المفتي يوضح علامات الظواهر المناخية المرتبطة بصبيحة ليلة القدر
قال الأستاذ الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الله تعالى منَّ على الأمة المحمدية بليلةٍ ساطعةِ النور، جليلةِ القدر، عظيمةِ الأجر، عظيمةِ الثواب، عامةِ البركة، شاملةِ الرحمة، إنها ليلة القدر.
جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، مضيفًا فضيلته أن لله سبحانه وتعالى أيامًا مباركة حثنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نغتنمها ونتعرض لها، ومن بينها ليلة القدر التي وصفها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم فقال{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]، ففيها أُنزل القرآن الكريم، وفيها تتنزل الملائكة والرحمات على العباد الطائعين، وفيها تكتب الأعمار والأرزاق للعام القادم.
وحث مفتي الجمهورية المسلمين جميعًا على تحري ليلة القدر واغتنام وقتها بمختلف الطاعات والعبادات كقيام الليل وقراءة القرآن والذكر لأن فيها تغفر الذنوب، كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: «مَن يَقُمْ ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه".
وأشار فضيلته إلى أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد أرشدنا إلى تحري ليلة القدر في هذه الأيام المباركة خاصة في الليالي ذات الأعداد الفردية، وهي ليلة مشهودة يحصل فيها مزيد اتصال بين العباد وربهم سبحانه، وهي ليلة بدء نزول القرآن الكريم على قلب النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي ليلة سلام تنزَّل الملائكة فيها بالبركة والرحمة؛ فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، أخبرنا عن ليلة القدر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هِيَ فِي رَمَضَانَ الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ؛ فَإِنَّهَا وِتْرٌ: فِي إِحْدَى وَعِشْرِينَ، أَوْ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ، فَمَنْ قَامَهَا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ».
علامات الظواهر المناخية التي ترتبط بصبيحة هذه الليلة
وردًّا على سؤال عن علامات الظواهر المناخية التي ترتبط بصبيحة هذه الليلة قال فضيلة مفتي الجمهورية: تحدَّث العلماء عن بعض الظواهر المناخية التي تحدث صبيحة ليلة القدر وليلتها، ولكن الأهم هو الشعور بالسلام النفسي والطمأنينة واستنارة القلب والإقبال على الله بالعبادة والخشوع والتضرع.
وعن دعاء ليلة القدر، قال فضيلة المفتي: لقد ذكرت أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: "يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال عليه الصلاة والسلام وعلى آله: قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني".
واختتم فضيلته حواره بالتأكيد على ضرورة طلب الكسب الحلال لارتباطه الوثيق بالدعاء المستجاب؛ خلال ردِّه على أسئلة المشاهدين، مشيرًا إلى أهمية دعوة الصائم وفضلها، وأنه لا مانع من دعاء الصائم لنفسه وللغير.