أزهري: الميت لا يعذب ببكاء أهله عليه والحديث مردود
قال الدكتور محمد سالم أبوعاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن السيدة عائشة رضي الله عنها، ردت حديث "الميت ليعذب ببكاء أهله عليه" الوارد عن عبدالله بن عمر، وقالت ما كذب عبدالله، ولكن السمع يخطئ لعله سمع خطأ.
وأضاف أبوعاصي خلال تصريحات تلفزيونية، أن السيدة عائشة ردته لأن الرواية تعارض القرآن، فالقرآن قرر أن كل إنسان مسئول عن فعله مسئولية شخصية في قول الله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى".
ولفت إلى أن هناك تأويلات من قبل المشتغلين بالحديث، لكن نحن أمام استشهاد أن السيدة عائشة ردت الحديث، لأنه في نظرها وفي نظر كل عاقل يتعارض مع القرآن، أن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه، مردفا: ما ذنب الإنسان إذا مات وبنته تبكي عليه أتعذب أنا ببكاء البنت ليه والقرآن يقرر أن المسئولية لابد أن تكون شخصية كل واحد مسئول عن أقواله وأفعاله.
القرآن الحجة الأولى
وأكد أن القرآن الحجة الأولى، والسنة المصدر الثاني للتشريع، ربنا يقول للنبي "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس" فإذا نفيت البيان إذا منطقيا نفيت المُبين، فكلاهما حجة، بينما الخلط يأتي عند مساواة السنة بالقرآن كما فعل البعض، لكن العلماء المحققين يقولون السنة تأتي بعد القرآن.
وأشار إلى أن هناك عبارات تتردد في الكتب تحتاج لنظر يقول لك الكتاب يحتاج إلى السنة أكثر من احتياج السنة إلى القرآن، أي أن السنة حاكمة على القرآن، وليس القرآن حاكما على السنة، وهذا كلام مرفوض.
وأكد ضرورة الوعي بدلالات القرآن، والربط الوثيق بين صحيح السنة وبين القرآن، لأنه بخلاف هذا نقع في خلط وخبط وتناقضات، مردفا: نستمسك بالقرآن ثم بعد ذلك ننظر في السنة هل هذه السنة تتعارض مع القرآن أو لا تتعارض، أي حديث يعارض القرآن الكريم بحيث لا يمكن تأويله، حديث مرفوض قولا واحدا، هذه قاعدة أساسية، لكنها غائبة.
وأردف: أي حديث مهما كانت روايته تتناقض مع القرآن مناقضة حادة فهو مرفوض، وأنا لست بدعا في هذا، السيدة عائشة رضي الله عنها ردت حديث أن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه، لأنه يتعارض مع القرآن الذي يقول "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، فكل إنسان مسئول مسئولية شخصية.