حكم الصيام في فترة النفاس.. متى تصوم النفساء وفقًا لدار الإفتاء
تتساءل العديد من السيدات عن حكم الصيام في فترة النفاس، وهي الفترة المتعارف عليها بعد الولادة بنزول الدم لدى أغلبية النساء لمدة أربعين يوما، ولكن قد ينقطع نزول الدم قبل انتهاء هذه المدة الكاملة، وبالتالي تقع المرأة في حيرة هل تغتسل وتصوم، أم تنتظر مدة النفاس كاملة، وفي هذا التقرير نوضح لكم إجابة دار الإفتاء المصرية عن حكم الصيام في فترة النفاس للإلمام بـ فقه الصيام في شهر رمضان المبارك.
حكم الصيام في فترة النفاس
أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم الصيام في فترة النفاس، وقال أحد شيوخ الدار في فيديو سابق له على الصفحة الرسمية بموقع يوتيوب، إن المرأة النفساء تتعرض لنزول الدم بعد الولادة، وفي هذه الحالة يبطل لها الصلاة والصيام، ولكن مع انقطاع الدم وارتفاعه وعدم وجود أي أثر له، فعليها أن تغتسل وتصلي وتصوم حتى ولو لم تكمل فترة الأربعين يوما، لأن الأمر متعلق بوقف نزول الدم وليس بعدد الأيام.
هل يجوز الصيام للنفساء قبل الأربعين
وحول هل يجوز الصيام للنفساء قبل الأربعين.. وفقا لجمهور أهل العلم، فمتى طُهرت المرأة من النفاس وجب عليها الاغتسال والبدء في الصلاة وصيام رمضان، حتى ولو كان ذلك قبل مرور أربعين يوما على ولادتها، حيث نقل بعض العلماء الإجماع على ذلك، قال الترمذي رحمه الله: "وَقَدْ أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ عَلَى أَنَّ النُّفَسَاءَ تَدَعُ الصَّلاةَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا إِلا أَنْ تَرَى الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنَّهَا تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي".
وعندما سئل ابن باز رحمة الله، هل يجوز الصيام للنفساء قبل الأربعين؟ قال نعم يجوز لها أن تصوم وتصلي وتحج وتعتمر ويحل لزوجها وطؤها، ولا حرج في ذلك إذا طهرت قبل الأربعين يوما فإن طهرها صحيح، وإن عاد عليها الدم في الأربعين فالصحيح أنها تعتبره نفاسا في مدة الأربعين ولكن صومها الماضي في حال الطهارة وصلاتها وحجها كله صحيح لا يعاد شيء من ذلك ما دام وقع حال الطهارة.
كفارة إفطار النفساء في رمضان
بعدما أوضحنا حكم الصيام في فترة النفاس، نتطرق الآن إلى كفارة إفطار النفساء في رمضان، حيث قال الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء حول كفارة إفطار النفساء في رمضان، إن من فاته صيام أيام من رمضان بسبب مرض أو سفر أو من أفطرت بسبب الحيض أو النفاس، يجب عليهم جميعًا قضاء ما أفطروه من أيام، ولا يشترط التتابع في القضاء، مضيفا في فيديو بثته دار الإفتاء على يوتيوب، أن أصحاب الأمراض المزمنة الذين لا يُرجى شفاؤهم، هم من يجي عليهم فقط الكفارة، بإطعام مسكين واحد عن كل يوم.
ومن جانبها أجابت الداعية الدكتور نادية عمارة، عن سؤال ورد إليها في برنامج "قلوب عامرة" المذاع على إحدى القنوات الفضائية مضمونه، هل يجوز الإطعام عن الأيام التي أفطرتها المرأة في فترة النفاس؟ وقالت عمارة إن هناك قولين في هذا الشأن، ففي حالة الحمل والنفاس أو الرضاعة، على المرأة أن تقضي هذه الأيام بالصيام، أو الإطعام عن هذه الأيام وهو رأي ابن عباس وابن عمر، ولذلك على المرأة الأخذ بإحدى الأمرين، وذلك من باب التيسير في الشريعة الإسلامية.
كما أكد الشيخ خالد جندي، حكم قضاء النفساء إذا أفطرت في رمضان، بأن جمهور الفقهاء اتفقوا على قولين، إما قضاء هذه الأيام في أوقات أخرى، وإما الإطعام عن كل يوم لفقير دون الحاجة للقضاء بالصيام.
متى تصوم النفساء؟
نختم لكم حكم الصيام في فترة النفاس، بالإجابة على السؤال الأهم، متى تصوم النفساء؟ ووفقا لدار الإفتاء المصرية، فإن الأربعون يوما هي الحد الأقصى للنفاس، ولا حد لأدناه، فلو انقطع الدم بعد يوم من الولادة انقطاعا نهائيا، وعن متى تصوم النفساء فعلى المرأة الغسل والصلاة، ولها أن تصوم، وإنما نزول الدم للمرأة لأكثر مِن أربعين يومًا وكانت لها عادة معروفة في النفاس أقل من الأربعين؛ فإنها تُرَدُّ إلى عادتها، ويكون نفاسها قدر عادتها، وما زاد فهو استحاضة ويلزمها حينئذٍ قضاء ما فاتها مِن الصلاة فيما زاد على عادتها.
وأضافت دار الإفتاء على صفحتها الرسمية على سؤال متى تصوم النفساء، أما إذا لم تكن لها عادة معروفة؛ فَإنها تُردُّ إلى أكثر النفاس وهو أربعون يومًا؛ فيكون نفاسها قدر الأربعين يومًا، وما زاد عليها فهو استحاضة، وتغتسل بعد مرور الأربعين يومًا، ويحلّ لها حينئذٍ كلُّ ما حرم عليها بسبب النفاس مِن صلاة وصوم ونحوهما بعد أن تغتسل مِن النفاس، علمًا بأنَّ هذا التقدير خاص بأحكام العبادات مِن الصلاة والصوم ونحوهما، لا بأحكام العدة.
