الأحد 22 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في حب آل البيت- الإمام الحسين بن علي

الأربعاء 03/أبريل/2024 - 11:22 م

نحن اليوم على موعد مع الإمام الشهيد، ابن الإمام الشهيد، سيد شباب الجنة، إمام العلماء، وإرث العلم، ثاني السبطين لرسول اللهﷺ.
فهو خيار من خيارـ فجده النبي الكريمﷺ، وجدته السيدة خديجة رضى الله عنها، وأبوه على بن أبى طالب كرم الله وجهه، وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول اللهﷺ، وعمه جعفر بن أبي طالب، وخالته أم كلثوم ورقية وزينب بنات سيدنا المصطفى النبي الكريمﷺ، وأخوه الحسن.
فعند ولادته حملته البتول فاطمة الزهراء إلى سيدنا محمد ﷺ، الذي استبشر به خيرا، ومزج ريقه بريقه، ويوم سبوعه عق عنه بكبش، وحلق رأسه وتصدق بزنته فضة، وأذن في أذنة ودعا له.
وسماه عليا حربا لميل العرب إلى الشجاعة، ولكن الرسولﷺ أسماه الحسين، كما سمى أخاه من قبل الحسن، وقالﷺ: (حسين سبط من الأسباط)، وألقاب الحسين عديدة وكنيته أبو عبد الله.
فالحسين كان أكثر الناس شبها برسول اللهﷺ، وهو من تربى في بيت النبوة، ونال الرعاية والعناية، لذا ورث عن جده ﷺ الشجاعة وقول الحق والإيثار، وقوة الشخصية، والتضحية والفداء، وهبه الله نور البصيرة، والفطنة وسرعة الحفظ، والبلاغة والفصاحة، وحسن البيان، وسعة في العلم، فقد كان عالما فقيها يقبل الناس على مجلس علمه ويتكاثرون، لورعه وتقواه ورعايته لأحكام الدين وقال ﷺ: (حسين منى وأنا من حسين، أحب الله من أحب الحسين)، لذا حظي بمنزلة كريمة وعظيمة عند صحابة سيدنا رسول الله ﷺ مع أخيه الحسن من الإجلال والتوقير لحبهم لحبيبهم سيدنا محمد ﷺ. 
وتكثر كتب السيرة من مواقفه وخطبه وأقواله وكرمة ورفيع خصاله لا يتسع هذا المقام لذكرها، ولكننا سننقل إحداها إذ قال: (الحلم زينة، والوفاء مروءة، والصلة نعمة، والاستكثار صلف، والعجلة سفه، والسفه ضعف، والغلو ورطة، ومجالسة أهل الدناءة شر، ومجالسة أهل الفسوق ريبة). 
فقد شهد الحسين مع أبيه موقعة الجمل ثم موقعة صفين، ثم قتال الخوارج، وكانت له مواقفه التي تدل على شجاعته وجسارته، واستمر بجوار والده حتى استشهد سيدنا علي.
وجرأته في الحق جعلته يغضب من أخوه الحسن عندما تنازل عن الخلافة لمعاوية وبايعه حقنا لدماء المسلمين، فقد أراد الحسن أن يوقف الشقاق والخلاف في الأمة الإسلامية، وأن يجمع شتات تفرقها، وذكر له الحسن قول جدة ﷺ: ( إن ابنى هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين)، وهنا انصاع الحسين لموقف أخيه بعدما كان يريد القتال ورفض مبايعة الناس له بعد انسحاب الحسن وتصالحه مع معاوية، ولما استقرت الأمور لمعاوية كانا يذهبا معا إليه ويبالغ في كرمهما والبذل لهما حتى توفي الحسن، كان يفد إليه الحسين حتى توفي معاوية، وبعث إلى والي المدينة أن ياخذ البيعة من الحسين وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير الذي خرج مع أهله بدون مبايعة يزيد.
