الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ذكرى مرور 1084 عامًا على تأسيس الجامع الأزهر.. أسرار وتفاصيل أقدم جامعة مُتكاملة في التاريخ

الجامع الأزهر
أخبار
الجامع الأزهر
الأحد 17/مارس/2024 - 08:42 ص

يوافق اليوم الأحد 17 مارس 2024، 7 رمضان 1445، ذكرى مرور 1084 عامًا هجريًّا على تأسيس الجامع الأزهر، والتي توافق السابع من شهر رمضان المعظم من كل عام.

أسرار وتفاصيل أقدم جامعة مُتكاملة في التاريخ وأشهر مساجد العالم

 

ويحتفي الأزهر الشريف، اليوم الأحد، بذكرى مرور 1084 عامًا هجريًّا على تأسيس الجامع الأزهر.

 

وخلال التقرير التالي يقدم القاهرة 24، أبرز التفاصيل والأسرار لأقدم جامعة مُتكاملة في التاريخ ولواحد من أعرق مساجد العالم وأشهرها، وذلك بحسب ما ذكرته منصات الأزهر الشريف المختلفة.

ذكرى مرور 1084 عامًا على تأسيس الجامع الأزهر

 

يعد الجامع الأزهر أقدم جامعة عالمية متكاملة، ومن أهم المساجد الجامعة في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، احتضنت أروقته الملايين من طلاب العلم ومعلميه، حتى غدا قِبلة العلم لكل المسلمين، ومنهل الوسطية، ومنارة الإسلام الشامخة، وقد تجاوز عمره الألف سنة، متحملًا مسؤوليته العلمية والدينية والوطنية والحضارية تجاه الشعب والأمة الإسلامية كلها، فكان لها رمزًا حضاريًا، ومرجعًا علميًا رئيسًا، ومنبرًا دعويًا صادقًا.

افتُتِح للصلاة في يوم الجمعة 7 رمضان

 

تم إنشاء الجامع الأزهر على يد جوهر الصقلي قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في 24 جمادى الأولى 359هـ/ 4 أبريل 970م أي بعد عام من تأسيس مدينة القاهرة، واستغرق بناؤه ما يقرب من 27 شهرًا، حيث افتُتِح للصلاة في يوم الجمعة 7 رمضان 361هـ الموافق 21 يونيه 972م، وما لبث أن تحول إلى جامعة علمية، وأُطلق عليه اسم الجامع الأزهر؛ نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وزوجة الإمام علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ التي ينتسب إليها الفاطميون على أرجح الأقوال.

صلاح الدين يعطَّل صلاة الجمعة في الجامع الأزهر 

 

بعد زوال دولة الفاطميين على يد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي في الثالث من المحرم 567هـ/ 11 سبتمبر1171م عطَّل صلاة الجمعة في الجامع الأزهر وأنشأ عدة مدارس سُنِيَّة لتنافسه في رسالته العلمية للقضاء على المذهب الشيعي في مصر، واستطاع بهذه الخطوة أن يعيد إلى مصر المذهب السُني بحيوية ونشاط، فانتهت بذلك علاقة الجامع الأزهر بالمذهب الشيعي.  

 

وقد شهد الجامع الأزهر تحولًا كبيرًا في ظل الحكم المملوكي (648 ـــ 923ه/ 1250 ـــ 1517م)؛ فأعيدت فيه صلاة الجمعة في عام 665ه/ 1267م، وسرعان ما اتجه السلاطين المماليك للعودة بالأزهر إلى نشاطه العلمي، وتوجيه هذا النشاط توجيهًا سُنيًا -وفق المذاهب الأربعة-، وقد استأثر الجامع الأزهر في هذا العصر بالزعامة الدينية والعلمية معًا، وأصبح المركز الرئيس للدراسات السُنيَّة في مصر والعالم الإسلامي، لاسيما بعد سقوط بغداد في الشرق، وتصدع الحكم الإسلامي في الأندلس وشمالي أفريقيا، وتركزت آمال المسلمين فيه فقام بمهمته العلمية والدينية التى ألقتها عليه الأقدار خير قيام، وغدا بمثابة الجامعة الإسلامية الكبرى التي يقصدها طلبة العلم من كل فج عميق، وأصبح مقصِدًا لعلماء العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها.

 

وكثُرت العلوم التي كانت تدرس بالجامع الأزهر في ذلك العصر وتنوعت إلى دراسة فروع العلوم العَقَديَّة والشرعية والعربية والعقلية، فضلًا عن دراسة علم التاريخ وتقويم البلدان وغيرها من العلوم، كما تم إنشاء ثلاث مدارس وإلحاقها بالجامع الأزهر وهي: الطيبرسية، الآقبغاوية، الجوهرية، ورتبت فيها الدروس ما أدى إلى إثراء الحركة العلمية بالجامع الأزهر، إلَّا أن أهم ما يميز الأزهر في العصر المملوكي هو نشأة مساكن للطلبة الوافدين والمصريين فيه عرفت بالأروقة.

عمارة الجامع الأزهر على مرّ العصور

 

وحظي الجامع الأزهر على مرّ العصور منذ نشأته وحتى وقتنا الحاضر باهتمام الخلفاء والسلاطين والأمراء والحكام بعمارته من حيث التوسعة والإنشاءات والترميم لا سيما العصر المملوكي، وكان آخرها أعمال الترميم الشاملة التي انتهت في عام 1439ه/ 2018م والتي استمرت ثلاث سنوات تقريبًا، وتبلغ مساحته 12 ألف متر مربع تقريبًا.

التاريخ التعليمي للأزهر

 

الجامع الأزهر هو أقدم جامعة متكاملة الأركان في العالم من حيث أعضاء هيئة التدريس في مختلف التخصصات والمذاهب الفقهية، وطلاب من شتى بقاع العالم، وكتب دراسية، ومكتبات عامة، ومسكن جامعي تتوفر به كافة سُبُل الإعاشة بالمجان، وهو رائد التقدم والازدهار، وعنوان قدرة الشعب المصري خاصة والشعوب العربية والإسلامية عامة على السبق الحضاري والإنجاز العلمي، فلم يكن عطاؤه على مدى القرون قاصرًا على علوم الشريعة واللغة، وإنما امتد سخاؤه لعلوم الدنيا التي تفيد الإنسانية جمعاء.

العلوم الدراسية

 

كانت العلوم التي تُدرَّس في الجامع الأزهر تربوا على عشرين علمًا مثل: الفقه- أصول الفقه- التفسير- الحديث رواية ودراية- مصطلح الحديث- التوحيد- الحكمة الفلسفية- التصوف- النحو- الصرف- المنطق- المعاني- البيان- البديع- الحساب - الجبر والمقابلة- الفلك- اللغة- الوضع- العروض- القوافي- الهيئة.

أروقة الأزهر رمزٌ للعالمية وللترابط العربي والإسلامي

 

لقد ظل الأزهر على مدار تاريخه ــ ولا يزال ــ يفتح أبوابه للظامئين إلى العلم والمعرفة من العلماء والطلاب من داخل مصر وخارجها دون تمييز أو إقصاء، فهو يمثل القِبْلة العلمية لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، والنموذج الذي يُحتذَى به في الترابط العربي والإسلامي، وصار يتفرد عن غيره من الجامعات الإسلامية على مر العصور بعالمية رسالته التي تقوم على كونه المنبع الأصيل للعلوم الإسلامية والعربية والعقلية، والموطن الدائم لطلاب العلم من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وبدوره الراسخ والفاعل والإيجابي والمتواصل في خدمة ورقي الحضارتين الإسلامية والإنسانية.

 

ومن التقاليد الراسخة التي ظلت لصيقة بالتاريخ العلمي والاجتماعي للأزهر كجامعة أنه أفرد لكل جنسية وأهل إقليم من طلابه الذين وفدوا إليه من شتى بقاع العالم العربي والإسلامي رِواقًا يقيمون فيه إقامة دائمة بالمجان طوال السنوات التي كانوا يقضونها في تحصيل العلوم في رحابه، وهي أماكن للإعاشة الكاملة بالمجان، طعامًا وإقامة وكسوة وجرايات ومرتبات ومخصصات كثيرة، وغير ذلك من الخدمات الجليلة تكريمًا وراحةً لهؤلاء المجاورين، فتعد أروقة الأزهر رمز تاريخي وحضاري يشهد بعالمية الأزهر ودوره العلمي والاجتماعي على مر العصور، وفيما يلي نبذة موجزة عن هذه الأروقة:

أولًا: أروقة الوافدين

  • 1 - رواق الأتراك: تم تخصيص هذا الرواق لأبناء الجنس التركي الوافدين من قارتي آسيا وأوربا وبعض جزر البحر المتوسط.
  • 2- رواق الشوام: خصص للوافدين من بلاد الشام سوريا- فلسطين- لبنان- الأردن.
  • 3 - رواق الحرمين: تم تخصيص هذا الرواق للوافدين من بلاد الحرمين الشريفين.
  • 4 - رواق اليمنية: أفرد هذا الرواق للطلبة الوافدين من اليمن.
  • 5 - رواق الأكراد: تم تخصيصه للطلبة الأكراد السُنَّة الوافدين من شمالي العراق وبلاد الشام والأناضول وغيرها.
  • 6 - رواق البغدادية -البغادة-: يستقبل هذا الرواق الوافدين من العراق والبحرين والكويت.
  • 7 - رواق السليمانية: ويقبل الطلبة الوافدين من أفغانستان.
  • 8 - رواق الهنود: كان هذا الرواق مخصصًا للطلبة الوافدين من الهند.
  • 9 - رواق الجاوة -الجاوية-: وكان مخصصًا للوافدين من إندونيسيا والفلبين وماليزيا.
  • 10 - رواق المغاربة: كان رواق المغاربة من أوائل الأروقة التى أنشأت بالجامع الأزهر، لم يكن يقبل به إلاَّ من كان بلاد المغرب -طرابلس، تونس، الجزائر، مراكش-، كما لم يكن يقبل به إلاَّ من كان مالكي المذهب.
  • 11 - رواق السنارية: تم تخصيصه للطلاب الوافدين من إقليم سنار في السودان.
  • 12 - رواق الدكارنة دارفور: تم تخصيصه للوافدين من بلاد دارفور وسنار وتكرور.
  • 13 - رواق دكارنة صليح: تم تخصيصه للوافدين من منطقة التشاد والبلاد المجاورة لها بوسط القارة الإفريقية.
  • 14 - رواق البرابرة: تم تخصيصه للطلاب الوافدين من موريتانيا وما جاورها من أقاليم.
  • 15 - رواق الجبرت: تم تخصيصه للوافدين من الحبشة، وسواحل البحر الأحمر.
  • 16 - رواق البرناوية -البرنو-: وكان مخصصًا للطلبة الوافدين من غرب أفريقيا كالسنغال، والنيجر، وغينيا، وساحل الذهب غانا.
  • وقد تم إنشاء أروقة أخرى فى الجامع الأزهر في القرن العشرين مثل رواقي الصين وجنوب إفريقيا.

ثانيًا: أروقة المصريين

  • 1- رواق الصعايدة: وتم تخصيصه للطلبة الوافدين من أقاليم صعيد مصر.
  • 2 - رواق الشراقوة: وتم تخصيصه لطلبة إقليم الشرقية.
  • 3 - رواق -زاوية- العميان: وخصصت للطلبة المكفوفين.
  • 4 - رواق البحاروة -البحيرة-: وتم تخصيصه للطلبة الوافدين من إقليم البحيرة.
  • 5 - رواق الفيومية -الفَيَمَة-: وتم تخصيصه للطلبة الوافدين من إقليم الفيوم.
  • 6- رواق الفشنية: وتم تخصيصه للطلبة الوافدين من إقليم بني سويف.
  • 7 - رواق الشنوانية -الأجاهرة-.
  • 8 - رواق ابن معمر: وهو من أشهر أروقة الجامع الأزهر؛ لأنه لم يكن مخصصًا لجنسية أو إقليم جغرافي أو لمذهب ديني معين.
  • 9 - رواق الأقبغاوية: وتم تخصيصه للطلبة الذين يحضرون الحلقات الدراسية في هذه المدرسة.
  • 10 - رواق الأحناف -الحنفية-: وتم تخصيصه لطلاب المذهب الحنفي.
  • 11 - رواق الحنابلة: وتم تخصيصه لطلاب المذهب الحنبلي.
  • 12 - الرواق العباسي: وتم تخصيصه كمقر لإدارة الأزهر وإقامة الاحتفالات الرسمية به، ولإقامة طلاب بعض الأروقة من المصريين والوافدين، بالإضافة إلى مقر طبيب وصيدلي الأزهر، وإفتاء الديار المصرية.
  • وقد استمرت أروقة الجامع الأزهر عامرة بالمجاورين، تؤدي دورها العلمي والاجتماعي حتى إنشاء مدينة البعوث الإسلامية والبدأ فى شغلها بالطلبة في 12 ربيع الأول 1379ه/ 15 سبتمبر 1959م.
تابع مواقعنا