تهرف على منتخب موريتانيا.. العلم أساس التقدم
وصلنا إلى الحلقة الأخيرة من سلسلة “واقع يحتاج لـ سينما.. حكايات كان 2023 ولا في الأحلام”، حيث عرضنا على مدار ثمان حلقات بعض الحكايات الملهمة التي شاهدناها في بطولة كأس أمم إفريقيا الأخيرة والتي أُقيمت في كوت ديفوار.. ولمشاهدة حلقات هذه السلسلة من هــــنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا..
كنا ولا زلنا متفقين على أنه لكل قصة حكاية ولكل حكاية رواية، وحكايات كان 2023 ملهمة بشكل لا يوصف، تعلمنا منها أشياء كثيرة للغاية، خلال مشوار بطولة أمم إفريقيا، التي بشهادة الجميع هي بطولة المعجزات، وهي أفضل بطولة على مدار تاريخ بطولات أمم إفريقيا، لما رأيناه فيها، من مباريات مثيرة.
ويقدّم القاهرة 24 لكل العشاق والمتابعين لكرة القدم، والذين يحبون الحكاوي.. سلسلة بعنوان “واقع يحتاج لـ سينما.. حكايات كان 2023 ولا في الأحلام” وفي هذه السلسلة نستعرض حكايات إعجازية حدثت في بطولة كأس أمم إفريقيا من خلال عدة حلقات.
تاسع حلقة لهذه السلسلة والأخيرة ستكون عن “منتخب موريتانيا”، والذي كانت حكايته مشوّقة بشكل كبير، ولم نجد أجمل من قصة هذا المنتخب من أجل ختام هذه السلسلة.. فـ هيا بنا لنتعرف عن قصة حكاية منتخب موريتانيا، وكيف طوّروا من نفسهم من أجل الظهور بهذا المستوى الرائع في بطولة أمم إفريقيا 2023.
حكاية موريتانيا من الدمار إلى كوت ديفوار
لكرة القدم تأثيرا ما، وتتغير الإجابة اعتمادًا على ما يحدث في كل موطن للعبة؛ فمَن أراد لكرة القدم أن تكون الحياة، منحته ما أراد.
عبارات تكسوها كثير من الرومانسية المبالغ فيها، لكنها جسّدت واقعا في موريتانيا، بعد ظهور تاريخي في كأس أمم إفريقيا 2023 انتهى نهاية درامية.
مشاهد ملحمية شاهدها الموريتانيون في بطولة أمم إفريقيا الأخيرة خصوصًا عقب تحقيق تأهل تاريخي إلى دور ثمن النهائي وتحقيق الفوز على محاربي الصحراء بهدف دون رد، احتفال لاعبو موريتانيا وهم يبكون في أحضان بعضهم البعض، وفي الاستوديو التحليلي للمباراة بكى المحلل الموريتاني محمدي العلوي بطريقة درامية، في مشهد حرّك الكثير من العواطف لدى هذا الشعب الجميل.
الفضل كله بكل تأكيد يعود إلى أحمد ولد يحيى رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم، الذي تمسك بالأمل من أجل العلو بالكمرة الموريتانية وتحقق له ما أراد وجنى الثمار في بطولة أمم إفريقيا الأخيرة، بل وأصلح ما أفسدته الحياة لهذا الشعب المثابر.
لا تستغربوا الموضوع؛ فـ نعم كرة القدم تفعل أكثر من هذا، كرة القدم تصلح ما تفسده الحياة، كرة القدم ترتبط ارتباطًا وثيقًا بـ الأمل والإصلاح والمرض والعلاج في بلد تعاني من مشاكل كثيرة، وذلك لأنها لعبة شعبية، فـ الكرة للجماهير دائمًا وأبدًا، الكرة للفقير قبل الغني، وكرة القدم كانت لـ موريتانيا وأحمد ولد يحيى قبلة الحياة وعلاج لمشاكل كثيرة.
ولد يحيى عمل على النهوض بالشباب في البداية وأقنع الدولة والسلطات الموريتانية بأهمية كرة القدم في المستقبل؛ ما أدى إلى تطوير البنية التحتية والطب الرياضي الموريتاني وإنشاء قناة تنقل الدوري المحلي بعدما كان لا يظهر إلى النور من الأساس وأن الأمر كان يُدار بشكل عشوائي، بعدها تم جلب أفضل المحاضرين لإعطاء دورات لـ المدربين من أجل النهوض أكثر بالكرة الموريتانية والوصول إلى ما هي عليه الآن، وتوفّر المدربين والمعرفة والوسائل وكل شيء أصبح متاح بفضل رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم أحمد ولد يحيى.
أحمد ولد يحيى نهض بالكرة الموريتانية وأسعد الشعب
تم جني ثمار هذا العمل في 2019، بعدما تأهلت موريتانيا إلى كأس الأمم الإفريقية نسخة مصر، وكأس الأمم نسخة الكاميرون 2021، ونسخة كوت ديفوار 2023، والذي تم التجهيز لها بالتعاقد مع مدير فني مُحنّك في الكرة الإفريقية وأحدث تأثيرًا مع منتخب جزر القمر وهو أمير عبده.
هل تتوقعون أن أحمد ولد يحيى فعل كل هذا فقط؟ بالطبع لا، واصل وباشر مهام عمله كرئيس للاتحاد يريد إسعاد الشعب، فحاول إقناع اللاعبين الذي من الممكن أن يحدثوا التأثير مع المرابطين، بل وأقنع اللاعبين أصحاب الأصول الموريتانية من مزدوجي الجنسية؛ وكان أبرزهم المهاجم أبو بكاري كويتا الذي ينافس على صدارة هدافي الدوري البلجيكي.
في نهاية الشرح للتجربة الموريتانية، نجد أن أحمد ولد يحيى نجح في إنتاج منتخب أسعد قلوب ملايين يشتاقون إلى الفرحة؛ حيث اتضح أن كرة القدم هي الوحيدة القادرة على تحريك مشاعر الشعب، وعلى توحيده بشكل مطلق، وفي ليلة التأهل التاريخي إلى دور الـ 16 من مسابقة كأس أمم إفريقيا بالفوز على منتخب الجزائر، عاش 4 ملايين موريتاني حياة جديدة، واحتفلوا معا باختلاف ألوانهم، ورغم نهاية المغامرة بخسارة درامية أمام منتخب الرأس الأخضر؛ لكن يشعر كل موريتاني بالفخر بأداء منتخب بلاده.
العلم أساس التقدم
نعم، هذا هو عنوان هذه الحلقة من السلسلة، العلم أساس التقدم، فإن سيناريو وصول منتخب موريتانيا من الدمار إلى كوت ديفوار، كان ملهما ومثيرا ومشوقا بشكل كبير، وليس عيبًا أن نتعلم مما قام به أحمد ولد يحيى من اجل النهوض بالكرة المصرية، والعودة إلى منتخب الفراعنة الذي يسعد الشعب المضري، فـ لنلقي نظرة على ما قام به أحمد ولد يحيى رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم في الكرة الموريتانية، والتي جنت ثمارها الآن.. فلهذا ومن مكاننا هنا نرفع لهم القبعة ونوجه لهم التحية على هذه الحكاية الملهمة من حكايات بطولة كأس أمم إفريقيا 2023.
وصلنا إلى النهاية
كانت هذه الحلقة التاسعة والأخيرة من عدة حلقات في سلسلة “واقع يحتاج لـ سينما.. حكايات كان 2023 ولا في الأحلام” التي قدمها القاهرة 24 لكل العشاق والمتابعين..