ذكرى رحيل ثروت أباظة.. سيرة ذاتية تمزج بين الذاتي والموضوعي
يوافق اليوم ذكرى وفاة الكاتب الكبير ثروت أباظة، الذي رحل عن دنيا الناس في مثل هذا اليوم 17 مارس 2003، وهو صاحب مسيرة طويلة الكتابة الإبداعية.
ذكرى رحيل ثروت أباظة.. سيرة ذاتية تمزج بين الذاتي والموضوعي
وبخلاف رواياته وأعماله الفنية، كتب ثروت أباظة سيرته الذاتية في كتاب لمحات من حياتي: سيرة شبه ذاتية وهي سيرة لا تتوقف عند ما هو ذاتي وخاص في حياته فقط؛ بل تحمل في طياتها رصدًا لأهم الأحداث المفصلية في مصر، في القرن العشرين مثل الحياة السياسية وملامح الحياة في مصر الملكية.
ذكرى رحيل ثروت أباظة.. سيرته الذاتية تمزج بين الذاتي والموضوعي
ومن الأ حداث التاريخية التي يذكرها ثروت أباظة في كتابه: يوم 7 أكتوبر عام 1944م طلبني أبي من حزب الأحرار الدستوريين وقال لي: إن وزارة النحاس أقيلت، وإن أحمد باشا ماهر يؤلِّف الوزارة الآن في لاظوغلي.
ويضيف ثروت أباظة: كانت الحرب قد أوشكت على الانتهاء، وعرف الملك أن الإنجليز لم يعد يعنيهم شأن النحاس أن يبقى في الوزارة أو لا يبقى، فأقال النحاس باشا. سارعت إلى الحزب فوجدت الجموع الحاشدة، وكان الحزب في عهد وزارة الوفد محاصرًا بالشرطة، وقد خشي أبي أن تعتدي الزحوف القادمة للتهنئة على القوة المحاصرة للحزب، فاستدعى رئيس القوة وأخبره بسقوط وزارة الوفد، ونصحه بأن ينسحب هو وقوته حتى لا يتعرض للصدام مع الجماهير القادمة لتهنئته، فراح رئيس القوة يشكر أبي، ويدعو له بطول العمر، وانسحب هو وقوته.
ويتابع ثروت أباظة: علمنا في الحزب أن مفاوضات تشكيل الوزارة تواجه صعوبات سببها أن مكرم باشا عبيد يصر أن يكون عدد وزراء حزب الكتلة مساويًا لعدد وزراء الأحرار والسعديين، وكان هذا غير طبيعي، ولم يكن ماهر باشا موافقًا على ذلك، وطال وقت التأليف ولغط الحاضرون في حزب الأحرار وتناثرت الإشاعات بأسماء المرشحين وأبي في حجرته بعيد كل البعد عما يدور بين الحاضرين بالخارج، وقد أبى ترفعًا أن يذهب إلى لاظوغلي ليشارك في تأليف الوزارة، مع أن هذا كان أمرًا طبيعيًّا، فهو سكرتير عام الحزب، والمفروض أن يشترك في تأليف الوزارة.
يُذكر أن الكاتب والروائي ثروت أباظة من أهم الكتاب في القرن العشرين، وُلِدَ بالقاهرةِ عامَ 1927، حصلَ على ليسانس الحقوقِ، وترك الكثير من المؤلفات، منها شيء من الخوف، لقاء هناك، حتى تشرق الشمس، هارب من الأيام.