حكم النوم في رمضان من الفجر إلى المغرب.. جائز بشرط واحد
حكم النوم في رمضان من الفجر إلى المغرب من الأحكام المتعلقة بصيام شهر رمضان، ويبحث عنه العديد من المسلمين رغبة منهم في نيل فضل الشهر الكريم، ففيه فرض الصيام وفرضت الزكاة وهما من أركان الإسلام الخمسة، وفيه ليلة القدر وفيه تتنزل الرحمات وتفتح أبواب الجنة، وفيه الكثير من الفضائل الأخرى التي تجعل المسلمين أكثر صبرًا ومجاهدة على العبادة فيه، ولذلك يوضح لكم القاهرة 24 حكم النوم أكثر النهار في رمضان.
حكم النوم في رمضان من الفجر إلى المغرب
اتفق الفقهاء في حكم النوم في رمضان من الفجر إلى المغرب، بأنه لا حرج فيه ويصح معه الصوم، بشرط ألا يترتب على النوم طوال هذه المدة إضاعة شيء من الواجبات ولا ارتكاب شيء من المحرمات، وهو رأي الإمام ابن باز رحمه الله، والذي أكد أيضًا ضرورة حرص الصائم على تناول وجبة السحور لقول النبي صلى الله عليه وسلم "تسحروا فإن في السحور بركة".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر" رواه مسلم في صحيحه، كما ينبغي المحافظة على جميع الصلوات الخمس في الجماعة، والحذر من التشاغل عنها بنوم أو غيره، ويجب على المسلم كذلك السعي في طلب الرزق الحلال الذي يحتاج إليه هو ومن يعول وعدم التشاغل عن ذلك بنوم أو غيره سواء في رمضان أو غير رمضان.
هل يجوز النوم طوال النهار أثناء الصيام؟
استكمالًا لتوضيح حكم النوم في رمضان من الفجر إلى المغرب، قد يتساءل البعض هل يجوز النوم طوال النهار أثناء الصيام؟، حيث أوضح مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام أن هناك فرقا بين الصحة والقبول، فمن صام ملتزمًا بأحكام الصيام فصومه صحيح حتى لو قصّر في الصلاة أو في غيرها، وأما القبول فلا يعلمه إلا الله؛ ولذا ينبغي الحرص على التماس وفعل كل الأعمال الصالحة أثناء الصوم لقبوله عند الله.
وأضاف المفتي خلال لقاء سابق له ببرنامج "القرآن علَّم الإنسان" مع الإعلامي حمدي رزق، على فضائية صدى البلد، أن النوم أكثر النهار في رمضان لا يبطل الصوم، بل لو نام الصائم النهار كله فصومه صحيح، إلا أنه يكون قد فوَّت على نفسه فضلًا، وعلى المسلم أن يستغل هذا الشهر الكريم في العمل والإنجاز أسوة بمن سبقونا في تحقيقهم الانتصارات الكبرى في هذا الشهر الفضيل.
مبطلات الصيام
يخشى العديد من المسلمين أن يكون النوم من مبطلات الصيام، لكن الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية أوضحت في منشور سابق لها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، مبطلات الصيام والتي تنحصر في:
- تعمد إدخال عَيْنٍ إلى الجوف من مَنْفَذٍ مفتوح (كالفم – والأنف).
- المعاشرة الزوجية ولو بلا إنزال.
- خروج الْمَنِي عن مُبَاشَرة.
- تعمُّد إخراج القيء، أما من غَلَبه القيء فلا يفطر به.
- خروج دم الحيض، وخروج دم النفاس.
- الجنون، والرِّدَّة.
كما أوضح الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء، مبطلات الصيام ولم يذكر منها النوم نهارا، بل قال إن من مبطلات الصيام، كل ما يدخل إلى جوف الإنسان سواء كان مغذيا أو غير مغذي من منفذ معتاد "الأنف أو الفم" فهو مفطر، شرط أن يكون عن عمد وعن تذكر.
وأضاف أمين الفتوى في فيديو له على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء بموقع فيس بوك، أن العلاقة الزوجية الكاملة من المفطرات، وكذلك خروج المني ولو كان بغير علاقة زوجية من المفطرات، بينما الاحتلام ليلا لا يؤثر على الصيام لعدم دخل الإنسان فيه، وكذلك تعمد القيء والحيض والنفاس والردة كلها من مبطلات الصيام.
حكم تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء بسبب النوم
وبعدما أوضحنا حكم النوم من الفجر إلى المغرب وتبين أنه لا شيء فيه ولا يؤثر على صحة الصيام، لكنه يفوت الأجر الكبير للصائم في استغلال ساعات نهار رمضان في العبادة، قد يتساءل آخرون عن حكم تأخير الصائم فطره إلى وقت العشاء بسبب النوم، فهو مكروه بإجماع الأئمة لكراهة تأخير الفطر، فعن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قَالَ: "لاَ يَزالُ النَّاسُ بخَيْرٍ مَا عَجلوا الفِطْرَ".
وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللَّه عز وجل: "أَحَبُّ عِبَادِي إِليَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا"، رواه الترمذي وقال حديث حسن، وعن عمر بن الخطاب قالَ: قال رسول اللَّه ﷺ: "إِذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ ههُنَا وأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ ههُنا، وغَرَبتِ الشَّمسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ"، وهي أحاديث نبوية صحيحة توضح أهمية التعجيل بالإفطار وتحري وقت أذان المغرب.
نختم لكم حكم النوم في رمضان من الفجر إلى المغرب، بأنه جائز بشرط ألا يترتب عليه إضاعة الصلوات والعبادات، فلا حرج في النوم نهارا، ولكن فيه تفريط كبير في عبادة نهار رمضان، وهو شهر تتضاعف فيه الحسنات وتقال فيه العثرات وتجاب فيه الدعوات، لا سيما دعاء الإفطار في رمضان.
وعن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا رمضان قد جاءكم، شهر مبارك، فَرَضَ الله عز وجل عليكم صيامه، إذا كانت أول ليلة من رمضان، نادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر".