40 دعاء بعد صلاة التراويح مأثور.. وهل يجوز البكاء في دعاء القنوت؟
يتساءل الكثيرون عن دعاء بعد صلاة التراويح الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم وكيف يمكن ختم صلاة قيام الليل بشكل عام، ونظرًا لمكانة صلاة التراويح وعظمتها في قلوب المسلمين في شهر رمضان، لا بد من معرفة متى يكون الدعاء فيها اتباعًا للسنة النبوية. وعبر القاهرة 24 نقدم للقراء آراء أهل العلم حول كيفية صلاة التراويح والدعاء المأثور بعدها وصيغة دعاء القنوت ووقته وهل يجو البكاء بصوت عالٍ أثناء الدعاء.
دعاء بعد صلاة التراويح
قد يظن البعض أن أنسب دعاء بعد صلاة التراويح هو نفسه دعاء ختم الصلاة المفروضة بالتسبيح والتكبير والحمد 33 مرة، ولكن الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم غير ذلك، إذ أن صلاة التراويح سنة وليست فرضًا.
بينما الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول بعد صلاة التراويح "سبحان الملك القدوس" ثلاث مرات، ويرفع صوته في الثالثة، وذلك لما رواه أبي بن كعب، قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سلم من الوتر قال: سبحان الملك القدوس" وهو مختلف عن دعاء صلاة التراويح في رمضان أو ما يسمى بدعاء القنوت.
متى يكون الدعاء في صلاة التراويح
وكشف الدكتور محمد القويسني، الداعية الإسلامي وإمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية، أن السؤال عن متى يكون الدعاء في صلاة التراويح يُحمل على شقين؛ في أي ركعة من صلاة التراويح، والليالي الخاصة به في شهر رمضان.
وقال لـ"القاهرة 24"، إن صلاة التراويح أو صلاة القيام هي سنة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد اختلف الفقهاء حول توقيت دعاء القنوت في صلاة التراويح، وانقسموا إلى 3 فرق كالتالي:
- رأى بعضهم أن الدعاء يكون من بداية شهر رمضان حتى آخره.
- ومنهم من رأى أن دعاء القنوت يجوز في أي ليلة من العام أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ كان يقنت في الوتر من بعد صلاة العشاء.
- وذهب جمهور العلماء إلى أن دعاء القنوت يكون في النصف الأخير من رمضان، مع مشروعيته طوال شهر رمضان.
وأوضح أن جمهور العلماء يستندون إلى أدلة السنة النبوية التي تؤكد برواية أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الدعاء في النصف الأخير من رمضان ويرفع كفيه إلى الله عز وجل ويقول "اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك اللهم لنا فيما أعطيت وقنا واصرف عنا شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك تباركت ربنا وتعاليت".
وحول توقيت دعاء القنوت في صلاة التراويح، أكد القويسني أن الإمام أبو حنيفة ذهب إلى أن القنوت يكون في الركعة الأخيرة من الوتر طوال العام.
متى يقرأ دعاء القنوت في صلاة الفجر؟
وأوضح الشيخ محمد القويسني أن قراءة دعاء القنوت في صلاة الفجر اختلف حولها الفقهاء، وتعددت آرائهم كالنحو التالي:
- يرى أبو حنيفة وجوب القنوت في الوتر فقط دون الفجر ولا غيره، إلا في النوازل فيقنت الإمام في الفجر ويؤمن المصلين من خلفه ولا يقنت من يصلي منفردًا في النازلة.
- بينما يرى الإمام مالك، بحسب القويسني، أن القنوت لا يكون إلا في صلاة الفجر، ويستحب أن يكون قبل الركوع.
- أما الإمام الشافعي، فيرى أن القنوت في صلاة الفجر مستحب ويكون القنوت في الركعة الثانية من صلاة الفجر بعد الركوع، ولا قنوتًا في الوتر إلا في النصف الأخير من رمضان، ولا قنوت في غيره من الصلوات إلا في النوازل، ويكون بعد القيام من الركوع الأخير.
دعاء القنوت
بيّن أيضًا الداعية الإسلامي، أن دعاء القنوت المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، هو ما ثبت في الحديث الصحيح من حديث الحسن بن علي وعن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه كلمات يقولها في قنوت الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت". زاد في رواية البيهقي: "ولا يعز من عاديت".
وشدد القويسني على أن البكاء أو الاستبكاء بصوت عالٍ الذي يصدر عن بعض الأئمة في دعاء القنوت ليس من السنة في شيء ولم يثبت عن النبي الكريم ولا أحد من الصحابة رضوان الله عليهم، وما ورد في صحيح السنة أنه كان كثير البكاء في دعائه في خلوته وصلاته المنفردة، مما لا يُجيز للإمام أو المصلي المنفرد برفع صوته بالبكاء أو الاستبكاء للتأثير على المصلين.
وأثنى على من يبكي متأثرًا بالدعاء وندمًا على خطيئته وخوفًا من الله كما كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كان يقول "عَينانِ لا تمَسَّهما النَّارُ: عينٌ بكت من خشيةِ اللهِ، وعينٌ باتت تحرسُ في سبيل اللهِ"، وقد كان الصحابة يصلون خلف رسول الله فيسمعون لصدره أزيزًا كأزيز المرجل كما حكي عبد الله بن الشخير "أتيتُ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ يصلِّي ولجوفِهِ أزيزٌ كأزيزِ المِرجَلِ منَ البُكاءِ".
لذلك، أكد الداعية الإسلامي، أنه لا يسن البكاء عند القنوت أو عند قراءة القرآن في صلاة التراويح إلا إذا اضطر المسلم أو الإمام أو غلبته دموعه فهذا لا حرج.
دعاء صلاة التراويح اللهم اهدنا
أفاد الدكتور محمد القويسني بأن لفظ دعاء القنوت أو دعاء صلاة التراويح اللهم اهدنا، اختلف في روايته الأئمة الأربعة:
- فعند الشافعي رحمه الله "اللهم اهدني فيمن هديت وعافني في من عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني واصرف عني شر ما قضيت انك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت" وهو أيضًا المنسوب للخلفاء الأربعة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.
- وعند أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه "اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله نشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكفار ملحق" ويكون في الوتر فقط وعند النوازل والمصائب في الصلوات الخمس وقبل الركوع في الركعة الأخيرة.
متى يكون دعاء القنوت في قيام الليل
وقال القويسني إن دعاء القنوت في قيام الليل يكون بعد الركوع الأخير في صلاة الوتر ويرفع المصلي يديه وكذلك عند النوازل وهو رأي الإمام أحمد.
أما الشافعية ومالك وأبي حنيفة، فيرون أن دعاء القنوت يكون سرًا قبل الركوع في صلاة الصبح، وقد روى الحاكم في مستدركه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع في صلاة الصبح في الركعة الثانية؛ يرفع يديه فيدعو بهذا الدعاء "اللهم اهدني فيمن هديت… إلى آخره".
ولفت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم ورد عنه أنه كان يوتر من الليل فيدعو الله عز وجل وفي النوازل، وكان يدعو في جميع الصلوات حين يصيب المسلمين بلاء فيقنتون في الصلوات الخمس كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين قُتل القُراء في بئر معونة فقد روى أنس بن مالك "قَنَتَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ في صَلَاةِ الصُّبْحِ يَدْعُو علَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، ويقولُ: عُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسولَهُ".
