بيضاء بلا شعاع.. شمس ليلة القدر و4 علامات أخرى يوضحها عمرو خالد
يراقب المسلمون شمس ليلة القدر صبيحة كل يوم من العشر الأواخر من رمضان وخصوصًا صبيحة الأيام التالية لـ الليالي الوترية، ووفقا للإمام ابن باز رحمه الله، تُرى ليلة القدر بالعين لمن وفقه الله سبحانه وتعالى لذلك، حيث رؤية علامات ليلة القدر بأماراتها الواردة في السنة النبوية، وهو ما كان يجتهد في تحريها صحابة النبي ﷺ، وفي حال لم يُوفق العبد لرؤية علامات ليلة القدر يُكتب له أجرها إذا ما صادف قيامه في العشر الأواخر من رمضان قيام ليلة القدر ذاتها.
شمس ليلة القدر
تعد شمس ليلة القدر واحدة من أبرز علامات تلك الليلة المباركة، ووفقا لدار الإفتاء المصرية فقد اقتضت الحكمة الإلهية إخفاء ليلة القدر ليجتهد المسلمون في طلبها في العشر الأواخر من رمضان، فيزداد لهم الأجر والثواب طوال هذه الأيام، فعن عبادة بن الصامت قال: خرَج النبي صلى الله عليه وسلم ليُخبِرَنا بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى رجُلانِ من المسلمين، فقال: «خرجتُ لأُخبِرَكم بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى فلانٌ وفلانٌ؛ فرُفِعتْ! وعسى أنْ يكونَ خيرًا لكم؛ فالْتمِسوها في التَّاسعةِ والسَّابعةِ والخامسةِ».
ونظرا لإخفاء وقتها المعلوم، يجتهد المسلمون في تحري ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان وتحديدا في الليالي الوترية من غروب الشمس حتى طلوع الفجر، وبعد مطلع الفجر ينتظرون شروق الشمس لمراقبة علامات ليلة القدر حتى يتأكدوا من أن قيامهم ودعائهم صادف هذه الليلة المباركة المشهودة لهم بنزول الملائكة ونزول القرآن فيها.
ومن جانبها أوضحت دار الإفتاء المصرية، شكل شمس ليلة القدر، فلا شعاع لها، كما ورد عن أُبَى بن كعب في ذكر علامة ليلة القدر كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه أن أَمَارَتَهَا «أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا»، وفى بعض الأحاديث: «كَأَنَّهَا طَسْتٌ حتى ترتفع» ومعنى طست أي من نحاسٍ أبيض دلالة على صفائها.
علامات ليلة القدر
وبخلاف شمس ليلة القدر، هناك علامات ليلة القدر الأخرى، فهي ليلة سلام يكثر فيها نزول الملائكة الذي يدعون بالخير، ويؤمِنون على دعاء المسلمين، كما إنها ليلة سالمة من الشرور والشياطين، ولذلك فإن من علامات ليلة القدر الروحانية أن يشعر المسلم بالرغبة في العبادة والاستزادة من القيام وتلاوة القرآن مع الشعور بالسكينة والاطمئنان والرضا.
ومن جانبه قال الدكتور عمرو خالد الداعية الإسلامي، أن هناك 4 علامات أساسية ضمن علامات ليلة القدر، والعلامة الأولى إنها ليلة وترية من العشر الأواخر من رمضان كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف، والعلامة الثانية إنها ليلة سكينة وصفاء روح عجيبة لنزول الملائكة فيها، والعلامة الثالثة علامة شمس ليلة القدر حيث تشرق بيضاء بلا شعاع، وأما العلامة الرابعة والأخيرة هي صفاء السماء بدون أي سحب.
وقال الحسن قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة القدر: «إِنَّ مِنْ أَمَارَاتِهَا: أَنَّهَا لَيْلَةٌ سَمْحَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، تَطْلُعُ الشَّمْسُ صَبِيحَتَهَا لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ»، وقال عبيد بن عمير: كنت ليلة السابع والعشرين في البحر، فأخذت من مائِه، فوجدته عذبًا سلسًا، ويطلع القمر مثل شق جفنة لا ترى فيها بنجم أي لا ترى فيها الشهب التي ترسل على الشياطين.
هل اليوم ليلة القدر
وطول العشر الأواخر من رمضان، يتساءل العديد من المسلمين، هل اليوم ليلة القدر؟ فلا ينبغي الانشغال بـ علامات ليلة القدر أكثر من الانشغال بالاجتهاد في ليلة القدر ذاتها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وفي رواية أخرى: من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
أي أن المطلوب في ليلة القدر هو القيام إيمانا واحتسابا، وتحري ليلة القدر يكون في العشر الأواخر من رمضان وفي الليالي الوترية تحديدا، وإذا ما صادف اجتهاد المسلم بقيامه ودعائه وجميع عباداته ليلة القدر كتب له الأجر والثواب حتى ولو لم يرى علامات ليلة القدر، وهو رأي الإمام ابن باز رحمه الله.
وقد ثبت عن النبي ﷺ ما يدل على أن من علاماتها طلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، وكان أبي بن كعب يقسم على أنها ليلة سبع وعشرين ويستدل بهذه العلامة، والراجح أنها متنقلة في ليالي العشر كلها، وأوتارها أحرى، وليلة سبع وعشرين آكد الأوتار في ذلك، ومن اجتهد في العشر كلها في الصلاة والقرآن والدعاء وغير ذلك من وجوه الخير أدرك ليلة القدر بلا شك وفاز بما وعد الله به من قامها إذا فعل ذلك إيمانا واحتسابا.
هذا وقد انقضت ليلة 21 رمضان، وليلة 23 رمضان، ومازالت هناك ثلاث ليالي وترية أخرى متبقية، حيث ليلة 25 رمضان والتي تبدأ بغروب شمس اليوم الأربعاء الموافق 3 أبريل 2024 وتنتهي بفجر يوم الخميس 4 أبريل 2024، وبعدها تأتي ليلة 27 رمضان بغروب شمس يوم الجمعة الموافق 5 إبريل 2024، وتنتهي بفجر يوم السبت 6 أبريل، وأخيرا ليلة 29 رمضان الليلة الوترية الأخيرة، وتبدأ بمغرب يوم الأحد 7 إبريل 2024، وتنتهي بفجر يوم الاثنين 8 أبريل 2024.
كرامات ليلة القدر
ليلة القدر ليلة عظيمة متعددة الفضائل، ففيها تقدر الأرزاق والآجال وحوادث العالم كلها فيكتب الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، السعداء والأشقياء، والعزيز والذليل وما أراده الله في تلك السنة، ووفقا لجمهور أهل العلم، فقد يختص الله عز وجل بعض خلقه بـ كرامات ليلة القدر من خلال رؤية علاماتها عيانا أو في المنام.
كما حدث هذا لبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، روى ذلك البخاري وغيره من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رجالًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رأوا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر".
وقال أحمد بن عطاء الله السكندري رحمه الله تعالى في كتابه لطائف المنن: وإذا كانت ليلة القدر أخبر، أي الشيخ ابو العباس رضي الله عنه، بها أصحابه ودعا فيها بمقدار ما يدعو كل ليلة ثلاث مرات، وكان يقول: أوقاتنا كلها والحمد لله ليلة قدر، ومن كرامات ليلة القدر:
- مغفرة الذنوب.
- العتق من النار.
- الفوز بالجنة.
- استجابة الدعاء.
- إنزال البركات والخيرات.
- التقرب من الله.
- الشعور بالسكينة النفسية.
- الطمأنينة القلبية.
