هل يشترط الوضوء؟.. صيغ دعاء السجود عند تلاوة القرآن
يوجد الكثير من أنواع دعاء السجود في الإسلام، أبرزها دعاء السجود في الصلاة، ودعاء السجود عند تلاوة القرآن، وقد يتداخل على البعض صيغ الدعاء المأثور في هذين الموضعين. وعبر القاهرة 24 نوضح للقراء الأعزاء ما هو دعاء السجود وما الصيغ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في مواضعه المختلفة وأهميته عند تلاوة القرآن.
دعاء السجود
يحتاج المسلم دعاء السجود في أكثر من موضع، فهناك دعاء السجود في الصلاة المفروضة والنوافل، ودعاء السجود عند تلاوة القرآن في مواضع سجود التلاوة، ودعاء السجود في سجدة الشكر، ودعاء سجود السهو، وكل دعاء يختلف عن الآخر.
وقالت دار الإفتاء المصرية حول الحكمة من تشريع سجود التلاوة عند مواضع السجود، أن الله تعالى شرعه "إظهارًا لتمام العبودية له سبحانه، وهو في حق التالي للقرآن الكريم آكد منه في حق المستمع له".
وأوضحت أن مشروعيته تستند إلى ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ، اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ -وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ: يَا وَيْلِي-؛ أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ" أخرجه مسلم في "صحيحه".
وأوضحت في فتوى رسمية لها أن هيئته تكون كالتالي: "أن يُكَبِّرَ التالي أو الـمُسْتَمِعُ ويسجدُ عن قيام أو قعود من غير ركوع، ثم يُكَبِّر ويرفع بلا تَشَهُّد ولا تسليم".
وفي فتوى سابقة أوضحت دار الإفتاء أن من يتعذر عليه السجود كمن يقرأ القرآن في السيارة، وصادفه موضع سجود، فليقل "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
دعاء السجود في القرآن
ويكون دعاء السجود في القرآن أو دعاء السجدة في القرآن كما هو مشهور باسم سجود التلاوة، سنة وليس فرضًا، ويكون داخل الصلاة وخارجها بنفس الكيفية وهي كالتالي:
- يقرأ المسلم الموضع الذي ورد فيه سجود التلاوة كاملًا حتى علامة السجود والتي توضح كرمز صغير لقبلة الصلاة نهاية الآية.
- يرفع يده بالتكبير مرة واحدة.
- يسجد مباشرة عقب التكبير ويقول ما تيسر له من ذكر أو "سجد وجهي للذي خلقَه، وشقَّ سمعه وبصره بحوله وقوَّته، فتبارك الله أحسن الخالقين".
- يكمل صلاته كما هي بالعودة إلى الوقوف وتكملة القراءة ثم الركوع وباقي خطوات الصلاة.
- وإن لم يكن يصلي فيكفيه السجود بلا تسليم وله أن يكمل قراءة أو يفعل ما يشاء من أمور الدنيا عقب السجود.
ونوضح أحكام سجود التلاوة التي تعد مستحبة عند سجود التلاوة:
- الوضوء والطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر.
- استقبال القبلة وستر العورة.
- السجود في أي مكان طاهر.
- التكبير قبل سجود التلاوة.
دعاء السجود سجد وجهي للذي خلقه
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء السجود سجد وجهي للذي خلقه إذا قرأ القرآن ووصل إلى موضع سجدة، وفي القرآن الكريم 15 موضع سجود تلاوة يسن يقال بعد قراءته مباشرة: "سجد وجهي للذي خلقَه، وشقَّ سمعه وبصره بحوله وقوَّته، فتبارك الله أحسن الخالقين".
ثلاث أدعية في السجود
كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث أدعية في السجود عند قراءة القرآن أو سجود التلاوة حكت عنها الآثار، ويمكن الاستعانة بأحدها وهي كالتالي كما وردت في كتب السنة:
- كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل "سجد وجهي للذي خلقَه، وشقَّ سمعه وبصره بحوله وقوَّته، فتبارك الله أحسن الخالقين".
- في لفظٍ عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: كنتُ عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأتاه رجل فقال: "إني رأيت البارحةَ فيما يرى النَّائم كأني أصلي إلى أصل شجرةٍ، فقرأت السَّجدة، فسجدت؛ فسجدت الشَّجرة لسجودي، فسمعتُها تقول: "اللهم احطط عني بها وزرًا، واكتب لي بها أجرًا، واجعلها لي عندك ذخرًا". يقول ابنُ عباسٍ: فرأيتُ النبيَّ قرأ السَّجدة، فسجد، فسمعته يقول في سجوده مثل الذي أخبره الرجل عن قول الشَّجرة.
- ما جاء عن ابن عباسٍ رضي الله تعالى عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني رأيتُ الليلة وأنا نائمٌ كأني أُصلي خلف شجرةٍ، فسجدتُ؛ فسجدتْ الشجرةُ لسجودي، فسمعتُها وهي تقول: "اللهم اكتب لي بها عندك أجرًا، وضع عني بها وزرًا، واجعلها لي عندك ذُخرًا، وتقبَّلها مني كما تقبَّلتها من عبدك داود" قال ابن عباس فقرأ النبيُّ صلى الله عليه وسلم سجدةً، ثم سجد، فقال ابنُ عباسٍ: فسمعتُه وهو يقول مثلما أخبره الرجلُ عن قول الشَّجرة.
دعاء السجود والركوع
ويختلف دعاء السجود والركوع عن دعاء سجود التلاوة، إذ ورد في الأثر أن النبي صلى الله عليه وسلم كشف الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر رضي الله عنه، فقال: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ؛ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ".
لذلك يقول المصلي في الركوع "سبحان ربي العظيم" ولكن من يريد الزيادة كما ورد في السنة فليقل:
"سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي، وبصري، ومخي، وعظمي، وعصبي، وما استقلت به قدمي".
قال ابن باز رحمه الله "كل هذا يقال في الركوع مشروع، والواجب مرة، والبقية سنة".
أما في دعاء السجود في سجدتي الصلاة، فما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو "اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه، وصوره، وشق سمعه، وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين.. اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره".