وسيم يوسف يثير أزمة بعد فيديو عقوبة تارك الصلاة.. والإفتاء: حالة واحدة تستوجب تكفير تاركها
«لن تجد بالقرآن عقوبة لمن ترك الصلاة وليس لمن كفر بها»، بهذه الكلمات أثار الداعية الإماراتي وسيم يوسف، جدلًا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبره البعض يشكك في ثوابت الدين المعلومة من الدين بالضرورة.
وسيم يوسف: لن تجد بالقرآن عقوبة لمن ترك الصلاة
وقال وسيم يوسف خلال مقطع فيديو بثه عبر حسابه على موقع X، إنه: لن تجد في القرآن قط عقوبة لمسلم ترك الصلاة؛ لأن الصلاة تأتي بالحب والله لا يجبر عبدا على حبه، لن تجد هذا، فالله عز وجل لا يجبر أحدا على حبه، الله عز وجل ما خاطب عقوبة الصلاة للمسلمين خاطب لمن كفر بالصلاة.
وسيم يوسف: الله تكلم عمن كفر بالصلاة لكن لم يخاطب قط مسلما ترك الصلاة
وأضاف وسيم يوسف خلال المقطع المثير للجدل: الله قال: ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين، فهذه عن الكفار، والدليل أن الله ختم الآية: وكنا نكذب بيوم الدين، مضيفا: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ، هنا يتكلم الله عمن كفر بالصلاة لكن لم يخاطب الله قط مسلما ترك الصلاة؛ لأن الصلاة يريدها الله أن تقبل عليها حبا، ولو ذكرها الله كأنه يجبر المسلم على حبه والله لا يجبر أحدا على حبه.
الدكتور عبد الغني هندي، أحد علماء الأزهر الشريف، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، قال إن الله قال في كتابه العزيز: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا، متسائلا: ماذا يقول عن هذه الآية؟، والغي واد في جهنم بعيد قعرة.
وخلال حديثه لـ القاهرة 24، أوضح هندي، أن العقاب لـ تارك الصلاة مذكور في الكتاب ووارد في السنة والنبي صلى الله عليه وسلم تكلم عنها، والله يقول: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ* الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ* وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ، مضيفا: إذا كان من عن صلاتهم ساهون لهم ويل، فما بالنا بمن لم يصلِّ.
بعد حديث وسيم يوسف المثير.. أزهري: العقاب لـ تارك الصلاة مذكور في الكتاب والسنة
وأكد العالم الأزهري، أن هذا الكلام غير صحيح وخاطئ، موضحا: من ترك الصلاة جحودا يُستتاب لكي يرجع، أما من يتركها تكاسلا فيجب أن يحرص على الصلاة، فكل حالة لها عقوبة معينة.
وواصل: هناك عقوبات واردة في تأخير الصلاة، فمن باب أولى يوجد عقوبات لترك الصلاة.
وفي تصريحات سابقة، فنّد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، الشبهات المثارة حول حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ».
وأوضح مفتي الجمهورية، أن هذا الموضوع من الموضوعات المهمة لقيام كثير من المجموعات الإرهابية أو ذات الفكر المتطرف بفهمه فهمًا خاطئًا.
مفتي الجمهورية: حالة واحدة تستوجب تكفير تارك الصلاة
وبيّن أهمية الصلاة وقيمتها في الإسلام، فقال: الصلاة عماد الدين، وهي ركن من أركان الإسلام، وقد أمرنا الله عز وجل بإقامة الصلاة فقال سبحانه: {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} البقرة: 43، وقال أيضًا عز وجل: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} النساء: 103، وكذلك فقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَحَجَّ الْبَيْتِ»، وكل هذه النصوص والأدلة وغيرها تؤكد اعتناء الإسلام بها، كما أنها صلة وثيقة بين العبد وربه، يكون فيها القلب خاشعًا وخاضعًا لله يشعر بالذل أمامه، هذا الذل الذي يجعله عزيزًا عند بني الإنسان.
مفتي الجمهورية، أضاف أن: الصلاة لها عناية خاصة في الإسلام، فقد حُدِّد لها أركان وأوقات وبداية ونهاية، ولا يجوز تأخيرها عن وقتها إلا لعذر شرعي كما أوضحت النصوص الشرعية.
ونبَّه المفتي على الفرق إلى ما جاء في الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم: «فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» وبيّن من يتركها كونه كافرًا، فقال: «ولم يُعبِّر صلى الله عليه وسلم بأنه كافر، فلو قال: كافر؛ فهو وصف ثابت على هذا الشخص يلحق به، ولكن " كفَرَ" يفيد الحدوث والاستمرار.
تارك الصلاة في حالة النسيان والنوم
وأشار علام إلى ثلاثة أحوال تتعلق بهذا الحكم، الأول: حالة النسيان والنوم، فقال: هذا عذر شرعي لا يوجب تكفير الإنسان مطلقًا، ومن الأدلة التي بيَّنت أنه عذر شرعي قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَامَ عَنْ صَلَاةٍ أَوْ نَسِيَهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ».
حكم تارك الصلاة كسلًا
وعن ثاني حالات حكم تارك الصلاة وهو تركها كسلًا قال مفتي الجمهورية: ترك الصلاة كسلًا ليس عذرًا شرعيًّا، مردفا: من يتركها كسلًا وهو مؤمن بفرضيتها لا يجوز تكفيره كما هو المختار من قول العلماء، وهو القول المعتمد في دار الإفتاء المصرية كذلك هو قول العلماء المعتبرين من قديم الزمان، مع مراعاة المداومة على نصح هذا الشخص وتذكير كل من حوله من أصدقاء له ومقربين بأهمية وقيمة الصلاة.
وحذَّر علام من التساهل في التكفير في هذه الحالة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علَّق أمر هذا الإنسان على مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، وتعليق الأمر على المشيئة يعني وجود الإيمان ووجود الإسلام، والمسلم في هذه الحالة داخل في دائرة المسلمين، كما في قوله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ} النساء: 48.
حكم تارك الصلاة جحودا وإنكارا
وأوضح المفتي ثالث حالات ترك الصلاة، وهي: تركها جحودًا وإنكارًا والاعتقاد بأنها غير مفروضة أو لا قيمة لها، فقال: فهنا يكون هذا الإنسان قد أنكر من الدين ما هو معلوم بالضرورة وخالف إجماع الأمة والعلماء، وخالف النصوص الشرعية، فيكون الحكم عليه بالكفر لإنكاره وليس لمجرد الترك.
واختتم حديثه مشدِّدًا على أنه ليس من سلطة العلماء تكفير من يترك الصلاة جحودًا وإنكارًا، بل ذلك من سلطة القضاء وحده بعد التحقيق الدقيق ورفع كل ما يلتبس في الأمر.