صيغة واحدة متفق عليها.. ما حكم قول اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت؟
يتساءل البعض عن حكم قول اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، هل هو من السنة، أم دعاء مستحب عند الإفطار، وما أصله، وهل يلزم قوله عند الإفطار أم ليس شرطًا؟. وعبر القاهرة 24 نبين آراء الفقهاء حول صيغة الدعاء وموقفه من صحيح السنة النبوية المطهرة.
حكم قول اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت
اختلف العلماء حول حكم قول اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت عند الإفطار في رمضان، ويقول العامة في دعاء الإفطار: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وبك آمنت وعليك توكلت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله.
وحول حكم بدء الدعاء بـ اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، اختلف العلماء فمنهم من رأى أن هذا الدعاء مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال ابن عثيمين رحمه الله: نعم، عند الإفطار، فإنه قد أوثر عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت".
أما ابن باز رحمه الله فقد يرى أنه غير صحيح وليس من السنة، حيث قال عنه: فيه حديث ضعيف، وإذا قاله فلا حرج، ولكن ما هو صحيح، وأوضح أن الحديث ضعيف، ولكن معناه صحيح، ويعني صام لله وأفطر لله.
وشدد ابن باز على أن صيغة اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، تقال عند الإفطار وعند الصوم كله واحد، إذا قاله لا بأس، لكن ما هو بسنة.
وفي كتب السنة، ورد عن بعض الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم، برواية عن أنس بن مالك التي حكم عليها جمهور العلماء بأنها حديث مرسل.
ولكن ما الصيغة التي اتفق حولها الفقهاء على أنها سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الإفطار في رمضان، خاصة أنه ورد عَنْ مُعَاذِ بْنِ زُهْرَةَ بسند ضعيف أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ"؟.
دعاء الإفطار
ونشرت دار الإفتاء المصرية دعاء الإفطار عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، وصيغته: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وبك آمنت، وعليك توكلت، ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله يا واسع الفضل.
ومن جانبه، أجاب الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول دعاء الإفطار الصحيح، فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم، علّمنا أن يقول الصائم عند فطره: اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، وبك آمنت، وعليك توكلت، ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله يا واسع الفضل.
وأردف بقوله: فإن كان مذهب الصائم شافعيًا قال نويت صيام غدٍ من رمضان.
وقد اتفق جمهور العلماء وأهل العلم على صحة الحديث الذي رواه أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا أفطَر: ذهَب الظمَأُ وابتلَّتِ العروقُ وثبَت الأجرُ إن شاء اللهُ، لذلك تعد هذه الصيغة هي الأكثر ثقة لدى الفقهاء.
وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم عند إفطار رمضان، ما يلي:
- كان يعجل بالإفطار لما ثبت عنه أنه قال: "لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ".
- يفطر على رطب، فإن لم يجد فتمر، فإن لم يجد شرب ماء، لما روي عن أنس بن مالك أنه قال: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُفطِرُ على رُطَباتٍ قبْلَ أنْ يُصلِّيَ، فإنْ لم تكُنْ رُطَباتٌ فتَمَراتٌ، فإنْ لم تكُنْ تَمَراتٌ، حَسا حَسواتٍ مِن ماءٍ".
- كان يصلي المغرب أولا في جماعة ثم يعود ليأكل دون ملء البطن، لما ورد عنه أنه قال: "ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا مِن بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقمنَ صُلبَهُ، فإن كانَ لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِهِ وثُلثٌ لشرابِهِ وثُلثٌ لنفَسِهِ".
دعاء الصائم مستجاب
ومن السنة ما يثبت أن دعاء الصائم مستجاب، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ: دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ" صحّحه الألباني.
وحدد الإمام ابن باز موعد استجابة دعاء الصائم في جميع النهار، وعند الفطر كذلك، حال صومه وعند إفطاره كلها، موضحًا بأن الصائم دعائه مستجاب عند الإفطار وفي الظهر وفي العصر وفي أي وقت إذا سَلِم من المعوّقات الأخرى من أكل الحرام ومن المعاصي الأخرى؛ لأن القبول له معوقات أيضًا من الذنوب والمعاصي وأكل الربا والحرام.
وورد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالْمَظْلُومُ"، فجاء لفظ الحديث "حتى يفطر" أي طوال صيامه حتى وقت إفطاره.