صحفي تركي لـ القاهرة 24: أحداث العنف في ملاعبنا ليست جديدة.. ومن الخطأ الاعتماد على حكم تعرض للاعتداء سابقًا
توالت العديد من أحداث العنف في ملاعب كرة القدم التركية في الفترة الأخيرة، وكانت أبرز تلك الأحداث ما شهدته مباراة طرابزون سبور وفنربخشة في الدوري التركي، والتي انتهت بفوز الأخير بثلاثية مقابل هدفين في الدقائق الأخيرة.
أزمة مباراة طرابزون وفنربخشة
وبدأت الأحداث بدخول أحد مشجعين طرابزون سبور إلى أرضية الملعب التي كانت تشهد احتفالات لاعبي فنربخشة، ليدخل لاعبو الفريق التركي في مشاجرة مع المشجع، وكان ذلك بمثابة دفعة قوية لجماهير طرابزون التي دخلت إلى أرضية الملعب؛ للاشتباك مع لاعبي فنربخشة وجهازه الفني، وسادت حالة من العنف بين الطرفين.
القاهرة 24 يحاور الصحفي يونس إمري
ولم تكن تلك الأحداث هي الأولى من نوعها في كرة القدم التركية، حيث تعرض أحد الحكام للاعتداء الجسدي من قبل رئيس أحد الأندية في مباراة بالدوري التركي في ديسمبر الماضي، علمًا بأن هذا الحكم هو من دار مباراة طرابزون سبور وفنربخشة الأخيرة والتي شهدت أحداثًا مماثلة، لذلك، تواصل القاهرة 24 مع الصحفي والإعلامي التركي يونس إمري للحديث عن الأحداث العنيفة التي تشهدها ملاعب كرة القدم التركية، خاصةً ما دار في مباراة طرابزون سبور وفنربخشة، وجاء نص الحوار كالتالي:
ما أسباب أحداث العنف التي دارت في مباراة طرابزون سبور وفنربخشة؟
في البداية، ليس من الصحيح أن نُعيد ذلك إلى مباراة واحدة فقط، إنه موقف له جذور في الماضي ويتراكم بمرور الوقت، لقد تصاعدت التوترات قبل بداية المباراة، وتم تبادل التصريحات خارج الملعب، وتصاعدت حدة التوتر عندما بدأ المشجعون في إلقاء زجاجات المياه على الملعب، وساهم أيضًا بعض لاعبي فنربخشة في إثارة التوتر من خلال بعض الاحتفالات، إذن إنها حالة تشمل كلا الجانبين.
هل التنافس التاريخي بين فنربخشة وطرابزون سبور سبب من أسباب ذلك العنف؟
التنافس التاريخي له دور بكل تأكيد، خاصة في مواسم 1995-1996، 2003-2004، و2010-2011، بلغ التنافس بين الناديين ذروته، فمن المؤكد أن الأحداث خلال هذه المواسم جعلت التنافس أكثر، ومع ذلك، لا يمكنني أن أسمي ذلك عداءً، لأن العديد من المباريات لعبت بعد تلك المواسم.
ما رأيك في تصرف لاعبي فنربخشة تجاه جماهير طرابزون سبور؟ وهل تعتبرها دفاعا عن النفس؟
لاعبو فنربخشة استفزوا الجماهير باحتفالهم بعد المباراة، قفز مشجع واحد فقط إلى الملعب، وبعد ذلك بدأ لاعبو فنربخشة بالاعتداء عليه، فدخل مشجعون آخرون إلى الملعب أيضًا، مكان الجماهير هو المدرجات، أما اللاعبون فهو الملعب، ومع ذلك، ليس من المقبول ضرب مشجع تم تقييده بالفعل من قبل أفراد الأمن، لذلك هو ليس دفاعًا عن النفس.
هل حكم المباراة اتخذ قرارًا خاطئًا باستكمالها؟
حكم المباراة اتخذ عدة قرارات خاطئة وليس قرارًا واحدًا، كان بإمكانه إيقاف المباراة، لكن ذلك لم يحدث، وهذا ليس خطؤه الوحيد، بل كانت لديه أخطاء كثيرة مثل الأخطاء قبل الأهداف وعدم إعطاء البطاقات الحمراء وغيرها.
هل أحداث العنف التي تعرض لها حكم المباراة في وقت سابق أثرت على قراراته؟
لسوء الحظ، سبق أن تعرض هذا الحكم بالفعل للاعتداء من قبل رئيس النادي في الملعب، ولذلك، فإن تعيين حكم تعرض مؤخرا لمثل هذه المشكلة الخطيرة لمباراة متوترة مثل هذه كان خطأ منذ البداية، وبالتالي أثر ذلك بالفعل عليه.
صرح أحد اللاعبين بأن جماهير طرابزون كانت تحمل أسلحة خفيفة.. ما مدى صحة ذلك؟
صرحت مديرية أمن محافظة طرابزون بوضوح أنه لم يتم العثور على أسلحة خفيفة أو أدوات طعن في الميدان، ولذلك فإن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة على الإطلاق.
وما مدى صحة الأنباء التي تدور حول انسحاب نادي فنربخشة من الدوري التركي؟
هذا أمر يخص نادي فنربخشة، لم يتخذوا قرارًا به حتى الآن، ولكن سيتم التصويت عليه في الثاني من أبريل، وبناء على نتيجة التصويت، سيتم منح السلطة لمجلس الإدارة، ومع ذلك، خاصةً لأسباب اقتصادية، لا يبدو ذلك ممكنًا بالنسبة لي، لكنهم سيصوتون على القرار.
وهل يكفي انسحاب نادي فنربخشة من الدوري التركي لحل الأزمة؟
للأسف، مثل هذه الحوادث ليست جديدة في تركيا، وبما إن فنربخشة لم يتخذ أي قرار رسمي بهذا الشأن حتى الآن، فمن الصعب التعليق على موقف غير موجود.
وما موقف الاتحاد التركي لكرة القدم من تلك الأحداث؟
لم يصدر الاتحاد التركي لكرة القدم بيانًا واضحًا بخصوص هذه القضية حتى الآن، ونحن ننتظر قرارات لجنة الانضباط، وبعدها يمكننا أن نقول المزيد عن موقف الاتحاد.
إلى أي مدى يمكن توافر حلول مناسبة لعدم تكرار تلك الأحداث؟
يجب أن تهدف الحلول إلى تشكيل المستقبل، وليس فقط معالجة الوضع الحالي، وحتى الآن، فإن جميع القرارات المتخذة كانت تهدف إلى تهدئة الأجواء المتوترة في الوقت الحالي فقط، إن إيجاد حل لهذه المشكلة ليس من جانب واحد، ويجب أن تتخذ القرارات بشكل جماعي من قبل جميع المشاركين في كرة القدم في الدولة.
وهل منع دخول الجماهير للمدرجات أحد الحلول المقترحة؟
من المحتمل أن يتم اتخاذ قرار بحرمان جماهير طرابزون فقط، وليس منع جميع جماهير الأندية، الأمر المؤسف أنه كان هناك بالضبط 40 ألف مشجع في المباراة، ووفقا لبيان الشرطة، اقتحم الملعب 38 مشجعا فقط، ولذلك، سيكون من الظلم للغاية تحميل الأشخاص المتبقين مسؤولية ما فعله هؤلاء الأفراد القلائل، لكن لسوء الحظ، يبدو أن هذا هو الاتجاه الوارد.