الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الحرب العنكبوتية الصهيونية.. ووثائق طوفان الأقصى السرية

الأحد 25/فبراير/2024 - 07:51 م

إن التغيير الديموغرافى الذى يتبناه العدو الصهيونى فى الأراضى العربية لا يحتاج إلى قوة عسكرية عملاقة، بل أنشئ على أسس فكرية وحروب غير تقليدية تستهدف المجتمعات العربية، فتحولها من مجتمعات تبنى قوتها المجتمعية والنفسية وإعداد الأجيال لكره وقتال العدو الحقيقى إلى بناء انعكاسى يبنى بحرفية لمحاربة قوة الدولة الوطنية بجيشها ومؤسساتها، وهذا الأمر لكى يتحقق يحتاج إلى تفريغ فكرى مع فوضى معلوماتية جعلت المتلقى العربى لا يفرق بين حقيقية الأشياء والبحث فيما وراء الهدف من المعلومة المتناقلة هل هى لكى تهدم أنت وطنك بيدك وتعادى مؤسساتك؟ أم أنك تمتلك حدا أدنى من الوطنية والانتماء والذكاء الذى يجعلك تقرأ وتؤمن بما يحافظ على وطنك وما يضعف عدوك؟

ومع تسارع وتيرة الأحداث التى قد تحقق أهداف العدو الصهيونى وتقضى على الوجود الفلسطينى مع نجاح العدو فى جعل المنطقة أكثر ضعفًا قد يفوق ما قبل تقسيم المنطقة العربية وإقامة دول التحدى العربى للعربى نجد أنفسنا نبحث فى أسباب انفراط العقد العربى، ووقوف الأمة المصرية بشعبها وجيشه منفردة فى مواجهة جميع المخططات التى تستهدف المنطقة برمتها ليبقى أمامنا عزيزى القارئ عدة أسئلة متى بدأت خطة التهجير الكبرى؟ ولماذا نكرس العداء من أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيونى إلى الهجوم الضارى على مصر وجيشها العظيم الذى لم يكن وليد الصدفة؟

ولكى نتفهم سويا خطورة المرحلة يجب أن نكتشف سويا الحرب غير التقليدية التى وقعت مجمعاتنا العربية فى خيوطها المنسوجة، وأبرزها الحرب العنكبوتية وهى التى تستهدف المجتمعات العربية والإسلامية والإفريقية، وتقوم على بث تجارب الأمم والإمبراطوريات التى مزقت وجعلها مفصلة على كل مجتمع حسب تقسيماته مع تنامى خطة التفريغ الفكرى الحديثة، وما تسمى بالحرب الصفرية والتى لم يدفع كلفتها العدو بل دفعتها الدول العربية، وتركزت على وصية هرتزل التى تضمنت ضرورة أن تصبح الكرة العربى للعربى أكثر من كرة العربى للإسرائيلى.

وذلك بالإضافة إلى بث مجموعة من الشائعات على الدولة المراد اسقاطها وتشويهها وتكريث الكره لمؤسساتها يقوم بصناعتها العدو وبثها، وتروجها جماعات تتغنى بالوطن والمواطن وبقضايا الأمة وبمساعدة خلاياهم بالدول المجاورة، فى مقابل حفنة من المال يباع بها المواطن والأوطان ثم إشعال الصراع بين الدول الملاصقة للحدود، سواء كانت حرب داخلية أهلية أو حرب صفرية مبنية على خطة الكره، أو حرب ادعائية كاذبة بنيت على تأويلات بأحقيتهم أيضا فى هذا الوطن، وهو ما قامت به الافروسنتريك بصناعة أكاذيب عدة، أو صنع صراع ناعم يستهدف تفريغ القوى الناعمة وجعلها قوى هدم داخلى تلهث وراء المال لا تقدم لوطنها عمل نافعا، بل قد تكون أول المنفذين لمخطط التفريغ المجتمعى والفكرى، ليصاب بداء بيت العنكبوت وهو المبنى على صراع الحياة والترف والمجون التى أصبحت عند البعض أهم من الوطن والدين، ليصبح مجتمعا يتجه نحو المال فقط دون وضع اى اعتبارات للفرد والمجتمع الذى ينشأ من صلاحهم وطن اوقد يهدم ويهزم فكان التعبير الأدق لمثل هذه المجتمعات هى قول الله تعإلى "مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وان أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون"، ومن خطورة هذا التوجه الانحلإلى وتشابه مع التنازع المجتمعى والعربى والذى حذر الله تعإلى منه فى سورة كاملة بإسم العنكبوت، وحذر منه أيضا فى قوله تعإلى "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وأنتم لا تشعرون".

