إفطار غزة في رمضان.. كيف يتعايش الفلسطينيون مع المجاعة في الصيام؟
إفطار غزة.. ضاق الخناق على أهالي قطاع غزة، وخاصة مع المجاعة التي أسفرتها الحرب، وبالتزامن مع شهر رمضان الكريم، حيث يجد المدنيين صعوبة في تحضير الطعام والحصول على وجبة الإفطار بعد صيام يوم كامل منذ أذان الفجر وحتى المغرب، ليعيش الفلسطينيون أزمة إنسانية جديدة.
إفطار غزة في رمضان
ومازال الفلسطينيون يحاربون كي لا يموتون جوعًا، فمنهم من يستطيع بتدبير الحال والإعتماد على الطرق البدائية في الطهي، وتحضير أي نوع أكل، وهناك من يبتكر في إعداد وصفات الطعام بالرغم من وجود الصعوبات والتحديات، ومنهم من يعتمد على الوصفات البحرية والصيد، وهناك من لديه بعض الإمكانيات التي تمكنه في تحضير الطعام المعتاد مثل المقلوبة، ولكن قد يجد الكثير من أهالي القطاع صعوبات في كل ما سبق وعادة ما يعتمدون على المعونات والمساعدات المقدمة، والتي عادت ما تخرب بسبب اسقاطها في البحر.
وقالت الفلسطينية نور النجار، في فيديو لها عبر موقع تبادل الصور والفيديوهات إنستجرام، في رمضان الماضي كنا بنكون قاعدين نحضر للفطار ونازلين السوق نشتري العصير، ولكن اليوم في رمضان وحتى العصير اللي كنا نفطر به العام الماضي، ما قادرين نفطر به، رمضان الماضي كنا نفطر في بيوتنا واحنا دافينين، اليوم نمنا في الخيم ومطوع علينا وغرقنا، لدرجة إنه ملابسنا أصبحت مبلولة، رمضان الماضي كان فيه لمة أصحاب.. كان فيه كل حاجة حلوة، لكن اليوم وزننا بينزل وأصحابنا فقدناهم.. بيوتنا راحت.
أهالي غزة يروون معانتهم مع المجاعة في رمضان
ونشر الشاب الفلسطيني يحيى محمود، فيديو له عبر حسابه بموقع انستجرام، وهو يوثق حصوله على الماء في رمضان، قائلًا: ما بعرف كيف جاء علينا رمضان هيك.. الحمد لله على كل حال، يمكن جاء رمضان مكسور الخاطر.. جاء حزين وحتى الآن الجرح ما وقف.
وتابع يحيى محمود، صارلنا أكثر من 5 شهور ولسه الآلم مستمر، مش عارف شو أوصف الكلمات، كل قطعة في جسمي متكسرة من التعب، لسه بنعبي ميا، بنروح على السوق ما بنلاقي حاجة، بنمشي مشاوير بعيدة على هوى نلاقي غرض واحد نأكله.
وأضاف الشاب الفلسطيني، يحيى محمود، الحياة أليمة بشكل مخيف، متخيلين رمضان يجي ودخلنا السنة الجديدة وصارلنا فيها 3 شهور مش حاسين بحاجة، عن جد إحنا انحرقنا.
ووثق الصحفي الفلسطيني موسى سالم، معاناة أم نازحة من قطاع غزة، في مشهد مؤسف وهي تبحث مع صغارها عن بقايا الطعام في القمامة، معلقًا: هذا هو الحال في شمال قطاع غزة.
وصور الشاب الفلسطيني يحيى محمود، مقطع فيديو أخر، وثق من خلاله فطور أهل غزة في رمضان خلال الحرب، وظهر يحيى وهو يقطف أوراق الخبيزة والتي تعرف بإسم ملوخية الحرب، قائلًا: دي أكلة الناس البسيطة وما كنت اتقبل أكلها، ولكن في بمثل هذه الظروف تقبلنا كتير شغلات، وحينما يخذلك الجميع ابقى في ظهرك الخبيزة.
استخدام التجويع كوسيلة للحرب
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن القيود الإسرائيلية المستمرة على دخول المساعدات إلى غزة، إلى جانب الطريقة التي تواصل بها العمليات العدائية، قد يصل إلى حد استخدام التجويع كوسيلة للحرب، وهو ما يعد جريمة حرب.
وأضاف تورك، في بيان صحفي أمس الثلاثاء، أن الكارثة التي تشهدها غزة من صنع الإنسان، وكان من الممكن منعها بالكامل لو تمت الاستجابة لنواقيس الخطر، التي دقتها الأمم المتحدة منذ شهور.
نقص الغذاء في قطاع غزة تجاوز مستويات المجاعة
قالت منظمة الصحة العالمية، إن النقص الشديد في الغذاء داخل أجزاء من قطاع غزة، تجاوز بالفعل مستويات المجاعة، وإن الموت الجماعي أصبح الآن وشيكا إذا لم يتم الوقف الفوري لإطلاق النار، وزيادة إمدادات الغذاء إلى المناطق المعزولة بسبب القتال.
وأشارت وزارة الصحة في غزة، إلى أن 27 طفلا و3 بالغين توفوا حتى الآن، بسبب سوء التغذية، وأن الإجراءات اللازمة لمنع المجاعة تتطلب قرارا سياسيا فوريا، لوقف إطلاق النار مع زيادة كبيرة وفورية في وصول المساعدات الإنسانية والشاحنات التجارية إلى جميع سكان غزة، وهناك 1.1 مليون من سكان غزة، أي حوالي نصف السكان، يعانون من نقص كارثي في الغذاء، مع وجود حوالي 300 ألف فلسطيني في المناطق التي تواجه الآن احتمال معدلات الوفيات على نطاق المجاعة.