فضل دعاء الخروج من المنزل.. وهل دخول البيت بالقدم اليمنى سُنة؟
يتحقق الكثير من الفضل من دعاء الخروج من المنزل، إذ يكون الإنسان مستعدًا لقضاء مصالح ما ويستعيد بـ دعاء الخروج من المنزل من أجل تيسير هذه الحوائج وحفظ طريقه من أي سوء قد يصيبه، ولولا هذا الدعاء للحق بالإنسان الكثير من المشكلات خلال فترة بقائه خارج المنزل، وهو ما يحدث لدى الكثيرين من غير الملتزمين بـ دعاء الخروج من المنزل.
وعبر القاهرة 24، نقدم صيغ دعاء الخروج من المنزل وكيف يحفظ الإنسان من شرور لا يعلمها ومن وسوسة الشياطين وتلاعبهم به وبهدوء نفسه.
دعاء الخروج من المنزل
توجد صيغتين لدعاء الخروج من المنزل وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح السنة النبوية، أول تلك الصيغ ما ورد عن أنس قال: قال رسول الله: من قال إذا خرج من بيته: "بِسْمِ الله، توَكَّلْتُ على الله، لا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلا بالله، يُقالُ له: كُفِيتَ، ووُقِيتَ وهُدِيتَ، وتنحَّى عنه الشيطانُ، فيقـولُ لشيطانٍ آخر: كيفَ لكَ برَجلٍ قَدْ هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ؟".
وهذا الدعاء يسن عند الخروج من باب المنزل إذ يجعل المسلم في وقاية من وساوس الشيطان له بالمعصية والتربص له ليحزنه ويسبب له الضيق.
دعاء الخروج من المنزل صباحًا
أما الصيغة الثانية لـ دعاء الخروج من المنزل، فهي صيغة دعاء الخروج من المنزل صباحًا والتي كان يحرص عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أمِّ المؤمنين أمُّ سلمة رضي الله عنها قالت "ما خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من بَيتي قَطُّ إلَّا رفَعَ طَرْفَه إلى السَّماءِ، فقال: اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ أنْ أضِلَّ أو أُضَلَّ، أو أزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أظْلِمَ أو أُظلَمَ، أو أجهَلَ أو يُجهَلَ عليَّ". وهذا الدعاء يعد الأهم إلى جانب أدعية الصباح التي تحفظ الإنسان من كل سوء.
دعاء الدخول والخروج من المنزل
ويسن دعاء الدخول والخروج من المنزل من أجل تحصين النفس والمنزل من الشياطين ووساوسهم، وفي العرف يقال للمرء إذا دخل بيته "أدخل بقدمك اليمنى" مما لم يرد فيه أصل أو سند بل ورد عن أحد العلماء.
ويعود الدخول بالقدم اليمنى إلى ما ذكره الإمام الخرشي المالكي في كتابه شرح مختصر خليل، إذ قال "وَأَمَّا الْمَنْزِلُ فَيُقَدِّمُ يُمْنَاهُ دُخُولًا وَخُرُوجًا، إذْ لَا أَذَى، وَلَا عِبَادَةَ".
أما دعاء دخول المنزل فهو سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كان يقول "اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى ربنا توكلنا".
ويستحب عند دخول المنزل إلقاء السلام على من فيه من أهل أو حتى لو كان خاليًا، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: لا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ".
وإلقاء السلام ضرورة لمنع وطرد الشياطين من المنزل، إذ أن الشياطين تتربص بمن يدخل البيت، فإن ألقى السلام خنسوا وابتعدوا عن المنزل، وإن لم يلق السلام ولم يذكر الله دخلت الشياطين لقول النبي الكريم "إذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ، وإذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ وَالْعَشَاءَ".
وورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "يا بُنَيَّ إذا دخلتَ علَى أَهلِكَ فسلِّم، يَكُنْ برَكَةً عليكَ، وعلَى أهلِ بيتِكَ".
فوائد دعاء الخروج من المنزل
تتعدد فوائد دعاء الخروج من المنزل، إذ يحمل الدعاء في معناه في الصيغتين معانٍ يحتاج إليها المسلم في يومه وتقيه الكثير من الشرور وتيسر له مصالحه.
ويعني دعاء "اللهم أعوذ بك أن أضل أو أُضَل… الحديث"، قول العبد لربه عند خروجه من المنزل "يارب إني ألجأ إليك وأستعيذ بك من أن أقع في الضلال بنفسي أو أن يوقعني فيه أحد من خلقك، أو أن أقع في المعصية أن أسببها لأحد دون قصد مني".
كما يتضمن استعاذة العبد بالله من أن يتعرض للظلم من البشر أو أن يظلم هو أحد غيره، كذلك "أو أَجْهَلَ أو يُجْهَلَ عَليَّ"، أي: من أن أفعل فعل الجاهلين من سوء الخلق وإيذاء الناس أو أن أتعرض لهذا من غيري.
ويحمل الدعاء حماية للإنسان من كل ما لا يمكنه التحكم فيه من الظلم وسوء الخلق والوقوع في وساوس الشيطان لعمل المعاصي وغيرها من الشرور التي يسوقها الشيطان إليه أو الأشرار من البشر.
وكذلك عندما يقول الإنسان عند خروجه من المنزل "بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله" يتحقق له الوقاية من وساوس الشيطان وتربصه له، وتتيسر ل أموره بتوكله على الله تعالى وتفويض أمره له، والانتقال من الحول والقوة البشرية، إلى قوة الله تعالى ومعونته.
دعاء الخروج من المنزل والسفر
في حالة السفر يكون من السنة أن يلتزم المسلم دعاء الخروج من المنزل والسفر، وقد سبق وأوضحنا دعاء الخروج من المنزل، والذي يحفظ الإنسان من الشرور التي لا يعلمها في طريقه خارج المنزل.
وعند السفر، إذا ركب الإنسان وسيلة السفر أيًا كانت، فعليه أن يردد دعاء السفر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كان يقول عند ركوب دابته "سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ* وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ".
ويستند هذا الدعاء إلى ما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: "شهدتُ عليًّا أتي بدابةٍ ليركبَها فلما وضعَ رجلهُ في الركابِ قال بسمِ اللهِ فلما اسْتوى على ظهرِها قال الحمدُ للهِ ثم قال: سبحانَ الذي سخّرَ لنا هذا وما كنّا له مقرنينَ وإنا إلى ربنا لمنقلبونَ ثم قالَ الحمدُ للهِ ثلاثا والله أكبرُ ثلاثا سبحانكَ إني قد ظلمتُ نفسي فاغفرْ لي فإنه لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ ثم ضحكَ. قلتُ من أي شيء ضحكتَ يا أميرَ المؤمنينَ؟، قال: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صنعَ كما صنعتُ ثم ضحكَ، فقلتُ من أي شيء ضحكتَ يا رسولَ اللهِ قال إن ربكَ ليعجبُ من عبدهِ إذا قال ربِّ اغفرْ لي ذنوبي إنه لا يغفرُ الذنوبَ غيركَ".