دعاء الرسول في استقبال رمضان من كتاب حصن المسلم.. أحاديث نبوية مُبشرة

دعاء الرسول في استقبال رمضان واحد من أهم أدعية شهر رمضان المبارك، حيث الدعاء الصحيح والذي لا غبار عليه ولا ابتداع فيه، ومنه دعاء رؤية هلال شهر رمضان، ودعاء الإفطار، ودعاء دخول رمضان، ودعاء ليلة القدر، وغيرها من أدعية جميلة نوضحها لكم في هذا التقرير عبر القاهرة 24، مع تسليط الضوء على مدى صحة خطبة النبي ﷺ في استقبال شهر رمضان والتي يتم تداولها في هذه الآونة.

دعاء الرسول في استقبال رمضان

يحب الكثير من المسلمين الاطلاع على دعاء الرسول في استقبال رمضان، وذلك من باب فرحتهم بقدوم الشهر الكريم وتقديرهم لعظمة ذلك الشهر المفضل على سائر شهور العام، ووفقا لجمهور أهل العلم فالاجتهاد في الدعاء أمر جائز ولا حرج فيه، ولكن الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم هو الأفضل والأكمل، ولذلك يقدم لكم القاهرة 24، هدي الني صلى الله عليه وسلم في استعداد واستقبال شهر رمضان.

ووفقا لدار الإفتاء المصرية، كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعد لدخول شهر رمضان بمجرد حلول شهر شعبان، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان"، فكان يكثر من الصيام يوقل أحب أن يرفع عملي وأنا صائم، ولذلك فالاستعداد الأمثل بالمسلمين يكون بالصيام والدعاء في شعبان، وقد ورد عن السلف الصالح إنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم.

وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أيضا في استقبال رمضان، أن يبشر بقدومه فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه يقول "قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حُرم"، ونرصد لكم دعاء الرسول في استقبال رمضان من كتاب حصن المسلم كالتالي:

• دعاء الرسول عند رؤية الهلال: للَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلاَمَةِ وَالْإِسْلاَمِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ رَبَّنَا وَتَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ.
• دعاء الرسول عند إفطار الصائم: ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ العُرُوقُ، وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِي.
• دعاء الرسول إذا أفطر عند أهل بيت: أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ.
• ما يقوله الصائم إذا سابه أحد: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ.
• دعاء الرسول في ليلة القدر: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.

فرحة استقبال رمضان

فرحة استقبال رمضان سُنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يبشر بقدوم رمضان ويقول عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف " إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وسلسلت الشياطين"، ووفقا لدار الإفتاء المصرية، فكان النبي يدعو المسلمين ويحثهم إلى المسارعة إلى أنواع الأعمال الصالحات، ويقول عليه الصلاة والسلام: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين"، ويقول ﷺ: "لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صومه فليصمه".

ومن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في استقبال شهر رمضان نقدم لكم ما يلي:

• "أعطيت أمتي في شهر رمضان خمس خصال، لم تعطها أمة قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله عز وجل كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى، ويصيروا إليك، وتصفد فيه مردة الجن، فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة، قيل: يا رسول الله، أهي ليلة القدر؟ قال: لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله"
• "إِذا كان أوَّلُ ليلةٍ من رمضانَ صُفِّدتِ الشياطينُ ومَردَةُ الجنِّ، وغُلِّقت أبوابُ النيرانِ، فلم يفتح منها بابٌ، وفُتِّحتْ أبوابُ الجنةِ فلم يغلقْ منها باب، ويُنادي منادٍ: يا باغيَ الخير أَقبلْ، ويا باغيَ الشرِّ أقصِر، وللهِ عتقاءُ من النارِ، وذلك كل ليلة"
• يقول الله عز وجل: كل عمل ابن آدم يضاعف له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه
• "الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل"
• "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
• "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"
• "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور"
• "لله عز وجل عند كل فطر عتقاء"

دعاء الصحابة اللهم بلغنا رمضان

ويبدأ غدًا شهر رمضان المبارك، ففيه تتضاعف الحسنات، وتتكفر السيئات وتفتح أبواب الجنة والرحمات، وتستجاب الدعوات، ولذلك ينتظر المسلمون شهر رمضان من العام للعام بفارغ الصبر، ويحبون ترديد دعاء دخول رمضان بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن صحابته، ومنه دعاء اللهم بلغنا رمضان.

