الري: نقص 2% من المياه سنويا سيؤدي لإجبار 290 ألف شخص على التوقف عن العمل
توجه الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري للعاصمة الفرنسية باريس؛ للمشاركة في احتفال منظمة اليونسكو بيوم المياه العالمي والمنعقد تحت عنوان: الماء من أجل السلام.
إنفاق 10 مليارات دولار في السنوات الخمس الماضية لرفع كفاءة المنظومة المائية
وأضاف أن مصر تُعد مثالًا للبلدان التي تواجه التحديات المزدوجة المتمثلة في ندرة المياه وتغير المناخ، حيث يبلغ نصيب الفرد من موارد المياه المتجددة في مصر 50 % من خط الفقر المائي العالمي، ومصر لديها أقل هطول للأمطار بين جميع البلدان، وتعتمد بشكل كامل على نهر النيل لتوفير أكثر من 98 % من مواردها المائية المتجددة، ويتم تخصيص 75 % من الموارد المائية في مصر لإنتاج نحو 50 % فقط من احتياجاتها الغذائية من خلال الزراعة والتي تدعم سُبل عيش 50 % من السكان، بالإضافة لتأثيرات التحديات الأمنية السائدة في المنطقة بشكل كبير على إدارة الموارد المائية في مصر، حيث تمثل استضافة ما يقرب من 9 ملايين لاجئ من الدول المجاورة ضغطًا إضافيًا على الدولة المصرية لتوفير المياه والغذاء والبيئة والطاقة والخدمات الأساسية، وبالنظر إلى أن مصر تواجه نقصًا في الموارد المائية بنسبة 55 % من إجمالي إحتياجاتها المائية (والتي تصل إلى 120 مليار متر مكعب سنويًا).
عملت وزارة الموارد المائية والري بالتعاون مع الوزارات المعنية على تطوير خطة وطنية تعاونية للموارد المائية والتى تُسلط الضوء على إدارة الموارد المحدودة بفعالية وتعالج تحديات المياه والطاقة والغذاء والبيئة، وتقوم مصر باستثمارات كبيرة لزيادة كفاءة نظام المياه لديها بلغت 10 مليارات دولار في السنوات الخمس الماضية، وتتبنى سياسة إعادة استخدام المياه مما يضيف نحو 21 مليار متر مكعب من الموارد المائية غير التقليدية، كما تضطر مصر لاستيراد نسبة كبيرة من غذائها سنويًا، تصل قيمتها إلى حوالي 15 مليار دولار من واردات الغذاء، أي ما يعادل 40 مليار متر مكعب على الأقل من المياه الافتراضية.
وأشار الدكتور سويلم إلى أن موضوع إحتفال يوم المياه العالمى "المياه من أجل السلام" يؤكد على الأهمية الكبرى لتعزيز التعاون بين الدول المتشاطئة على الانهار الدولية، وفى مصر.. فإن التعاون المشترك يقع في قلب خطط واستراتيجيات إدارة الموارد المائية، حيث تدعم مصر باستمرار دول حوض النيل، وتتجلى هذه المجهودات في تعاون مصر مع دول (السودان وجنوب السودان وكينيا والكونغو الديمقراطية وبوروندي ورواندا وأوغندا وتنزانيا) في مشروعات مختلفة مثل "تنفيذ 3 مشروعات لمكافحة الحشائش المائية - إنشاء 35 سد لتجميع مياه الأمطار - إنشاء 325 بئر للمياه الجوفية - إنشاء 40 محطة مياه جوفية مجهزة بالطاقة الشمسية - تنفيذ عدد 2 مشروع للتخفيف من السيول - إنشاء 5 مراسى نهرية - إنشاء عدد 2 مركز للتنبؤ بالأمطار - إنشاء عدد 3 محطات هيدرولوجية - إنشاء معمل مركزي لجودة المياه - تنظيم برامج لبناء القدرات والتدريب لمتدربين من جميع دول حوض النيل والدول الإفريقية على مدار العام بخلاف المنح الأكاديمية.
وأكد أن مصر ترى أن الإجراءات غير التعاونية والأحادية التي تتجاهل الإمتثال للقانون الدولي تشكل تحديًا كبيرًا للتعاون عبر الحدود، مثل تجاهل المبدأ الأساسي للتعاون والذي يتضمن واجب التشاور وإجراء دراسات الأثر الاجتماعي والاقتصادي والبيئي على التدابير المخطط لها لضمان الإستخدام المنصف والمعقول وتجنب إلحاق ضرر جسيم، وإن مثل هذه الإجراءات والمشاريع الأحادية غير التعاونية على نهر النيل يمكن أن تضر بمصر بسبب اعتمادها على نهر النيل في وجودها، خاصة أنه حال حدوث نقص نسبته 2% من المياه سنويًا بسبب مثل هذه الإجراءات الأحادية سيؤدي ذلك إلى إجبار 290 ألف شخص على التوقف عن العمل، بالإضافة إلى خسائر كبيرة في إنتاج الزراعة والطاقة الكهرومائية، فضلًا عن إرتفاع الواردات الغذائية.