من المتوقع أن يساهم في السيطرة على سعر الدولار داخل السوق الموازي واستقرار سعر الصرف، مشيرًا إلى تراجع سعر الدولار ما يقرب من 14 جنيهًا داخل السوق الرسمي منذ إعلان توقيع الاتفاقية.
وذكر محمود عطا، أن عمليات التصحيح ظهرت على الأسهم القيادية التي اندفعت بشكل كبير نتيجة لخفض سعر الجنيه خلال العام الماضي، لاسيما قطاع البتروكيماويات والأسمدة والبنك التجاري الدولي صاحب الوزن النسبي الأكبر، مشيرًا إلى أن اليوم تنقلت السيولة ما بين قطاعات البتروكيماويات والأسمدة وبعض القطاعات التي صعدت الفترة الماضية، إلى القطاع العقاري وقطاع السياحية اللذان قد يستفيدا بشكل كبير من عملية تطوير رأس الحكمة، لذا المؤشر العام منخفضًا بالرغم من ارتفاعات بعض القطاعات، وهو أمر صحي ومتوازن للبورصة.
وتوقع خبير أسواق المال أن لا يستمر ذلك الهبوط كثيرًا، وعودة عملية الارتفاع والأداء الإيجابي مع الوقت تزامنًا مع إعلان نتائج الأعمال ونشاط قطاعات أخرى داخل الاقتصاد المصري، مثل القطاع العقاري والسياحي ومواد البناء، قد يكون لها تأثير كبير خلال الفترة المقبلة مع تنفيذ مشروع رأس الحكمة.
ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن ما حدث داخل البورصة اليوم شبيه بما حدث داخل السوق الموازية وأسواق الذهب من تراجع، مشيرًا إلى أن مشروع تطوير رأس الحكمة حدث اقتصادي كبير قد يكون له مردود إيجابي على جميع النواحي ومنها البورصة على المدى المتوسط والطويل.