الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بعد وصفه بالويب المظلم.. إلى أي مدى يمكن الاعتماد على أمان تليجرام؟

تطبيق تليجرام
تقارير وتحقيقات
تطبيق تليجرام
الأحد 07/أبريل/2024 - 12:04 ص

بعدما شنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس هجومًا مباغتًا يوم السابع من أكتوبر من العام الماضي على مدن الاحتلال الإسرائيلي، المدجج بآلة استخباراتية لا يشق لها غبار، ما أودى بحياة أكثر من 1200 شخص، واحتجاز أكثر من 240، وفقًا للسلطات الإسرائيلية، أُثير جدل كبير بشأن آلية المراوغة التي اعتمدت عليها الفصائل الفلسطينية منذ تلك اللحظة حتى اليوم، بعد مرور 6 أشهر.

كذا نشرت وسائل إعلام روسية، مقطع فيديو يظهر اعترافات أحد المشتبه بهم في تنفيذ هجوم موسكو الذي وقع مساء جمعة 22 مارس، وأودى بحياة أكثر من 100 شخص، وقال المحتجز فريدون شمس الدين، إنه وصل من تركيا يوم 4 مارس الحالي وتم تجنيده عبر تطبيق تليجرام قبل شهر تقريبا من الحادثة.

فيما أثارت صحيفة فايننشال تايمز جدلا عن استخدامات تليجرام، معتبرة أنه يقع في مكان معقد بين كونه عملاقا في وسائل التواصل الاجتماعي ووصفه بأنه جزء من الويب المظلم الجديد، والداعم الأساسي لتحرك الحركات المسلحة بحريتها ضد أعتى الجيوش النظامية.

 

حكاية التصنيف

يرى خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات هشام الناطور، أن تليجرام لا يمكن تصنيفه كتطبيق آمن بسبب الشكوك التي تدور حول قدرة اطلاع موظفيه على رسائل المستخدمين، وانتشار المحتوى غير القانوني ونشر المعلومات المضللة.

في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، الناطور يقول إن تليجرام لديه ميزة إخفاء الهوية، ما يعطي المستخدم أمانا أكثر ويصعب الوصول إلى صاحب الحساب، بالإضافة إلى منحه حرية إنشاء قنوات وهمية للجماعات المسلحة لتضليل الجيوش النظامية.

تليجرام كذلك يمكن أن:

  • يساعد الجماعات المسلحة -مثل حركة المقاومة الفلسطينية حماس- على نشر المعلومات عبر قنواته التي تضم عددا كبيرا من المتابعين؛ كذا يساعدهم على تجنيد أعضاء جدد.
  • يمكّن الجماعات المسلحة من إثارة ذعر وقلق المدنيين، عن طريق نشر الصور والفيديوهات العنيفة، إذ إن قيود المحتوى على تليجرام قليلة مقارنة ببقية البرامج الأخرى.

 

آلية العمل

يضيف الناطور، أن تليجرام يقدم ميزة الدردشة السرية التي تقدم مستوى أعلى من الأمان، كما يقدم رسائل توفر خصوصية أكثر مثل الرسائل المؤقتة ذاتية التدمير، منوها إلى أن هذه الميزة تتوافر الآن في واتساب أيضًا.

يوفر التليجرام أيضا خاصية تخزين البيانات على هواتف المستخدمين وليس على خوادم المنصة، ما يصعب على السلطات الوصول لهذه البيانات، لكن هذه الميزة تمثل نقطة ضعف فعند اختراق أجهزة المستخدمين، يمكن الوصول لرسائل التليجرام حتى مع وجود التشفير.

خبير تكنولوجيا المعلومات، يستغرب من اعتقاد بعض المستخدمين أن تليجرام يحمي خصوصياتهم، مُذكرًا بـ تسريبات حدثت في الماضي لموظفي تليجرام أدت إلى الكشف عن بيانات مستخدمين.

فيما يلفت الناطور إلى أنه في بعض الحالات يتعاون موظفو تليجرام مع السلطات لتقديم بعض بيانات المستخدمين، فكل هذا يجعلنا نعرف أن تليجرام ليس تطبيقًا آمنًا بالشكل الذي يُروج له.

 

الويب المظلم الجديد

بينما يتفق حسين العمري أستاذ علم الحاسوب وخبير تكنولوجيا المعلومات، مع صحيفة فايننشال تايمز، بأن تليجرام يقع في مكان معقد بين كونه عملاقا في وسائل التواصل الاجتماعي ووصفه بأنه جزء من الويب المظلم الجديد، فكلا الوصفين يعكس جوانب مختلفة من الطريقة التي يُستخدم بها، وهو يستخدم لمجموعة واسعة من الأغراض، بما في ذلك:

- التواصل الشخصي من خلال الرسائل النصية، الصوتية، والفيديو.
- تشكيل مجموعات وقنوات لمشاركة الأخبار، الهوايات، الاهتمامات، والدعم المتبادل.
- استخدامه في الأعمال لتواصل الفرق العملية ودعم العملاء.
- تبادل الملفات والوسائط بسهولة وبحجم كبير نسبيًا مقارنة بمنصات أخرى.

يعتقد العمري أن وصف تليجرام بأنه الويب المظلم الجديد ينبع من استخدامه في أنشطة غير قانونية أو مشبوهة، مثل:
- نشر وتبادل المحتوى غير القانوني أو المواد المحظورة.
- استخدامه من قبل مجموعات متطرفة للتواصل ونشر دعاياتها.
- بيع وشراء البضائع والخدمات غير القانونية في بعض المجموعات الخاصة أو السرية.