ولعلنا نلقى الضوء عزيزى القارئ على السبب وراء ما يحدث بالعالم، وبالتحديد فى منطقتنا العربية فالصهاينة مع الماسونية هم السبب الرئيسى وراء قيام الحروب العالمية المدمرة للأمم والسافكة للدماء وظهور مخططات التقسيم، فنجد بعد الحرب العالمية الأولى جاء وعد بلفور لبناء وطن لهم فى أرض فلسطين مكافئة لهم بعد طلب بريطانيا منهم ثلاثة أهداف يحققونها، الأولى إسقاط ألمانيا، والثانية الخلافة العثمانية وروسيا القيصرية، ونفذت تلك الخطة ليكافئ بلفور ويرقى من وزير خارجية لرئيس وزراء، وكان هذا أول المكاسب وعقب الحرب العالمية الثانية، تم تنفيذ مخطط التقسيم لهم وإعلان دولة إسرائيل عام 1948.

فكان مخططهم بزعامة بونجوريون ومشيه شارتى وما كتبه بمذكراته "نحن قطرة فى محيط من الكراهية ولا يمكن لإسرائيل أن تكون لها إلىد العليا إلا بعد تدمير 3 دول، وتقسيمها على أسس طائفية وعرقية وهى: مصر وسوريا والعراق عن طريق الفتن والحروب الأهلية، فتساءل بونجوريون عن إمكانية حدوث هذا فقال مقولته الشهيرة: "نجاحنا لا يعتمد على ذكاؤنا ولكنه يبنى على غباء الأخرون"، فكان توقعهم أن ينجحوا بالعراق وسوريا نظرا لكثرة الطوائف بها.

وتساءل بونجوريون عن العقبة التاريخية، وحائط الصد المنيع عن الإسلام والمسلمين والأمة العربية والإفريقية مصر فهى أرض التوحيد حفدة الأنبياء شعب واحد اعتنق ديانة التوحيد ثم المسيحية ثم الإسلام، فهو يصعب تفتيته ولكن سنحاول معه وقد كان، فكان بناء الفكر الوهابى والإخوانى يجب أن ينتشر فى كل بيت لنصبح تابعين لأفكار خارجية صنعت بأياد بريطانية، وانتقلت إلى إحدى الممالك البريطانية بالجزيرة العربية لتجد الحاضنة لهم هؤلاء يزرعون الكراهية بالأجيال لاى مخالف له يعادون الازهر والكنيسة يتبادلون الأدوار تارة مع بعض عندما يحين وقت السياسة وبالدين المزيف وتشويه الآخرين، وذريعة التضييق على الناس فى كل شيء بحجة البدع، ويشوهون جميع علماء مصر وتاريخها العظيم ويختزلون تاريخ التوحيد وبناء الكعبة وعظم حمل رسالة الإسلام فى واقعة فرعون الذى لم يكن مصريا هو وجنوده، بل كان محتلا لذلك تجد وصف القران دقيق فى تحديد جنود فرعون فكانوا خاصين به ولم يقل وجنود مصر، وهنا نفى التهمة عن جيش مصر العظيم الذى لم ولن يكن الا جيش توحيد يرعى الإسلام، وينشر العلم ويحمى الأرض والعرض ويفديها بأعز ما يملك.

ولعلنا نلاحظ المتغيرات عزيزى القارئ، فالتاريخ العربى الإسلامى كان تاريخا عربيا تكامليا تصاعديا والذى تحول فى الأخير إلى تاريخ صراع، أقل ما يوصف به الآن بأنه تاريخ تنازع وتمزق وصراع عربى عربى أفضى بانهيار الدول التى شكلت قوة صد للأعداء على مر التاريخ كانت منارة ثقافية وحضارية وعلمية إنارة العالم بأكمله.

