في ذكرى تحرير طابا.. معركة مفاوضات دبلوماسية مصرية إسرائيلية على كيلومتر مربع

لماذا أقدم تنازلات بشأن طابا؟! إنها مصرية.. جاءت هذه الكلمات ردًا من الرئيس الراحل محمد حسني مبارك على إحدى صحفيات وسائل الإعلام الأجنبية طالبته بالتنازل عن طابا مقابل بعض الامتيازات، وذلك خلال مشاركته في جلسات مفاوضات استعادة أراضي طابا، آخر جزء تبقى تحت سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي.

في يوم تحرير طابا 

منذ 35 عامًا استطاعت مصر استرداد آخر جزء من أرض سيناء في التاسع عشر من مارس عام  1989م، وانسحب آخر جندي إسرائيلي منها، بعد جولات من المفاوضات القانونية والدبلوماسية استخدمت مصر فيها جميع الوثائق والمخطوطات التي تحصلت عليها من دور المحفوظات العالمية لكي تثبت أن طابا غير قابلة للتنازل ولتستعيد كيلو متر مربع من الأراضي المصرية، لتحكم هيئة التحكيم الدولية في النهاية بانسحاب إسرائيل واسترداد مصر لطابا.

كان اللجوء إلى التحكيم الدولي استنادا لنص وارد في اتفاقية السلام - التي وقعت في مارس عام 1979-  بأن أي نزاع بشأن تنفيذ هذه الإتفاقية يحل أولا بالتفاوض، وفي حالة فشل التفاوض يلجأ الطرفان إما إلى التوفيق أو إلى التحكيم.

معركة المفاوضات الدبلوماسية

الخارجية المصرية خاضت معركة مفاوضات موسعة، وقدمت حينها 29 خريطة بأحجام مختلفة تثبت ملكية طابا للجانب المصري، حيث تمكنت من جمع خرائط ووثائق من الأرشيف المصري والبريطاني والتركي، كما قدمت 10 خرائط من الأرشيف الإسرائيلي نفسه تثبت تبعية طابا للأراضي المصرية، فيما قدمت إسرائيل ست خرائط فقط، لكن الخرائط والوثائق لم تكن كافية فقط لحسم القضية لصالح مصر.

في مايو 1985، تشكلت اللجنة القومية العليا لطابا، والتي ضمت كفاءات قانونية وتاريخية وجغرافية، والتي تحولت إلى هيئة الدفاع المصرية عن طابا في التحكيم الدولي، وقدم الجانب المصري حججا متعددة بعضها خرائط تعود إلى فترة ما بعد حصول مصر على الحكم الذاتي من الإمبراطورية العثمانية، وكانت توضح أن طابا داخل الحدود المصرية، كما قدم الوفد المصري مرافعات ومذكرات وشهادات شهود، ومن مجموع ما قدم من أدلة وحجج تولدت قناعة لدى المحكمة بأن طابا مصرية.