الأسعار ستنخفض.. بنوك مركزية حول العالم تتجه لتخفيض الفائدة بعد تراجع التضخم
في الوقت الذي يستعد فيه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي -البنك المركزي الأمريكي- لتخفيض الفائدة أو تثبيتها خلال اجتماعه المقبل على مدار يومين 19 و20 مارس الجاري تتجه بنوك مركزية حول العالم لخفض سعر الفائدة في مؤشر لانحسار التضخم عالميا وتراجع أسعار السلع والمنتجات ومنها البنك المركزي الأوروبي.
البنك المركزي الأوروبي يتجه لخفض سعر الفائدة
ويرى عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي أولي رين، أن ظروفًا ناشئة ستتيح خفض تكاليف الاقتراض أكثر من مرة خلال العام الجاري، متوقعًا أن تكون أول خطوة من هذا القبيل مع قرب الصيف المقبل.
وقال رين في في تصريحات له اليوم: أرى أن اقتراب الصيف هو الوقت المناسب للبدء في تخفيف النهج المتشدد للسياسة النقدية. إذا استقر التضخم بشكل مستدام عند 2%، ولم تظهر أي صدمات سلبية -مثل أزمة الطاقة- فأعتقد أنه بذلك ستكون لدينا متطلبات مسبقة لخفض أسعار الفائدة عدة مرات بمرور الوقت خلال العام الجاري.
ويقترب مسؤولو البنك المركزي الأوروبي من إجراء أول تخفيض لأسعار الفائدة في يونيو -بمجرد اقتناعهم بأن زيادات أسعار المستهلك ستعود بشكل مستدام إلى 2%. وهذا من شأنه أن يحول النقاش إلى مسار السياسة النقدية إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يتكهن بعض زملاء رين بالفعل بشأن الاتجاه الذي ستؤول إليه تكاليف الاقتراض في بقية 2024.
جاءت التصريحات الأكثر تحديدًا هذا الأسبوع من يانيس ستورناراس من اليونان، الذي أعلن أنه يود رؤية تخفيضين قبل عطلة البنك المركزي الأوروبي في أغسطس، يليهما تخفيضان آخران بنهاية العام.
وردًا على سؤال حول مسار سعر الفائدة، قال رين إنه يفضل التقييم التدريجي بناءً على أحدث البيانات. أضاف: لدينا الكثير من الاجتماعات، ويمكننا اتخاذ القرار خلال اجتماع تلو الأخر.
الفيدرالي يتجه للخفض أيضا
أما الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي فيعتقد المستثمرون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لربما سيخفض أسعار الفائدة في اجتماعه في مارس الجاري، لكنهم رأوا بشكل متزايد أن البنك المركزي سينتظر حتى يونيو.
وحسب جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فإن المسؤولين يريدون رؤية المزيد من الأدلة على أن التضخم يعود إلى هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 بالمئة.
وارتفع التضخم الأمريكي السنوي في فبراير الماضي، لكنه لا يزال قرب أدنى مستوياته منذ ثمانية أشهر، ما عزز نظرة الأسواق التي تستبعد خفض أسعار الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل.
وأظهرت البيانات الصادرة عن وزارة العمل الأمريكية الثلاثاء، ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى 3.2 في المئة في فبراير، مقارنة بالمعدل البالغ 3.1 في المئة في يناير.
توقعات بخفض سعر الفائدة
ويواصل معدل التضخم الانخفاض منذ ذروة يونيو 2022، عندما بلغ التضخم السنوي 9.1 في المئة، ولكن يظل يتمسك الاحتياطي الفيدرالي بأسعار الفائدة المرتفعة حتى يتأكد من تباطؤ التضخم إلى المستهدف البالغ 2 في المئة.
وأشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في تصريحاته أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة قد تكون قريبة إذا كانت بيانات التضخم إيجابية.
وقال باول: نحن ننتظر أن نصبح أكثر ثقة في أن التضخم يتحرك بشكل مستدام إلى الهدف 2 في المئة، مضيفًا: عندما نحصل على هذه الثقة - ونحن لسنا بعيدين عن ذلك - سيكون من المناسب البدء في خفض أسعار الفائدة.