جعل من الشجر الأخضر نارًا.. شيخ الأزهر: من لطف الله الخفي إخراجه النقيض من نقيضه
تحدث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن أن معنى اسم الله اللطيف، وهو اسم من أسماء الله الحسنى يدور بين أمرين، (الخفاء والدقة)، كما أنه من مظاهر اللطف الرائعة والدقيقة جدا مما ينبأ إليه العلماء من إخراجه النقيض من نقيضه وهو في العقل مستبعد تماما على التجربة والحس لا تستطيع أن تخرج من النار ماء.
وأضاف شيخ الأزهر، خلال حديثه في برنامجه الرمضاني الإمام الطيب: لكن الله قادر على كل شيء وفعل كل شيء، وهو الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا، نفس الشجر الأخضر توقد فيه النار يرفض غير قابل، لكن لو صبرت يومين في الشمس، يزيد اشتعال النار.
لطف الله الخفي
وأكمل: تعلمنا أن النقيضان هما الشيئين اللذان لا يجتمعان، لكن ربنا بقدرته يجمعهم ولا يستطيع غيره فعل ذلك، موضحًا: اللبن الذي يخرج كما قال تعالى: بين فرث ودم لبنا خالصًا سائغًا للشاربين، متابعًا: يخرجه من بين أصله الي جاي منه وهودم وفرث والفرث هو الطعام بعد هضمه، الدم مكروه للإنسان والفرث أيضا، ولا يستطيع الإنسان أن يصبر بالنظر إليه ومن هذين المكروهين يخرج لبنًا خالصا وسائغا جميلا للشاربين.
ومن اللطف الخفي لله تعالى، باستخراج الذهب من التراب، والأعظم من ذلك، وتنبأ له الصوفية بالذات كيف لطف قلب العبد، وهو اللحم وبه دم، لطفه كي أصبح محلا لأشرف شيء وهو معرفة الله تعالى وهي المعرفة بالقلب جزء كبير من القلب، قائلًا: ألا بذكر الله تطمئن القلوب، فكيف لهذا القلب أن يصبح مستودع لأشرف العلوم على معرفة الله وتجلياته واحسانه وهي من مظاهر لطف الله مع الانسان.