فتاريخ من التضاد والتناقض يجمع عرب ومسلمى إلىوم فالظروف الراهنة كما هو يمثل اكبر خطر وتحدى للأمة، إلا أنه تحول إلى صراع بين أبناء المسلمين بدموع كاذبة من البعض على الدماء السائلة التى تجرى على ارضنا العربية المقدسة فلسطين وفى نفس اللحظة يروج العربى روايات الأعداء، بل ويقذف الأشقاء فى بلداننا العربية بأبشع الاتهامات، لربما كانت الدعوة إلى وحدة الأمة أكثر سهولة من هذا الفعل الإجرامى الذى يخدم مصلحة الأعداء، ولكننا أمة التضاد والتنازع الذى جعلنا كغثاء السيل كما وصفنا رسولنا الكريم صل الله عليه وآله وصحبه وسلم.

ولعل الظروف المشابهة التى بنيت على إثرها خطط التهجير القصرى للشعوب العربية عامة وفلسطين ووفقا لشهادة الصحفى الصهيونى "عاموس بن فيرد" عن جنود صهاينة والتى راح ضحيتها 254 فلسطينيا منهم 52 طفلا ورضيعا وعشرات النساء الحوامل فضلا خاصة ففى احدى أيام ابريل /نيسان 1948، دخلت مجموعة من جنود الهاغاناه قرية دير ياسين والتى تقع فى احدى ضواحى القدس، فوجدوا الطرقات مزدحمة بعشرات الجثث منها الاطفال والرضع والشيوخ والنساء مقطوعى الرأس ومبقورى البطن مما اوقعهم مغشى عليهم من هول ما رأوه.

فلم تكن المجازر خطئا فرديا فى مسيرة العدو المحتل، وإنما أصبحت مفخرة تتباهى بها الصهيونية ومنهم والتى قال عنها بيغن إنه لولا دير ياسين لما كانت إسرائيل "مناحم بيغن " قائد إرغون الذى شغل منصب رئيس الوزراء وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1978 والذى قال إن الحملة الإعلامية التى تبعت دير ياسين أثمرت نتائج كبيرة غير متوقعة إذ أصيب العرب بهلع قوى لا حدود له فأخذوا بالفرار للنجاة بأرواحهم، ولم يكن هذا هدفا عشوائيا بل كان مخططا له قبل ضغطة الزناد الأولى، إذ اعترف منفذو المجزرة برغبته فى كسر معنويات العرب وبحسب شهادة يهودا لابيدوت كان الاقتراح المقدم للاقتحام ان تكون تلك المجزرة احد العوامل التى أدت لهجرة الفلسطينيين من أرضهم وقد احتفى الكيان بتلك المجزرة، لدرجة أنهم اطلقوا أسماء العصابات الصهيونية المشاركة مذابحها على شوارع بمستوطنة جعفات شاؤول.

فبعد تصميم خطة التطهير العرقى وإفراغ أكبر قدر ممكن من أراضى فلسطين أ،ب،ج فى مايو أيار 1946م ومسح بعض القرى من الوجود لعدم رجوع أهلها وترحيل ما يقرب من 30 ألف فلسطينى جاءت الخطة" د" وهى العملية الاضخم لتطهير فلسطين عرقيا، واستمرت من أبريل /نيسان ومايو 1948 والتى كانت تقضى بالاستيلاء على النقاط الرئيسية والطرق قبل رحيل البريطانيين، وبناء على ذلك ارتكبت نحو 77 مجزرة موثقة.

