بسم الله نبدأ
بها نبدأ مستعينين بالله، ومتوكلين عليه، وملتمسين منه الخلاص والتوفيق والقبول.
بسم الله: نستضيئ بها في ظلمات حياتنا، بسم الله نستنزل بها رحمات ونفحات ربنا، بسم الله نطلب منه الفتح والمدد، وندرأ بها شر كل ذي شر وحسد، ونستدفع بها كل هم وضيق وكمد.
بسم الله: افتتح الله بها كتابه وكلامه، وهو أعظم الكتب، وأعذب الكلم، فقال في مفتتح سورة الفاتحة أم القرءان: "بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين الرحمن الرحيم".
بسم الله: كان بها مجرى سفينة سيدنا نوح ومرساها، عندما قال لمن أمن معه من قومه وهم قلة "وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم" نوح / ٤١، ليتحقق موعود الله جلت قدرته بنصر المؤمنين وإنجائهم، وإهلاك الكافرين وإغراقهم.
بسم الله: افتتح بها سيدنا سليمان -عليه السلام- كتابه الذي أرسله مع الهدهد إلى بلقيس ملكة سبأ، يدعوهم فيه إلى الإيمان بالله وتوحيده، ونبذ عبادة الشمس من دونه قال - تعالى - حكاية عن سليمان لما أمر الهدهد بإيصال الكتاب "اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ" النمل / 3٢:28.
بسم الله: نبدأ بها كل أعمال حياتنا صغيرها وكبيرها، ليكون الله حاضرا معنا فيها برحماته وبركاته وفيوضاته ونفحاته نأكل طعامنا، ونشرب شرابنا بسم الله.
بسم الله، وغير ذلك من الأقوال والأفعال، مقتدين في ذلك بهدي سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعندما تكون هذه الصلة وهذا الحضور بسم الله تعالى، وهو أصل كل خير، ومنبع كل بركة في حياتنا، فإنها تمتلئ قناعة ورضا وسرورا، وتفيض بركة ورحمة.
بسم الله: كلمة تنشرح لها الصدور وتطمئن بها القلوب وترطب بها الألسنة، وتتسع بها الأرزاق، وتنير بها كل الحياة.
فـ بسم الله الرحمن الرحيم في البدء والمنتهى، ولكثرة جريان هذه الكلمة المباركة على ألسنتنا في كل شئون حياتنا، نحت من كلمتيها لفظ واحد على سبيل الاختصار، فأطلق عليها البسملة والنحت وسيلة اختصار معروفة عند العرب حيث يؤخذ من كل كلمة بعض حروفها، وتجمع هذه الحروف في كلمة واحدة تيسيرا للنطق والكتابة.
فـ بسم الله، وعلى بركة الله، نبدأ رحلتنا في شهر رمضان، نطوف معكم في حدائق الإيمان الزاهرة مقتطفين من قطوف القرءان الكريم، والسنة النبوية المطهرة، والسيرة المحمدية العطرة ما يكون زادا لنا ينفعنا يوم القيامة بين يدي الله.
ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير، منك العون ومنك الهداية وعليك التوفيق.