الأم المثالية بجنوب سيناء: ربيت ولادي وعلمتهم ونفسي في حج أو عمرة | صور
خرجت من قريتها بمدينة السنطة بمحافظة الغربية إلى محافظة جنوب سيناء، للوقوف بجوار زوجها المدرس من أجل الاستقرار وتوفير حياة كريمة لأسرتها، وظلت بمدينة أبو زنيمة تعمل وتكد وتحملت ما لايطيقة بشر من أجل أن تساعد زوجها فى تربية أبنائها.
وهيبة تروي قصة كفاحها لـ القاهرة 24
وروت وهيبة أحمد حليم الشرقاوي، ابنة مدينة السمكة بمحافظة الغربية والحاصلة على لقب الأم المثالية الأولى على جنوب سيناء قصة كفاحها.
وقالت لـ القاهرة 24: جئت إلى مدينة أبوزنيمة عام 79 مع زوجى بالرغم عدم مرور عدة أشهر على زواجنا، وكان عمرى لايتعدى 17 عاما وعندما وصلت المدينة لم أجد فيها ماء ولا كهرباء، وعشت مع زوجى حياة صعبة وبداءية وتحملنا كافة أنواع الصعاب، وكانت تأتي المياه إلينا كل 15 يوما عبارة عن 6 صفائح من صفائح السمنة، وكانت المياه تصرف بالبطاقة الشخصية وكانت لا توجد كهرباء ولا حتى لمبة جاز كانت متوفرة، ومن أجل الإضاءة كنا نعمل زجاجة مياه غازية ونضع فيها فتيلا مثبتا بمسامر لإنارة الحجرة التي أسكن فيها مع زوجي.
كنا نعيش على المكرونة والفول والعدس
وتستكمل وهيبة حديثها، أنها كانت لاترى اللحوم وكانت الدواجن تأتي إليهما من السويس وكانت حياتهما على المكرونة والفول والعدس، وكانت الأسماك مرة واحدة أسبوعيا.
زوجي مدرس
وأكملت: كان زوجي يعمل مدرست وأنا ربة منزل ولايوجد أي دخل لنا، فقررت أعمل مشروع يساعدنا على نفقات الحياة فقررت أفتح دكان صغير لبيع السلع الضرورية، وكان أول دكان بمدينة أبوزنيمة واسميناه دكان الصدق والأمانة حيث كان زوجي يتميز بالصدق والأمانة ومحبوب من الجميع لدماثة خلقه وعفة لسانه وأطلق الناس عليه لقب الأمين.
وتابعت: لقد أنجبت من زوجي 4 أبناء ثلاث ذكور وبنت، وواصلت الكفاح كنت أعمل طوال اليوم في الدكان، وفي المنزل أقوم بعمله، وأراجع دروس الأبناء بالرغم من أنني حاصلة على الشهادة الابتدائية فقط.
تعلمت من زوجى الصبر والكفاح والأمانة
وذكرت: زوجي كان كل حياتي كان الأب والأخ والصديق والحبيب، تعلمت منه الصبر والكفاح والأمانة والصدق والقناعة والحفاظ على الصلاة في أوقاتها، وزرعت في أبنائي كل ما تعلمته من أبيهم.
وفاة زوجي كسرتني
وذكرت الحاجة وهيبة: وفاة زوجي عام 2005 كسرت ظهري، لأني فقدت السند والظهر وتحملت تركة ثقيلة من الأبناء حيث قمت بتزويج الابنة وتبقى ثلاثة أبناء لم يتزوجوا بعد حينها، ومعاش الزوج لايكفى لتعليم الأبناء، حيث ترك لي الابن الأصغر وهو في الصف الثالث الابتدائي، فكيف أواجه الحياة ولدى ثلاث أبناء ومعاشي لايكفي لاحتياجاتهم.
الصبر كان دافعا على مواصلة رحلة الكفاح
وتقول الحاجة وهيبة، إن الصبر كان أحد الأسباب على مواصلة الحياة وتحملي المسئولية بعد وفاة الزوج، ولكن مع كبر الأبناء زادت الهموم وزادت مشاكلهم ومتطلباتهم المادية خصوصا مصروفات دراستهم الجامعية.
حريق الدكان كان صدمة
بعد وفاة زوجي بعدة شهور احترق الدكان وكأنه كان مفتوحا مصدر رزق لزوجي، وضاع الحلم وفقدنا مصدر رزقنا الوحيد بعد الحريق فاسودت الدنيا فى وجهي، وأصبحت غير قادرة على متطلبات الحياة.
تواصل الكفاح
وتستمر رحلة الكفاح وتخرج الابن الأكبر وتخرج الابن الأوسط من التعليم الجامعي، وتخرج أحمد الصغير من الجامعة العمالية واستطاعت السيدة وهيبة تزويج أبنائها واحدا تلو الآخر.
وأكملت رسالتها مع أبنائها وأصبح لكل منهم مسكنه الخاص، وأنجب كل منهم عددا من الأبناء وسافر الابن الأكبر للعمل بالبحرين.
الحصول على الأم المثالية على جنوب سيناء
وحصلت وهيبة على المركز الأول على مستوى جنوب سيناء، في مسابقه الأم المثالية بسبب تضحياتها وصبرها وتحملها صعوبات عديدة وفقدانها زوجها واستكمال تعليم أبنائها حتى حصلوا على مؤهلات عليا وزواجهم جميعا.
نفسي أكمل فروض الإسلام الخمسة
وتستكمل حديثها للقاهرة 24 وتقول: أفضل تكريم لي هو أن أكمل فروض الإسلام الخمسة، ونفسي أختم حياتي بالحج أو العمرة ونفسي عيالي يلاقوا فرص عمل لمساعدة أبنائهم في متطلبات الحياة.
تكريم الرئيس عوضا عن متاعب الحياة
وتقول: تكريم الرئيس لي سيكون عوضا لي عن متاعب الحياة، وشرف لي أن أقابله.