أما فيما يتعلق بخطة التهجير الكبرى الصهيو أمريكى مع بريطانيا وألمانيا وجميع قوى الشر فى العالم والتى أعقبت طوفان الأقصى فى السابع من اكتوبر من العام المنصرم، والتى لم تبدأ فى هذا التاريخ ولكن منذ 52 عاما والتى كان التمهيد لها خطة بإسقاط مفهوم الدولة الوطنية وقوة مؤسساتها وجيشها وبناء بدائل عنها تتبع قوى إقليمة ودولية، وهو ما تكشفته الوثائق السرية البريطانية والتى وضعت خطة سرية لترحيل الآلف الفلسطينيين من غزة إلى سيناء المصرية والتى تتصدى لها مصر منفرده رغم الحصار الاقتصادى المحكم الذى فرض منذ سنوات من الاشقاء والأعداء مجتمعين، بالإضافة إلى تكالب القوى السياسية التى تحركها بريطانيا والصهيونية وامريكا من تشويه وتكريس العداء لمصر التوحيد وجيش الله فى الأرض والذى وصى رسول الله عليه فعن عمرو بن العاص رضى الله عنه وارضاه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه قال سمعت رسول الله يقول "إذا فتح الله عليكم مصر بعدى فاتخذوا منها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض " فقال أمير المؤمنين عمر لما ذلك يا رسول الله قال لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة " صدق رسولنا الكريم فيما بلغه عن رب العزة جل فى علاه.

فالوثائق السرية البريطانية حول عملية التهجير الكبرى، والتى سبق أن أشرت إليها تقول عقب الاحتلال الصهيونى لغزة والضفة والقدس ومرتفعات الجولان بالتحديد فى يونيو /حزيران 1967م والتى بات القطاع مصدر إزعاج أمنى للكيان المجرم، وباتت مخيمات اللاجئين المتوحدة تحت كلمة واحده بؤرة مقاومة انطلقت منها المقاومة لأحداث خسائر بصفوف العدو، والتى كان عددهم 200 الف وترعاهم وكالة الأونروا، بالإضافة إلى 150 ألفا اخرين من السكان الأصليين للقطاع ولم تكن غزة حينها قابلة للحياة.

وبحسب تلك الوثائق، فإن تقديرات البريطانيين خلال الفترة ببن عامى 1968 حتى 1971 استشهد 240 فدائيا فلسطينيا، وأصيب 878 آخرون، فى المقابل قتل 43 وأصيب 336 جنديا من صفوف العدو الإسرائيلى، مما دفع جامعة الدول العربية للإصرار على وقف أنشطة الكيان ضد اللاجئين الفلسطينيين فى غزة مع تبنى إجراءات عربية مشتركة لدعم المقاومة العربية الفلسطينية.

وتشير الوثائق إلى اهتمام بريطانيا بالوضع فى الاراضى المحتلة، وبالأخص غزة وردا على استجوابات بالبرلمان البريطانى أبلغت الحكومة مجلس العموم بأنها تتابع بدقة التطورات فى قطاع غزة وتراقب التحركات الإسرائيلية الاخيرة، ومن الطبيعى أن ننظر بقلق من ممارسات السلطات الإسرائيلية من الأضرار برفاهية ومعنويات السكان اللاجئين العرب الفلسطينيين فى المنطقة.

وفى تلك الأثناء، رصدت السفارة البريطانية بتل أبيب تحركات إسرائيلية لتهجير الآف الفلسطينيين إلى العريش والوقعة شمإلى شبه جزيرة سيناء المصرية على بعد 54 كم من حدود غزة، والتى شملت التهجير القسرى إلى مصر وأراض أخرى، ومع مطلع سبتمبر /أيلول عام 1971 كشفت الحكومة الإسرائيلية للبريطانيين بوجود خطة سرية لترحيل الفلسطينيين من غزة إلى مناطق أخرى وعلى رأسها العريش، ليبلغ وزير النقل والاتصالات الإسرائيلى آنذاك شمعون بيريس وزعيم حزب العمل ووزير دفاع وخارجية ورئيس دولة الكيان لاحقا المستشار السياسى للسفارة البريطانية بتل أبيب بأنه "حان الوقت لإسرائيل كى تفعل أكثر فى قطاع غزة وأقل بالضفة الغربية".

وفى تقرير حول اللقاء بين البريطانيين والإسرائيليين، قالت السفارة إن بيرس الذى كان مسؤولا عن التعامل مع الأراضى المحتلة أكد على أنه بالرغم أن الحكومة الإسرائيلية لن تعلن رسميا السياسة الجديدة ولن تنشر توصيات اللجنة الوزارية التى تراجع الموقف، ولكن هناك اتفاقا فى مجلس الوزراء لمتابعة تدابير بعيد المدى للتعامل بشكل أكثر فاعلية مع مشكلة غزة، معتقدا أن التدابير ستؤدى إلى تحول الوضع بعد عام، مبررا التكتم على الخطة بأنها لن تؤدى إلا إلى تغذية الذخيرة لدى أعداء إسرائيل، ويعول الوزير الإسرائيلى نجاح الخطة على أن معظم المتأثرين هم فى الواقع راضون بأن يجدوا لأنفسهم مسكنا بديلا أفضل مع تعويض عندما تزال اكواخهم أو يقبلون شققا عالية الجودة بناها المصريين بالعريش، حيث يكن لديهم إقامة دائمة.

