جدل في الأوساط الأكاديمية بسبب انسحاب جامعة زيورخ السويسرية من تصنيفات الجامعات.. ما القصة ؟
شكل قرار انسحاب جامعة زيورخ السويسرية من تصنيفات الجامعات، جدل كبير في الأوساط الجامعية الدولية والمصرية، إذ قررت الجامعة الانسحاب من تصنيف التايمز البريطاني وعدم التقديم بالأوراق العام المقبل وذلك لأن الجامعة تري أن الانخراط في التصنيفات يضع ضغوط على الجامعات لنشر أبحاث لا فائدة منها ويفرغ البحث العلمي من مضمونه.
انسحاب جامعة زيورخ السويسرية من تصنيفات الجامعات
وتعد جامعة زيورخ السويسرية واحدة من أفضل 100 جامعة عالميا، فقد حصلت في التصنيف الأخير لعام 2024 على المرتبة 80 بين أفضل الجامعات في العالم، ويعد من أبرز خريجي الجامعة في مجال الدكتوراه البرت أينشتين الذي حصل على الدكتوراه من جامعة زيورخ.
وأعلنت جامعة زيوريخ الانسحاب من تصنيف جامعة تايمز للتعليم العالي العالمي، مؤكدة أنه لطالما كانت فوائد التصنيف وتأثيره على عالم الأوساط الأكاديمية موضوع نقاش مثير للجدل، متابعة: تركز التصنيفات عمومًا على المخرجات القابلة للقياس، والتي يمكن أن يكون لها عواقب غير مقصودة، مثل جعل الجامعات تركز على زيادة عدد الأبحاث بدلًا من تحسين جودة محتواها.
وأكدت الجامعة في بيان عبر موقعها الرسمي، أنه على الرغم من أن التصنيفات ترمي إلى قياس إنجازات الجامعات المتنوعة في التدريس والبحث بشكل شامل، فإنها لا تستطيع أن تفعل ذلك لأنها تقلل المؤشرات إلى درجة وتركز على المعايير الكمية، متابعة: ونتيجة لهذه الأساليب المتضاربة، قررت أنها لن تقدم بعد الآن بيانات لتصنيف التايمز البريطاني.
وشددت الجامعة، على أن جودة التعليم هي جودة العملية التعليمية وجودة الخريج وجودة البحث العلمي القابل للتطبيق، مؤكدة أنها هي أحد الموقعين على الاتفاقية الدولية لإصلاح تقييم البحوث التي تتولى تنسيقها منظمة Science Europe، ورابطة الجامعات الأوروبية ومنظمات أخرى، إذ يتم التركيز على الجودة وليس الكمية.
ودفع هذا الأمر العديد من الأكاديميين المصريين والباحثين للتساؤل عن فائدة وجود الجامعات المصرية والتسارع للانضمام لتك التصنيفات العالمية.
ومن جانبه، علق الدكتور محمود السعيد نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، على انسحاب جامعة زيورخ من تصنيفات الجامعات، مشيرا إلى أن جامعة زيورخ كما هو واضح في إعلان الانسحاب، انسحبت من تصنيف واحد فقط وهو تصنيف التايمز البريطاني THE وليس كل التصنيفات الدولية كما يقال على صفحات التواصل.
وأوضح السعيد في منشور له عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، أن جامعة زيورخ السويسرية انسحبت من تصنيف التايمز اقتناعا منها بعدم جدواه وفساد منهجيته في القياس حيث أنه يعتمد على الكم وليس الكيف، مؤكدا أن التصنيفات الدولية كثيرة وتعتمد على مؤشرات قياس أداء تختلف من تصنيف لآخر، بعض منهجيات القياس فيها لا تصلح لقياس حقيقي، ولكن هناك تصنيفات أخرى جيدة مثل تصنيف شانغهاي الصيني وتصنيف كيو أس البريطاني.