أما الحسين الأسد الجسور رفض مبايعة يزيد بن معاوية، وقرر الخروج من المدينة والذهاب إلى مكة الذي مكث فيها أربعة أشهر يرسل رسله، ولكنه خشى أن تدنس الحرب قدسيتها، فقرر الذهاب إلى الكوفة على رغبة وصية ابن عمه مسلم بن عقيل، الذي سبقه إلى الكوفة، ولكن يزيد أرسل بعد علمه عن تحركاتهم إلى بن زياد وإلى البصرة بالتحرك إلى هناك وأخذ الشدة مع كل أنصار الحسين، وقتل مسلم ومن معه وبعث برؤوسهم إلى يزيد بن معاوية.
وذهب عبد الله بن عباس إلى الحسين ينشده الرحم أن يرجع وقال له: (إنك تأتي قوما قتلوا أباك، وطعنوا أخاك وما أراهم إلا خاذلينك)، ولقي الحسين الفرزدق الشاعر المعروف في طريقة وقال له قولته المشهورة: ( قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بني أمية، والقضاء ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء)، فقال له الحسين صدقت لله الأمر والله يفعل ما يشاء.
وفي طريقة علم بمقتل مسلم وانشده أصحابه الرجوع فليس في الكوفة من ناصر، ولكنه قال لا خير في العيش بعد هؤلاء، ولكنه خير أصحابه في المضي معه أو الانصراف عنه، وانقسم الجمع بين مؤيد للرجوع لأن أهل العراق غدارين، ولم ينصروا عليا ولا الحسن، ومنهم من أراد أن يواصل المسير فالعراق شيعة عليا كما يدعون ولابد من قتال يزيد، وفريق ثالث وقف في الوسط، وسار الحسين حتى وصل إلى كربلاء.
والتقى مع جيش الحر بن يزيد ومعه ألف فارس وخطب فيهم وذكرهم بما غاب عنهم ولم يحدث أي قتال بينهما، وفي اليوم التالي جاء جيش قوامه أربعة آلاف بقيادة عمرو بن سعد بن أبي وقاص، أرسله بن زياد والي البصرة وتحاور حوارا طويلا وكتب الرسائل إلى ولاتهم وكادت كربلاء لا تحدث لولا أن الشيطان شمر بن ذي الجوشن من أوعز إلى قلب ابن زياد وأرسل لقائد جيشه وقال له في رسالته: (أنهم أن استسلموا فابعث بهم إلى، وأن هم فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم فانهم لذلك مستحقون، فإن قتل الحسين فاوطىء الخيل صدره وظهره فإنه عاق شاق قاطع ظلوم، فإن أنت مضيت لأمرنا جازيناك جزاء السامع المطيع، وإن أنت أبيت فاعتزل جندنا وخل بن شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر والسلام).
ودارت رحى الحرب والحسين ليس معه سوى ثلاثين فارسا وأربعين رجلا وكانوا شجعان ودارت المبارزة وكانت الغلبة لهم أمام تلك الحشود الشيطانية، حتى صاح فيهم عمر بن الحجاج اتدرون من تحاربون، وهنا ضربوا أصحاب الحسين بالنبل حتى عقروا الخيل واستشهد كل أصحاب الحسين، وهم لا يريدون قتل الحسين حتى صاح شمر فيهم أن يقتلوه فضربه زرعة بن شريك على يديه فقطعها، وضربه آخر على وجهه، وطعنوه بالرماح أكثر من 33 طعنة و34 ضربة بالسيف غير ضربات النبال والسهام، ونزل سنان النخعي فاجتز رأسه الشريف، واخذوا ملابسه حتى كاد يصبح عاريا، ثم وطئت الخيل جسدة وفعلوا بها كما أمرهم بن زياد لعنه الله.
وستظل مأساة كربلاء نقطة مظلمة لمن سمحت لهم نفوسهم وعقولهم وأيديهم التطاول على حبيب رسول الله، وسيد الشهداء. 
وفي أرضنا الطيبة التي تحتضن الرأس الشريف، يهرع المصريين جميعا إلى زيارته لمقامة الشريف تبركا وحبا لنبينا الرسول الكريم.

تابع مواقعنا