هل تفطر؟.. حكم سماع الأغاني في نهار رمضان
يعتبر حكم سماع الأغاني في نهار رمضان من الموضوعات التي تثير الكثير من الجدل والاهتمام بين الشباب في شهر رمضان، ويعود ذلك إلى اختلاف الآراء والتفسيرات الدينية حول هذا الأمر، يُعتبر الصيام والعبادة خلال شهر رمضان فرصة لتقريب النفس من الله وتعزيز الروحانية، ولذلك يتساءل البعض عما إذا كان مناسبًا سماع الأغاني خلال هذا الشهر المبارك أم لا.
تنوعت الآراء والفتاوى الدينية بشأن حكم سماع الأغاني في رمضان، فمن المعروف أن البعض يعتبرها أمر غير جائز شرعًا في أيام الشهر الفضيل وأكثر خاصة في شهر رمضان لأنها تشتت الانتباه عن العبادة وتزيد من انشغال النفس بالماديات والدنيوية بدلًا من التفكير في الآخرة والقرب من الله واستغلال أيام شهر رمضان ومن هنا، تصدر بعض الفتاوى تحريم سماع الأغاني خلال شهر رمضان.
وأفتى بعض علماء الدين حول أن سماع الأغاني ليس محرمًا في حد ذاته، وإنما يعتمد على محتوى الأغنية وطبيعتها، فبعض الأغاني قد تكون معبرة عن قيم إيجابية أو مواضيع عميقة تثري الروحانية، وبالتالي قد يكون سماعها في إطار معين مقبولًا.
حكم سماع الأغاني في رمضان
يعد شهر رمضان هو شهر الصيام والقيام والقرآن والعبادة والذكر، ولكن الفراغ الذي يخلفه الصيام يجعل الناس يبحثون عن أنواع مختلفة من الترفيه والتسلية، لذا يتساءل الكثيرين حول ما إذا كان من الملائم سماع الأغاني خلال هذا الشهر المبارك.
يقول الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية في اجابته على حكم سماع الأغاني في رمضان إن الأغاني من حيث الكلمات، حكمها كالشعر حسنه حسن وقبيحة قبيح، وتوقف الامر في فتواه على كلمات الأغاني فإذا كانت كلمات الأغاني مكتوبة بشكل لا يخالف الشرع الشريف أو يدعو لإثارة الفواحش أو إلى تعدٍ على حدود الله فإن الغناء في هذه الحالة من حيث الكلمات جائز، وأما إن كانت الكلمات من الشعر ما فيه نصرة للإسلام كمدح الحبيب والصحابة وآل البيت والإنشاد الديني والابتهال إلى الله عز وحل أمر جائز شرعا.
وأكد أمين الفتوى الدكتور أحمد وسام أن مثل هذا الأغاني التي تدعو صراحة أو ضمنًا إلى تعدي حدود الله، هي من الموبقات والآثام التي تكون على صاحبها ولا يجوز للإنسان أن يشغل وقته بسماعها أو مشاهدتها".
ويوضح فضيلة الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم ردًّا على سؤال عن حكم سماع الأغاني في نهار رمضان أنه لا ينبغي للمسلم أن يضيِّع وقته في المباحات، مؤكدًا أهمية استغلال وقت الصيام في الطاعة والعبادة، وأن المسلم أثناء الصيام ليس لديه رفاهية تضييع الوقت في سماع الأغاني أو غيره وطالب كل صائم أن يمارس حياته بصورة طبيعية دون عزلة، ولكن يجب ضبطها بضوابط الشرع، فلا يجاري المسيئين أو المتجاوزين، وعليه أن يقابل السيئة بالحسنة، وعليه الالتزام بالرد الطيب الحسن، كما قال الله عزَّ وجلَّ في كتابه العزيز: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ [الفرقان: 63]، وكذلك قول النبي الكريم للصائم: "فإن سابَّك أحد، أو جهل عليك، فقل: إني صائم".
واتفق الفقهاء أن سماع الأغاني في نهار رمضان لا يبطل الصيام، فسماع الأغاني في شهر رمضان ليس من المفطرات مثل الطعام والشراب والجماع، ولكن على كل مسلم أن يأخذ في اعتباره أن سماع الأغاني في شهر رمضان ينقص من أجر الصائم، لأن الصيام لابد أن يكون صيامًا حقيقيًا بعيدًا عن كل المحرمات، فيصوم المسلم بكافة جوارحه عما هو محرم.
ما حكم سماع الأغاني في شهر رمضان
ينبغي على المسلمين الاهتمام بقراءة القرآن وأداء العبادات والأعمال الصالحة في شهر رمضان، والتجنب من كل ما يُلهيهم عن ذلك، سواء كانت الأغاني أو غيرها من الأمور التي قد تشتت الانتباه وتحول بينهم وبين العبادة وحول حكم سماع الأغاني في شهر رمضان، تقول بعض الآراء الفقهية الأخرى إن الصيام ليس مقصورًا على ترك الطعام والشراب والجماع، وإنما أمر الصيام هو صيام كل الجوارح عن ما نهى الله عز وجل.
وفي الحديث الشريف روى البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.. وحسب بعض الآراء الفقهية التي قيلت سابقا إن سماع الموسيقى من المحرمات التي نهى الشرع عنها في رمضان وفي غيره، لكن فعل المعصية في رمضان أعظم في الإثم من فعلها خارج رمضان. لهذا فإننا ننهى الصائمين وغيرهم عن فعل هذه المعصية والتوبة إلى الله منها. وعن سؤالك هذا نقول لك إن سماع الموسيقى في رمضان لا يبطل الصوم، سواء أكان بقصد أم كان بغير قصد
الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أفتى أن الأغاني والموسيقى منها ما هو مُبَاحٌ سماعه ومنها ما هو مُحَرَّمٌ؛ وذلك لأن الغناء كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح فالموسيقى والغناء المباح: ما كان دينيًّا أو وطنيًّا أو كان إظهارًا للسرور والفرح في الأعياد والمناسبات، مع مراعاة عدم اختلاط الرجال بالنساء، وأن تكون الأغاني خاليةً من الفُحْشِ والفجور، وألا تشمل على محرم؛ كالخمر والخلاعة، وألا يكون محركًا للغرائز أو مثيرًا للشهوات، وأن تكون المعاني التي يتضمنها الغناء عفيفة وشريفة.
أما الموسيقى والأغاني المحرمة: فهي التي تلهي عن ذكر الله تعالى، وتتضمن أشياء منكرة ومحظورة، مثل: أن تكون باعثة على تحريك الغرائز والشهوات، أو يختلط فيها الرجال بالنساء أو يكون صوت المغني فيه تخنث وتكسر وإثارة للفتن أو تسعى إلى تدمير الحياة والأخلاق.