الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الزوج الحنين.. تصنعه زوجة محترمة

الخميس 14/مارس/2024 - 07:21 م

قبل أيام قليلة شاهدنا لقاء تليفزيونيا للإعلامية منى الشاذلي استضافت خلاله الداعية الشاب مصطفى حسني، وقد تحدث في موضوعات كثيرة أغلبها حول الدعوة ومشواره فيها، وفي وسط ذلك تكلم عن زوجته كلاما طيبا ورغم أن ذلك بديهي إذ أنه لا يمكن أن يتوقع أحد غير هذا، لكن هذا المقطع تم ترويجه بشكل كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي مصحوبا بتعليقات من المستخدمين على طريقة "العوضي وياسمين" التي لم تتوقف حتى أوقفوها بأنفسهم وانفصلا بشكل مفاجئ.

كان ملخص كلام حسني أنه يشكر زوجته ويعتبرها جوهرة كونها تحملته في بداياته، وهنا كنت أتمنى أن تنظر كل امرأة لهذا الكلام من زاويته الصحيحة، وتعلم أن الفضل بدأته زوجته فكان رده طبيعيا جدا ولا يستحق كل هذه الضجة الفيسبوكية. 

من الطبيعي أن يعرف كل شخص صاحب طموح وغاية يسعى إليها، قيمة زوجته بعدما يصل إلى المنطقة الآمنة، ويجدها مازالت بجانبه، لم تتخل وتفضل الهروب بأنانية خاصة كون هذه المرحلة بالفعل تكون صعبة للغاية، سواء على المستوى المادي أو الاجتماعي، حيث ينشغل الزوج عن بيته سعيا خلف حلمه وهدفه، وقد يصل تقصيره إلى حد الإهمال غير المقصود، ولو لم تؤمن زوجته به إيمانا تاما لا يمكنها الاستمرار، وحتى إذا لم تنه هذا الزواج فإنها تجعله جحيما.

أما ما فعلته تلك السيدة الفاضلة وأشار إليه مصطفى حسني في حديثه، أنها كانت مؤمنة به ومقدرة لطموحه ولم تخذله بل شجعته، وهنا إذا كان هناك ما يجب الاحتفاء به حقا تكون زوجته وليس هو كما تروج سيدات شعار "الزوج الحنين رزق".

أيتها السيدات المحترمات.. هي زرعت فحصدت وتحملت فوصلت.
والأهم أنها خلال ذلك لم تكن تشكل عبئا عليه كما قال.. أي أنها لم تعايره بتحملها أحواله، وأوضاعه فتشعره بالذنب الدائم والتقصير المستمر، فلا يجد أمامه إلا أحد طريقين.. إما التوقف ومن ثم والتراجع، أو الاستمرار في السير كمن يحمل جبلا على ظهره.

وهنا لا بد من التأكيد على أنني لا أقول أن هناك من لا يرى الفضل أو يقدر قيمة التضحيات.. مؤكد أنه يوجد نوع من الرجال لا يستحقون ذرة تقدير، ومهما قدمت لهم الزوجة يظلون أنذالا.. ولكن هؤلاء شواذ القاعدة ولا نقيس عليهم، وخسارتهم مكسب كبير، والاستمرار معهم خطأ فادح، والعجيب أن اختيارهم يكون غالبا بكل أسف بدافع الحب أو حتى الإعجاب، وليس العقل والمنطق ومعيار الأخلاق والقيم والدين، وتلك معايير تكون واضحة من البداية ولكن لا يتم الالتفات إليها، فيصبح الجزاء من جنس العمل.

حديثي هنا عن حالة تشبه ملايين الحالات، حيث زوج محترم حمل فكرا ورؤية وطموحا نبيلا، وليس مجرد فهلوي يلعب بالبيضة والحجر فتلك أصناف لا يمكن احترامها بالطبع.

وفي نهاية الحديث أود التأكيد على ما جعلته عنوانا لمقالي الذي تعمدت أن أجعله مختصرا مفيدا في أيام الصيام المباركة تقبلها الله منا جميعا وأقول أن الزوج الحنين مؤكد تصنعه زوجة محترمة.

تابع مواقعنا