العراق يسعى مجددا لامتلاك الطاقة النووية بعد 43 عاما من الهجوم الإسرائيلي
يسعى العراق لدخول عالم الطاقة النووية مجددا، بعد أكثر من 4 عقود من تدمير إسرائيل برنامجه النووي، بداعي سعيه لامتلاك سلاح نووي، لكن أزمة الكهرباء في البلاد، التي تنقطع لساعات طويلة، تدفع بغداد مجددا لدخول عالم الطاقة النووية، بجانب استخدامتها الأخرى الصحية والزراعية.
وينتج العراق حاليا 26 ألف ميجاوات من الكهرباء، وهو معدل تاريخي وصل له يونيو الماضي فقط، لكنه يبقى أقل بكثير من احتياجاته الكهربية التي تصل إلى ما بين 35 إلى 40 ألف ميجاوات، ومع ذلك تضع تحديات توفير الوقود عراقيل إضافية، وينخفض الإنتاج إلى مستوى أقل بشكل متكرر، وفي فصل الصيف، تستمر الانقطاعات لساعات طويلة قد تتخطى نصف اليوم.
ويسعى العراق إلى سد الفجوة في إنتاج الكهرباء بعيدا عن الغاز الإيراني، وفي سبيل ذلك، يسعى إلى إتمام خطط الربط مع دول الجوار، ومنها مع الأردن ومصر، بالإضافة إلى التوجه إلى الطاقة الشمسية والورات المركبة في محطات الإنتاج.
العراق يسعى مجددا للطاقة النووية
وأمس الاثنين، كشف رئيس الوزراء العراقي، عن سعي العراق إلى دخول النادي النووي مجددا، قائلا إن بلاده تتطلع للدخول مجددا في مضمار التطبيقات السلمية للطاقة النووية، وأن بغداد أودعت نهاية العام الماضي لدى الوكالة الولية للطاقة الذرية، متطلبات انضمامه لاتفاقية الأمان النووي، والاتفاقية المشتركة بشأن أمان التصرف في الوقود المستهلك وأمان التصرف في النفايات المشعة.
وعبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عن رغبة العراق، بشغل مكانته الطبيعية في الساحة الدولية، وأن يزاول نشاطه السلمي في مجال الطاقة الذرية، كما يتطلع إلى مساعدة الوكالة في وضع البرامج والمشاريع ذات العلاقة بالتطوير في مجال التطبيقات النووية للأغراض السلمية.
تعاون مع وكالة الطاقة الدولية
من جهته، قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل جروسي، إن الوكالة ملتزمة بالعمل مع العراق في برنامجه ومشاريعه السلمية، التي تتضمن الطاقة وإزالة ملوحة التربة ومعالجة الأمراض وغيرها من المجالات السلمية.
ونوه جروسي، بأنه يتطلع إلى زيارة الوفد العراقي مقرّ الوكالة في الأسابيع المقبلة؛ للعمل على وضع خارطة طريق لتطوير عمل العراق وبناء البنى التحتية والحصول على التكنولوجيا النووية في المجالات السلمية.
البرنامج النووي العراقي وطي صفحة الماضي
وكان لدى العراق ثلاثة مفاعلات نووية في منطقة التويثة جنوبي بغداد قبل نحو 43 عاما، والتي كانت موقع الأبحاث النووية الرئيسي في البلاد، لكن إسرائيل دمرت أحد هذه المواقع بضربية جوية في عام 1981، بينما دمّرت الطائرات الأمريكية الموقعين الآخرين خلال حرب الخليج في 1991.
وأمس، أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رئيس هيئة الطاقة الذرية العراقية نعيم العبودي، العمل مع الوكالة الدولية لإنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية في قطاع الكهرباء، فيما شدد مدير الوكالة، على ضرورة طي صفحة الماضي والتحول الى الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.
وقال الوزير العراقي، إن "سياسة النظام السابق كانت نتائجها تدمير كل المنشآت النووية، إلا أن قدرات وعلماء العراق قادرون على استعادة الحق، ويجب أن تكون الطاقة النووية للأغراض السلمية في الجانب الصحي والزراعي في خدمة الشعب".
وذكر أن هناك عمل مع الوكالة الدولية لإنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية في جانب الكهرباء.