مثل هذه الأنشطة تعكس جانب الخصوصية والأمان الذي يوفره تليجرام، ولكنها أيضًا تثير مخاوف بشأن كيفية استغلال هذه الميزات لأغراض مشبوهة أو غير قانونية.

 

هل يمكن الاعتماد على أمان تليجرام؟

ويوضح العمري في حديثه لـ القاهرة 24، أن تليجرام يمكن أن يُوصف بكلا الوصفين بناءً على السياق، ما يشير إلى الحاجة لتوازن دقيق بين حرية الاستخدام والرقابة لمنع الإساءة.

ويؤكد العمري وجود تحذيرات ودراسات نشرت في الفترة الأخيرة تشير إلى استخدام تطبيق تليجرام في بعض الأنشطة الإجرامية، بما في ذلك الجرائم المتعلقة بالمواد الإباحية والإرهاب، مرجعًا الأمر لأسباب عدة، من بينها:

-الخصوصية والتشفير: تليجرام يقدم ميزات خصوصية قوية، بما في ذلك الرسائل المشفرة من طرف إلى طرف في الدردشات السرية، هذا يجعل من الصعب على السلطات تتبع الاتصالات والتدخل فيها.

-القنوات والمجموعات: يتيح تليجرام إنشاء قنوات ومجموعات يمكن أن تضم عددا كبيرا من المشتركين، هذه الميزة يمكن أن تُستخدم لنشر المواد الإباحية أو المحتويات الإرهابية بين عدد كبير من الأشخاص بسرعة.

-صعوبة الرقابة: بسبب طبيعة التشفير وسياسات الخصوصية التي يطبقها تليجرام، يصعب على الشركة والسلطات مراقبة المحتوى المنتشر والتدخل بسرعة لإزالة المحتويات غير القانونية أو المسيئة.

-استخدامه بواسطة مجموعات متطرفة: إذ رصد استخدام تليجرام من قبل مجموعات متطرفة للتواصل بين أعضائها ونشر دعاياتها وتجنيد أعضاء جدد، وهذا الاستخدام يثير قلق الحكومات والمنظمات الأمنية حول العالم.

-التحديات القانونية والتنظيمية: قد تجد السلطات صعوبة في التعاون مع تليجرام للحصول على معلومات عن المستخدمين المشتبه بهم بسبب قوانين الخصوصية ومقر الشركة الرئيسي الذي قد لا يخضع لنفس القوانين والتنظيمات المحلية.

-التحديات الأمنية: على الرغم من التزام تليجرام بالأمان، كان هناك بعض النقاشات حول مدى قوة التشفير والخصوصية التي يوفرها مقارنة بمنصات أخرى مخصصة أكثر للأمان.

وينبه أستاذ علم الحاسوب إلى أنه رغم هذه المخاوف، يجب التأكيد على أن تليجرام، مثل أي تقنية أو منصة اتصال، له استخدامات مشروعة وإيجابية كثيرة، وأن الغالبية العظمى من مستخدميه تستخدمه بطريقة قانونية ومنتجة، معتبرًا أن القضية تكمن في كيفية إيجاد توازن بين حماية الخصوصية والحريات الفردية وبين الحاجة إلى الأمان والحماية من الجرائم.

 

كيف يرى تليجرام نفسه؟

يضيف العمري أن تليجرام يروج لنفسه دائمًا كمنصة تضمن خصوصية المستخدمين وأمان بياناتهم لاشتماله على ميزات، أهمها:

- التشفير: يقدم التشفير من طرف إلى طرف في الدردشات السرية، ما يعني أن رسائلك لا يمكن قراءتها إلا من قبلك والطرف الآخر.

- تدمير الرسائل ذاتيًا: في الدردشات السرية، يمكنك ضبط الرسائل لتدمير نفسها بعد فترة زمنية معينة، مما يضمن عدم بقائها للأبد.

- التحقق بخطوتين: يوفر خاصية التحقق بخطوتين لزيادة أمان الحساب، حيث يتطلب كلمة مرور إضافية للدخول إلى التطبيق.

- الخصوصية في القنوات والمجموعات: يمكن إنشاء قنوات ومجموعات سرية لا يمكن البحث عنها أو الانضمام إليها إلا بواسطة دعوة.

- الاستقلالية: تليجرام يفخر بكونه تطبيقا مستقلا لم يتم استحواذه من قبل أي من الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا، مما يُعطي بعض المستخدمين ثقة أكبر في استقلاليته والتزامه بالخصوصية.

 

كيفية نتعامل مع تليجرام؟

العمري يشير إلى أن مساحة الأمان التي يوفرها تليجرام يمكن أن تعتمد بشكل كبير على كيفية استخدام المستخدمين للتطبيق، ويوجه نصائح نحو كيفية التعامل مع تليجرام لـ أمان لا يثير التخوفات:

- استخدم الدردشات السرية للمحادثات الحساسة: استخدم التشفير من طرف إلى طرف في الدردشات السرية لضمان أمان تواصلك.

- لا تشارك المعلومات الشخصية: حتى مع وجود تشفير قوي، يجب تجنب مشاركة المعلومات الشخصية الحساسة عبر الإنترنت.

- استخدم التحقق بخطوتين: فعّل خاصية التحقق بخطوتين لإضافة طبقة حماية إضافية لحسابك.

- كن حذرًا مع الروابط والملفات: تجنب النقر على الروابط أو تحميل الملفات من مصادر غير موثوقة لتجنب البرمجيات الخبيثة.

أيضًا استخدم كلمات مرور قوية وفريدة لحسابك في تليجرام وكذلك للتحقق بخطوتين، استخدم كلمات مرور قوية وفريدة لكل منها.

تابع مواقعنا