هنزرعها بعون الله.. إسرائيل تستهدف صاحب مبادرة لمواجهة المجاعة في شمال غزة
منذ 7 أكتوبر الماضي، وعلى مدار أكثر من 180 يومًا على بداية الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، وفرضها لحصار كامل على القطاع، بات يواجه غزة خطر المجاعة بعد حظر دخول الطعام والمواد الغذائية، حيث خرج يواف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، بعد يومين من عملية طوفان الأقصى، قائلًا: لقد أمرت بفرض حصار كامل على غزة، لن يكون هناك كهرباء ولا طعام، نحن نقاتل حيوانات بشرية ونتصرف وفقا لذلك.
بات أهالي شمال غزة على حافة المجاعة؛ فمن لم يستشهد من القصف وكُتبت له النجاة سيموت من الجوع، الأمر الذي جعل الشاب يوسف أبو ربيع، مهندس زراعي، يفكر في طرح مبادرة لإنقاذ أرواح شعبه تقوم على تقديم بعض بذور المحاصيل للناس، وزراعتها، وهو ما لاقى إقبالا كبيرا من المزارعين والمواطنين على حد سواء، كما أنها تقوم أيضًا على حث المزارعين على عودتهم لإحياء أراضيهم الزراعية، رغم تعرضها للتدمير والقصف.
يقول المهندس الزراعي، صاحب الـ 24 ربيعًا، وهو واحد من قاطني بيت لاهيا، ومتخصص في الإنتاج النباتي، إنه يمتهن الزراعة من قبل ترك الحياة الدراسية، حيث يعمل بالقطاع الزراعي مع عائلته ووالده، مضيفا: دخلت هذا التخصص عن حب وشغف للتغيير والتطوير في عالمنا الزراعي، وحتى الحرب كنت أعمل بالزراعة.. المبادرة بالنسبة لي ليست مبادرة فقط، بل هي مبدأ أساسي في حياتنا وموجودة داخلنا، وكوني مزارعا أو كمهندس زراعي واجبي ولازم أؤدي رسالتي تجاه شعبنا، لمواجهة المجامعة التي يعاني منها شمال القطاع في ظل الحرب المستمرة والحصار منذ 6 أشهر.
مجاعة شمال غزة
ويتابع الشاب، خلال حديثه مع القاهرة 24: أغلب أو كل الناس عاشت في الفترة السابقة وما زالت تعيش على نبتة وأعشاب الخبيزة وغيرها من الحشائش، بسبب الجوع والتي قد تكون ضارة للصحة.. ولكن هذا هو الحال الذي أصبح عليه شمال غزة.
«هنزرعها بعون الله».. شعار أطلقه يوسف على مبادرته، التي لم يكتب لها الانطلاق بشكل أكبر، حيث استهدف الاحتلال منزل صاحبها لإيقافه، ففي الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء، استيقظ الشاب وعائلته على استهداف لمنزله، ساردًا: كنا شغالين على المبادرة وباليوم اللي كنا راح ننطلق فيه استهدفنا الاحتلال في منزلنا المقصوف مسبقًا، ونجونا بأعجوبة.
وأُجبر الشاب على وقف نشاطه مؤقتًا على الرغم من جمعه الشتلات والبذور اللازمة للزراعة لمساعدة ودعم أهالي شمال غزة، ولكنه وقف مؤقت، مردفًا: سأوقف هذا النشاط مؤقتًا لأنه تم استهدافي اليوم بشكل مباشر في البيت والله سلمني أنا وعيلتي.. ما بدي أعرض الناس لخطر في الفترة الحالية، الاستهداف يدل على أنهم ما بدهم نكمل ولا ننتج ولا نزرع.. ولكن بعون الله راجعين.