وتكشف الوثائق عن سؤال الدبلوماسى البريطانى بيريس حول هل العريش تعتبر الآن امتدادا لقطاع غزة؟ 
فرد بأن استخدام المساكن الخإلية هناك قرار عملى تماما وهو أيضا ما أشار إلىه إيرنست جون وورد بارنز السفير البريطانى بأن النتائج العملية للتهجير أهم بالنسبة لإسرائيل من مواجهة أى انتقادات، وهو ما أكده أم إى بايك رئيس ادارة الشرق الأدنى فى الخارجية البريطانية.

وفى نقاش هام وزارة الخارجية البريطانية عن مدى اتفاق سياسة التهجير مع معاهدة جنيف الرابعة والتى تحدد مسؤوليات دول الاحتلال، فوفقا للمادة 39 فإنه يحظر النقل القسرى الفردى او الجماعى وكذلك عملية الترحيل من أرض محتلة إلى أرض دولة أخرى وخلص تقييم المستشار القانونى للوزارة إلى أن توطين اللاجئين من غزة لسيناء سوف يبرر بأن العملية برمتها نفذت من أجل أمن السكان.

إن عقيدة الإبادة بلا نهاية التى يتبناها الصهاينة واحتلال دول الجوار وتصفية القضية الفلسطينية، هى خطة زئيف جابوتينسكى أحد قادة الصهيونية التوسعية تقوم على مبدأ إن الارض ليست لأولئك الذين يمتلكون مساحات شاسعة وزائدة، بل لأولئك الذين لا يملكون شيئا إنها العدالة الماكرة والتى قامت على أثرها فكرة تهجير وتصفية السكان الأصليين، وهى أن تأخذ جزءا من أرضهم من أجل توفير مكان للجوء شعب مشرد ومتجول، وإذا قاومت الأمة التى تمتلك أراض واسعة وهو ـمر طبيعى جدا فيجب إرغامها على ذلك بالقوة.

فمن يتصدى لهذا المخطط الصهيو امريكى البريطانى غير الأمة المصرية؟ فهى المستهدف الأول والأوحد من المخطط والتى تقف سدا منيعا أمامه، والتى يجب أن تلتف حولها القوى الإسلامية جمعاء،  بالإضافة إلى إضفاء روح البطولة والفداء من أجل أمة تتكالب عليها الجميع، وأصبحت تتأكل وتتصارع داخليا.

فمصر العظيمة بشعبها وجيشه الذى لا يقهر، والذى يصفه الأعداء منذ بدء التاريخ بجيش الأعداء، وهزيمته وإسقاطه هو الجائزة الكبرى لهم، فعلى مدار تاريخه العظيم خاض أكثر من ألف حرب، فهزم الأعداء فى الحملة الصليبية الرومية الثالثة والخامسة عامى 565ھ، و618ھ بقيادة الناصر صلاح الدين بمعركة حطين، واستردت القدس الشريف وكامل فلسطين من الغرب الصليبى، بالاضافة إلى هزيمة الحملة التاسعة وأسر قائدها لويس التاسع عشر ذليلا، كما قضت مصر على جميع الغزاة الذين جاءوا لسرقة أرواح وأموال وثروات واحلام وأفكار الأمة، فهى أمة التوحيد التى يجب أن تنتمى لها الأمة وتدافع عنها لعظم قدرها عند الله ورسله وأنبيائه ورسوله الكريم خاتم المرسلين، فهى أنوار الله فى أرضه، ولا ينتمى إلىها ويعرف قيمتها إلا من كان فى نبتته أصل من نبى أو رسول أو ولى أو رجل صالح.. إنها مصر الكنانة.

تابع مواقعنا