• اللهم سلمنا إلى رمضان، وسلم لنا رمضان، وتسلمه منا متقبلًا.
• اللهم بارك لنا فيما بقي من شعبان وبلغنا رمضان بلغو حسن يرضيك عنا.
• اللهم بلّغنا رمضان لا فاقدين لا مفقودين.
• اللهم بلّغنا رمضان، وبارك لنا فيه، وأعِنا على صيامه وقيامه.
• اللهم بلّغنا شهر رمضان الكريم؛ فنحن لك نعبد ونسجد ونركع وندعوك ونحمدك.
• اللهم بارك لنا في الأيام المتبقية من شهر شعبان، وبلّغنا شهر رمضان، وارزقنا صيامه إيمانا واحتسابا.
• اللهم بلّغنا رمضان هذا العام وأعوامًا مديدة، ولا تحرمنا فضله يا ألله، واستجب منا الدعاء في العشر الأواخر من رمضان.
• اللهم أهلّ علينا رمضان بالأمن والأمان والسلامة والإسلام، وأعِنا فيه على الصيام والقيام وقراءة القرآن.
• اللهم أهل علينا شهر رمضان بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام وأعنا فيه على الصيام والقيام وقراءة القرآن.
• اللهن بلغني وأحبابي رمضان واجعل ليلة القدر من نصيبنا يا منان.
• اللهم أهل علينا شهر الرحمة بالرحمة والقبول والرضوان وأختم لنا ولكم شعبان بالتوبة والغفران كل عام وأنتم إلى الله أقرب.
• اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين ونحن في أتم الصحة وراحة البال واجعله خاتمة لخطايانا وأعنا على ذكرك وحسن عبادتك.
• اللهم بلغنا رمضان بلوغًا يغير حالنا إلى أحسنه، ويهذب نفوسنا ويطهر دواخلنا، بلوغ رحمة ومغفرة وعتق من النار.
• اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ومن دعاء لا يُسمع ومن نفس لا تشبع ومن علم لا ينفع.

اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين

وأما دعاء اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، فلا يعد ضمن دعاء الرسول في استقبال رمضان، ولذلك يرى بعض العلماء عدم مشروعية ترديد هذا الدعاء لأنه في اعتراض على حق من حقوق الله عز وجل، فالموت حق، بينما أجازت دار الإفتاء المصرية قول دعاء اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، لأن المقصود منه رجاء طول العمر لإدراك الشهر الفضيل، فالدعاء بالبقاء إلى الأزمان الفاضلة مندوبٌ لإدراك الأعمال الصالحة.

وقد أوضحت دار الإفتاء في منشور سابق لها على صفحتها الرسمية بموقع فيس بوك، النصائح العشر في رمضان كالتالي:  

• اقرأ كل يوم ما تيسر من القرآن، وأكثر من الصلاة على النبي العدنان.
• حافظ على الصلوات الخمس وصلاة في الليل وصلاة الضحى ولو ركعتين.
• أدِّ الزكاة المفروضة عليك وتصدق كل يوم ولو بالقليل، فإن لم تجد فبكلمة طيبة.
• ألا تحب أن تكون ممن يحبهم الله أحبب نبيك محمدًا صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وبالوالدين إحسانًا.
• ألا تحب أن تكون ممن يقول: يا رب، يا رب، قال الله تعالى: لبيك عبدي، سل تعطه، فأطب مطعمك تجب دعوتك، وانتصف للناس من نفسك، وخالق الناس بخلق حسن.
• ألا تحب أن تكون ممن تستجاب دعوته وتتلألأ صحيفته نورًا يوم القيامة، طهر قلبك وأكثر من قول لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ولا تكن من الغافلين عن ذكر الله.
• ألا تحب أن تكون من الحامدين الشاكرين المقربين، فإنه إذا قال العبد: الحمد لله، قال الله: حمدني عبدي وشكرني. فاستكثروا من قول: الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
• ألا تحب أن تكون من الشاكرين وأن يصلح الله ذريتك، عليك بآيتي الشكر:
• {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًَا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ في عِبَادِكَ الصَّالِحِيْنَ}.
• {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعُمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًَا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحُ لِي في ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ المُسْلِمِينَ}
• ألا تحب أن أدلك على ما يجمع لك أمر دينك وأمر دنياك! اعمل ما استطعت بأمر الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسُجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
• ألا تحب أن أدلك على قلب كل شيء: {قُلْ آمَنْتُ بِاللهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ}.

خطبة النبي في استقبال رمضان

نختم لكم دعاء الرسول في استقبال رمضان، بالتأكيد على أن الخطبة التي يتم تداولها في هذه الآونة بعنوان خطبة النبي في استقبال رمضان، فهي مكذوبة وموضوعة، وفي فقراتها ما يخالف العقيدة مما ابتدعه بعض المبتدعة، ولكن بعض فقراتها ثبت ما يدل عليها مثل فتح أبواب الجنة وإغلاق أبواب النار.

ومن بعض فقرات هذه الخطبة ما يلي:

اللَّهمَّ صَلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد؛ أيّها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيّامه أفضل الأيّام، ولياليه أفضل اللّيالي، وساعاته أفضل السّاعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فسلوا الله ربّكم بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة أن يوفّقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فانَّ الشقيَّ من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم.

واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدَّقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضّوا عمّا لا يحلُّ النّظر إليه أبصاركم، وعمّا لا يحلُّ الاستماع إليه أسماعكم، وتحنّنوا على أيتام النّاس يتحنّن على أيتامكم، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم وارفعوا إليه أيديكم بالدّعاء في أوقات صلواتكم، فإنها أفضل السّاعات، ينظر الله عزَّ وجلَّ فيها بالرَّحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيّهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه. 

أيّها النّاس إنَّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكّوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخفّفوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أنَّ الله تعالى ذكره أقسم بعزَّته أن لا يعذِّ بالمصلّين والسّاجدين، وألا يروّعهم بالنّار يوم يقوم النّاس لربّ العالمين.. أيّها النّاس من فطّر منكم صائمًا مؤمنًا في هذا الشّهر، كان له بذلك عند الله عتق رقبة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه.