أطل قراءة القرآن فيها.. عدد ركعات صلاة التهجد وهل يشترط النوم قبلها؟
يتساءل الكثيرون عن عدد ركعات صلاة التهجد، كيف كان يؤديها النبي صلى الله عليه وسلم، وكم عدد ركعات التهجد الممكن لأي مسلم أن يؤديها في العشر الأواخر من رمضان؟. وهل زيادة عددها أفضل أم إطالة القراءة فيها، وهل يشترط التهجد النوم وما فوائده.
كل هذا نجيب عليه عبر القاهرة 24 في تقرير حول عدد ركعات صلاة التهجد والمستحب والسنة فيها.
عدد ركعات صلاة التهجد
يدخل عدد ركعات صلاة التهجد ضمن صلاة قيام الليل، وهي صلاة تكون ممتدة من بعد صلاة العشاء وحتى الفجر، ولكن ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يزد في رمضان أو غيره عن 11 و13 ركعة في قيام الليل، فما حكم الزيادة وكيف كانت صلاة النبي الكريم؟.
يسن للمسلم أن يصلي 11 ركعة فمن زاد عن ذلك فلا بأس، إذ أن صلاة قيام الليل نافلة مطلقة وتتوقف على اجتهاد العبد، وتسمى كل ركعات مثنى بعد نوم قصير صلاة تهجد، ولكن هناك أمر هام يجب الانتباه إليه.
ما ورد في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يزد عن 13 ركعة مربوط بـ كيفية صلاة التهجد التي كان يصليها، حيث سأل أحد الصحابة السيدة عائشة رَضيَ اللهُ عنها: كيفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في رَمَضَانَ؟ فَقالَتْ: "ما كانَ رَسولُ اللَّهِ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً؛ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا. قالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقالَ: يا عَائِشَةُ، إنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ ولَا يَنَامُ قَلْبِي"
والحديث يؤكد أن زيادة عدد الركعات ليس هو أفضل ما يمكن للعبد فعله، بل إطالة القراءة والخشوع حتى ولو ركعتين فقط، وقد ورد عن السيدة عائشة أيضًا قولها "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا".
هل يجوز صلاة التهجد بدون نوم؟
وبعد معرفة عدد ركعات صلاة التهجد، هل يجوز صلاة التهجد بدون نوم؟، أجاب عن هذا السؤال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، فقال إن قيام الليل بعد النوم من أفضل أنواع نافلة الصلاة.
واستدل شلبي بما جاء في تفسير ابن رجب الحنبلي: "ويدخل فيه من نام ثم قام من نومه بالليل للتهجد، وهو أفضل أنواع التطوع بالصلاة مطلقًا".
وأشار إلى أن صلاة التهجد تُصلى على الأقل ركعتين أو أكثر، وأفضل أوقات صلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل، ويفضل أن يؤخر المسلم أداء ركعة الوتر حتى قبل الفجر، ويُفضل أن تكون بعد نوم قصير، فإذا كان مستيقظًا طوال الليل فإن صلاته صحيحة.
ويفصل في شرط النوم من عدمه، ما روي عن الحجاج بن عمر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أيحسب أحدكم إذا قام من الليل كله أنه قد تهجد! إنما التهجد الصلاة بعد رقدة ثم الصلاة بعد رقدة ثم الصلاة بعد رقدة"
وفي تفسير القرطبي ورد أن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التهجد كانت بعد رقدة يسيرة، والتهجد التيقظ بعد رقدة، فصار اسمًا للصلاة؛ لأنه ينتبه لها، وهو رأي الأسود، وعلقمة، وعبد الرحمن بن الأسود، وغيرهم.
وفي تفسير قوله تعالى "إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا" قالت عائشة، وابن عباس أيضًا، ومجاهد: "إنما الناشئة القيام بالليل بعد النوم. ومن قام أول الليل قبل النوم فما قام ناشئة.
والخلاصة أن صلاة التهجد أفضل ثوابًا إن كانت بعد نوم، وهي صحيحة إن لم تكن بعد نوم.
فوائد صلاة التهجد
يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن فوائد صلاة التهجد: "إنَّ أقربَ ما يَكونُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ منَ العبدِ جوفَ اللَّيلِ الآخِرَ فإنِ استطعتَ أن تَكونَ مِمَّن يذكرُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ في تلكَ السَّاعةِ فَكُن فإنَّ الصَّلاةَ مَحضورةٌ مشهودةٌ إلى طلوعِ الشَّمسِ".
ولأن صلاة الليل لها مزايا لا تتوفر في غيرها، فإن من يلتزم عدد ركعات صلاة التهجد يوميًا ولو بركعتين فقط يتحقق لديه ما يلي:
- يكون من خاصة عباد الله تعالى، والذين قال فيهم "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ".
- يؤدي شكر نعم الله تعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم "أفلا أكون عبدًا شكورًا".
- تزيد نعم الله عليه وخيرات الدنيا لقوله تعالى "ولئن شكرتم لأزيدنكم".
- تقوية العبد على نفسه الأمارة بالسوء، وخاصة في صلاة التهجد لأنها تأتي بعد نوم قصير، ما يعني مقاومة رغبة النفس في استكمال النوم لقوله تعالى "كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ".
- العبادة بخشوع والبعد عن الرياء لأن صلاة التهجد تكون في جوف الليل والناس نيام.
- تعد صلاة التهجد أفضل صلاة بعد الفريضة لقول النبي صلى الله عليه وسلم "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".
- اغتنام أشد وأكثر أوقات استجابة الدعاء وهو الثلث الأخير من الليل إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم "ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له".
