نعمة الأمومة.. أم لابن مصاب بـ طيف التوحد تروي تفاصيل رحلتها: طول الوقت بيعافر وأنا معاه
يحتفل العالم اليوم بـ عيد الأم، وهو مناسبة خاصة للاحتفاء بنماذج لأمهات مكافحات، وصابرات، قدمن تضحيات ووقت ومجهود لاقى ثماره في نهاية المطاف، وما زلن يقفن من بعيد يراقبن خطوات أولادهن نحو العالم، ومنهن فاطمة طه، أم لشاب من ذوي طيف التوحد، كانت رحلتها مميزة بشكل خاص.
أم لابن مصاب بـ طيف التوحد تروي تفاصيل رحلتها
أنجبت فاطمة، ابنها حازم، الذي سيبلغ من العمر 31 عاما الشهر المقبل، لم تكن تعلم في البداية عن اضطراب طيف التوحد، وقضت فترة طويلة من البحث والتشخصيات الخاطئة؛ لتخبرها في النهاية خبيرة تخاطب أن تجرب فحوصات التوحد، لأن أعراضه تنطبق على ابنها.
وروت فاطمة لـ القاهرة 24، تفاصيل اليوم الذي اصطحبت فيه حازم خلال طفولته لعمل الفحوصات اللازمة، والتي تطلبت إجراءاتها يوما بأكمله، فتقول: واحنا طالعين على السلم آخر اليوم كنا تعبانين جدا، سألته إنت عارف بنعمل كل ده ليه يا حازم؟ قالي آه عشان أنا غبي، ساعتها فضلت أعيط وحضنته وقولتله إنت مش غبي يا حبيبي، إنت بس مختلف، لكن مش ناقصك أي حاجة.
موهوب في حفظ القرآن
فاطمة أشارت إلى عملها على تحفيظ حازم القرآن الكريم، منذ أن كان عمره 8 سنوات، ما ساعدها كثيرا على جعلها تكتشف موهبته، فتقول: الشيخ ساعتها قالي حازم عنده موهبة نادرة جدا، وهو إنه بيحفظ القرآن بأرقام الآيات، ولو قلت الآية يعرف من السورة هي آية رقم كام.
واستطردت فاطمة حديثها قائلة: حازم شخص طموح جدا، وراسم مستقبله بالتفاصيل، ودايما يقولي أنا هكبر وأبقى حاجة كويسة، وهشتغل في مكان أحسن، هو طول الوقت بيعافر وأنا بعافر معاه.
دروس تعلمتها فاطمة من الرحلة
كانت رحلة تربية حازم، مليئة بالدروس بالنسبة للأم المعافرة، التي سعت بكل ما فيها من طاقة، لإنشاء رجل حنون وطيب، فتقول: رحلتي مع حازم علمتني الرضا باللي ربنا كاتبه، احنا بنسعى لكن في الآخر ملناش غيره، وعلمتني الصبر والتسليم والتوكل على الله، ودي أحلى حاجة اتعلمتها إني أرمي حمولي على الله.
وأضافت: الأولاد فعلا زي الزرعة، كل ما تديهم اهتمام هتحصد منهم خير، ولو عندهم حالة خاصة زي حازم، هيحتاجوا اهتمام أكبر وحب ويبقوا أولوية في حياتنا قبل أي شيء.
أوضحت فاطمة أن حازم تعرض للتنمر بسبب حالته، ما كان له تأثير سلبي عليها نفسيا، وهو ما جعلها توجه رسالة توعية للناس من خلالها بطيف التوحد، فتقول: الأولاد اللي عندهم توحد في منتهى البراءة والأدب وبيتكسفوا، وده أدب منهم مش عبط، لكن ناس بتستغل ده ضدهم لأنهم مش بيقولوا لا.
واختتمت فاطمة حديثها، بالدعاء لأولادها حازم وأخته سارة، بأن يجبر الله خاطرهما، ويجعلهما قنوعين وراضيين بقضائه دائما، ويرزقها برهما، فتقول: الأمومة بالنسبالي نعمة ربنا أنعم عليا بيها، وأنا فخورة بأولادي، وفخورة بحازم إنه طلع شخص محترم وعاقل، وده كرم ربنا مش مجهودي بس.