ذكرى الإبادة الجماعية في رواندا.. تفاصيل كارثة راح ضحيتها 800 ألف شخص
يعتبر اليوم الدولي للتفكر في الإبادة الجماعية التي وقعت في عام 1994 ضد التوتسي في رواندا، هو تذكرة وتوعية بـ الإبادات الجماعية التي حدثت على مر التاريخ، ومحاولة توعية أصحاب الرأي ببث السلام في نفوس البشر وتشجيعهم على السعي دائمًا لإيقاف كل ما هو وحشي وغير آدمي، بوضع إبادة رواندا مثال حي على ذلك، حيث قتل أفراد من الأغلبية العرقية الهوتو في دولة رواندا الواقعة شرق وسط إفريقيا ما يصل إلى 800 ألف شخص، معظمهم من أقلية التوتسي.
ذكرى اليوم الدولي للتفكر في الإبادة الجماعية برواندا
يمر اليوم 30 عامًا على الإبادة الجماعية التي وقعت في دولة رواندا، والتي بدأت على يد القوميين الهوتو في العاصمة كيجالي، ثم انتشرت في جميع أنحاء البلاد بسرعة مذهلة ووحشية، بعد أن تم تحريض المواطنين العاديين من قبل المسؤولين المحليين وحكومة قوة الهوتو لحمل السلاح ضد جيرانهم.
كانت رواندا في التسعينيات دولة صغيرة ذات اقتصاد زراعي كبير، تتمتع بواحدة من أعلى الكثافة السكانية في أفريقيا، وكان نحو 85% من سكانها من الهوتو، والباقون من التوتسي، وهي مجموعة من الأقزام الذين كانوا السكان الأصليين لرواندا، وبعد الحرب العالمية الأولى تفاقمت الأحداث ليجبر الهوتو في النهاية ملك رواندا التوتسي على النفي وأعلنوا البلاد جمهورية، وبعد استفتاء أجرته الأمم المتحدة في نفس العام، منحت بلجيكا الاستقلال رسميًا لرواندا في يوليو 1962.
وفي عام 1990، بعد أن تم تثبيت اللواء جوفينال هابياريمانا، وهو من الهوتو المعتدل، في السلطة، والذي اتهم سكان التوتسي بأنهم متواطئون مع الجبهة الوطنية الرواندية واعتقل المئات منهم فيما بعد، وهي قوات الجبهة الوطنية الرواندية، التي تتألف بشكل رئيسي من اللاجئين التوتسي، الذين غزوا رواندا من أوغندا.
بداية الإبادة الجماعية في رواندا
وفقًا لـ britannica، تم إسقاط طائرة تقل هابياريمانا ورئيس بوروندي سيبريان نتارياميرا فوق العاصمة كيجالي في 6 أبريل 1994، دون ترك ناجين، فلم يتم تحديد هوية الجناة بشكل قاطع على الإطلاق، وألقى البعض اللوم على المتطرفين من الهوتو، في حين ألقى آخرون اللوم على قادة الجبهة الوطنية الرواندية، وفي الوقت نفسه، استأنفت الجبهة الوطنية الرواندية القتال، واشتعلت الحرب الأهلية إلى جانب الإبادة الجماعية، التي أدت لفرار أكثر من مليوني شخص، معظمهم تقريبًا من الهوتو.
انتهت الحملة المخططة بالقتل الجماعي في رواندا، التي وقعت على مدار حوالي 100 يوم في أبريل ويوليو 1994، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 2 مليون من الهوتو، المدفوعين بالدعاية من مختلف وسائل الإعلام، شاركوا في الإبادة الجماعية، وقُتل أكثر من 800 ألف مدني معظمهم من التوتسي، ولكن أيضًا من الهوتو المعتدلين خلال الحملة.