السنة العاشرة جيرة وعشرة.. ما هو سر نجاح إفطار المطرية؟
نشر الدكتور محمد فتحي، الصحفي والكاتب المصري، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، منشورا بعنوان لماذا ينجح إفطار المطرية كل عام؟، موضحًا قبل التعمق في تحليل الأمر أن السر في أهل المطرية، ومرفقًا منشورة بورقة تحمل تقسيمة مهام العمل على الفريق، وسر جمال وتنظيم الإفطار، بجانب الإجابة على التساؤلات الجماهير الخاصة بـ الإمكانية المادية لأهل المطرية، وما إذا كانوا يتلقون أي مساعدات خارجية.
ما هو سر نجاح إفطار المطرية؟
أوضح الدكتور محمد فتحي في منشوره أن كل بند في الورقة المذكورة شهادة لأهل المطرية والمشرفين على الإفطار، شهادة فهم ووعي حقيقي يجعلهم لا يتلقون أموالًا من أحد، مشيرًا إلى أنهم لم ينالوا مقابلًا لإعلان الفنان أحمد عز التابع لشركة أورانج، ولا استغل أحدهم تلك الطقوس والفعاليات الدافئة في أخذ اللقطة منفردًا، معلقًا في نهاية الفقرة قائلا: مرحبًا بكم في أول عمل بطولة جماعية بدون تمثيل أو ادعاء، ومرحبًا بكل الضيوف.
أشار الدكتور محمد فتحي إلى أنه تم دعوته بشكل شخصي إلى ذلك الحدث المميز، ومن تلك اللحظة تم كشف السر الذي أثار فضول الكثيرين، وهو مصدر المال الكافي لتنظيم إفطار المطرية وإطعام تلك الجموع الغفيرة، وكانت الإجابة هي أن مئات الناس من أهالي المطرية يشاركون في جمعية ولا يقبضها أحد، بل يتم تجميعها للصرف على الإفطار الجماعي، وعند سؤال منظمي إفطار المطرية عن انتماءاتهم السياسية، قالوا: احنا مصريين وبنحب بلدنا ونكرم الضيف ونشيله فوق راسنا، ومفيش شعار سياسي بيترفع، علم مصر بس اللي هو أكبر من أي سياسة.
كيف بدأت فكرة إفطار المطرية؟
بدأت فكرة الإفطار الجماعي ببعض الأصدقاء الذين يتمثلون في 5 أفراد، نصبوا الطاولات منذ أكثر من 10 سنوات في الشارع ليفطروا سويًا، مما دفع الآخرين للانضمام، وظلت الأعداد تتزايد حتى نشأ حدث إفطار المطرية الجماعي حينها ينظفوا الشوارع، وكل شارع يحددوا متطوعيه، وكل متطوع يرتدي زي بلون حسب الشارع الذي يوجد فيه، بخلاف الفنانين الذين يرسمون الجرافيتي، وسيدات البيوت الذين يساهمون في أكلات العزومة.
ويهتم أحد المنظمين بالحوادث ليمر اليوم بخير، ولأجل هذا لم يسمع الناس عن واقعة تحرش أو سرقة أو حتى عراك بين الأهالي، ويحمي المتطوعون الجالسين على الكراسي من أي تدافع ويتلقون عنهم هذا التدافع الرهيب ولا يفطرون معهم، بل لا يستريحون أبدًا إلا بمغادرة آخر ضيف.
نسب الكاتب محمد فتحي هذا الأمر بفضل المحبة والتنظيم الذكي والإدارة الواعية، بالإضافة لكل البيوت التي في خدمة الضيوف ومساعدتهم، كما يرى كثيرون أن العزومة يوم، بينما أكد الكاتب أن التحضير للعزومة القادمة في رمضان المقبل بدأ من الآن بالفعل، فيقول: شعار هذا العام هو السنة العاشرة جيرة وعشرة، 10 سنوات يقام فيها هذا الحدث الذي أصبح عالميًا ومحط أنظار العالم، وتلك قوة ناعمة لم يصنعها أحد بل أوجدها موروث شعب عظيم ملئ بالنخوة والشهامة والجدعنة رغم أي صورة ذهنية تصدر عن أهالي المطرية.