هل يجوز الصيام في رمضان بدون صلاة.. تعرف على القول الفصل لفضيلة المفتي
هل يجوز الصيام في رمضان بدون صلاة، واحد من الأسئلة التي تطرأ على أذهان البعض ممن لا يحرصون على إقامة ركن الصلاة، ولكنهم يحرصون على صيام رمضان رغبًة منهم في نيل الثواب والحصول على النفحات الموجودة في ذلك الشهر الكرم، ولكن هل يصح صومهم بدون صلاة؟ سنتعرف على الإجابة في السطور التالية عبر القاهرة 24.
هل يجوز الصيام في رمضان بدون صلاة
اختلفت آراء الفقهاء في الإجابة على سؤال، هل يجوز الصيام في رمضان بدون صلاة؟ ووفقا لـ ابن عثيمين، فإن تارك الصلاة صيامه ليس مقبول، لأن تارك الصلاة كافر مرتد واستشهد هذا الرأي بحديث النبي صلى الله عليه وسلم "بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ"، ولقوله صلى الله عليه وسلم "الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ".
ويتفق مع ذلك الأمر ابن باز رحمه الله، ويرى أن الصيام في رمضان بدون صلاة لا يصح، مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم "رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة"، وبناء على ذلك الرأي، فإن صام الإنسان وهو لا يصلي فصومه مردود، والأولى له أن يصلي ثم يصوم لا أن يصوم ولا يصلي.
حكم الصيام بدون صلاة دار الإفتاء
وأما حكم الصيام بدون صلاة، فقد أوضحتها دار الإفتاء المصرية في منشور سابق لها على صفحتها الرسمية بموقع فيس بوك لتؤكد أنه لا يجوز للمسلم ترك الصلاة أو التفريط فيها لوجود العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تبين أن تارك الصلاة أتى فعلًا كبيرًا وشابه الكفار في عدم صلاتهم.
وأضافت دار الإفتاء أن الكبائر من شُعَب الكُفر كما أن الطاعات من شُعَب الإيمان، وتارك الصلاة لا يكفر حتى يجحدها ويكذب بها، ولكنه مع ذلك مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، والمسلم مأمور بأداء كل عبادة شرعها الله تعالى من الصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها مما افترض الله عليه إن كان من أهل وجوبه، وعليه أن يلتزم بها جميعًا كما قال الله تعالى:
{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةٗ} [البقرة: 208]، وجاء في تفسيرها: أي التزموا بكل شرائع الإسلام وعباداته، ولا يجوز له أن يتخير بينها ويُؤدِّيَ بعضًا ويترك بعضًا فيقع بذلك في قوله تعالى: {أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖ} [البقرة: 85].
وتابعت دار الإفتاء المصرية للإجابة على سؤال هل يجوز الصيام في رمضان بدون صلاة؟، أن كل عبادة من هذه العبادات المفروضة لها أركانها وشروطها الخاصة بها، ولا تَعَلُّق لهذه الأركان والشروط بأداء العبادات الأخرى، فإن أدَّاها المسلم على الوجه الصحيح مع تركه لغيرها من العبادات فقد أجزأه ذلك وبرئت ذمتُه من جهتها، ولكنه يأثم لتركه أداء العبادات الأخرى.
وترى دار الإفتاء أن من صام وهو لا يصلي فصومه صحيح غير فاسد؛ لأنه لا يُشترط لصحة الصوم إقامة الصلاة، ولكنه آثمٌ شرعًا من جهة تركه للصلاة ومرتكب بذلك لكبيرة من كبائر الذنوب، ويجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى، وأما مسألة الأجر فموكولة إلى الله تعالى، غير أن الصائم المُصَلِّي أرجى ثوابًا وأجرًا وقَبولًا ممن لا يصلي.
حكم الصيام بدون صلاة عند المالكية
في المذهب المالكي، صيام تارك الصلاة الذي تركها كسلا وتهاونا، صيام صحيح يسقط به الفرض على قول الجمهور الذين يقولون إن تارك الصلاة مؤمن عاص، وحملوا الأحاديث الواردة في كفر تارك الصلاة على تركها جحودا لوجوبها، وبناء عليه، فمن صام منهم له صيامه وعليه وزر ترك الصلاة، وأما الثواب من عدمه فهو مما لا يعلمه إلا الله عز وجل.
هل ترك الصلاة في رمضان يبطل الصيام؟
أجاب فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام على سؤال ورد إليه مفاده، هل ترك الصلاة في رمضان يبطل الصيام؟ وقال إن العبادات مفروضات، وكل عبادة لها استقلالها في القيام بها، ولا تتوقف عبادة في أدائها وصحتها على عبادة أخرى، ولكن الإنسان المحسن المتقي ربه يأتي بالعبادات جميعا.
وأضاف فضيلة المفتي خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج "اسأل المفتي" المذاع على إحدى القنوات الفضائية، أن من أتي بعبادة فقد أحسن بها، ومن ترك عبادة أخرى فقد أساء إساءة بالغة في العبادة التي تركها، ولذلك فإن من يصوم رمضان بلا صلاة، فقد أحسن بعبادته للصيام.
وتابع المفتي قائلا: لابد أن يكون صيامه حافزا له على الصلاة لأن ترك الصلاة كبيرة من الكبائر، فكما فرض الله الصوم فرض الصلاة، ولا ينبغي أن يأتي الإنسان بتكليف ويترك تكليفا آخر، مضيفا أنه لا أثر للصلاة على صحة الصوم، فالصوم صحيح ومجزئ، ولكن قبوله عند الله لا يعلمه إلا الله، ولذلك على الإنسان أن يأتي بالفرض الذي تركه وقد اساء به، مثلما أتي بفرض الصيام وقد أحسن به.
نختم لكم الإجابة على سؤال هل يجوز الصيام في رمضان بدون صلاة؟ بحديث النبي صلى الله عليه وسلم خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئًا استخفافًا بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن، فليس له عند الله عهد، إن شاء عذبه، وإن شاء أدخل الجنة. رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه وغيرهم.