هل يجوز صيام الأيام البيض بنيتين؟.. نية القضاء أولًا أم الستة البيض؟
مع انتهاء شهر رمضان 2024، يكثر التساؤل عن هل يجوز صيام الأيام البيض بنيتين؟، خاصة للنساء، وتطرح معه أسئلة أخرى من قبيل هل أنوي صيام القضاء أولا مع النفل أم أبدأ بنية النفل حال الجمع بين النيتين، ولماذا سميت الست من شوال الأيام البيض، وما معنى الدهر؟.
وعبر القاهرة 24 نجيب عن هل يجوز صيام الأيام البيض بنيتين، وكيفية ترتيب النيات وثواب صيام الأيام البيض وهل يشترط تتابعها ووصلها أم هي متاحة طوال الشهر؟.
هل يجوز صيام الأيام البيض بنيتين؟
أجاب الشيخ عصام شاكر على سؤال هل يجوز صيام الأيام البيض بنيتين؟، إذ قال عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن صحة الجمع بين نية القضاء الواجب وصوم النافلة من المسائل التي اختلف فيها العلماء، والأولى ألا يُشغَل يوم الفريضة بصيام غيرها، ثم إذا أتم العبد الفريضة صام ما شاء من النوافل.
وأوضح للقاهرة 24 أنه يجوز الجمع بين نيتين لمن نوى صيام سُنَّتَين في يوم واحد، كصيام يوم من ست شوال في يوم الاثنين مثلًا.
وأضاف أن مذهب الشافعية يرى أن من صام القضاء في شوال قد حصَّل ثواب ست شوال إذا صام ستًا منه بأي نية؛ لعموم قول سيدنا رسول الله ﷺ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ" أخرجه مسلم.
ولكن هل لدار الإفتاء المصرية رأي آخر فيما يخص صيام الأيام البيض بنيتين؟
في فتوى قديمة، ردت دار الإفتاء على سؤال هل يجوز صيام الأيام البيض مع القضاء، فأجازت جمع نية صوم النافلة مع نية صوم الفرض في شهر شوال، فيقضى ما فاته من رمضان ويكتفى بكل يوم يقضيه عن صيام يوم من الست من شوال.
وأفادت الدار بأن من يجمع بين النيتين يحصل على الأجرين، مستندة في الجميع بين النيتين لما قاله الحافظ السيوطي "ولو صام في يوم عرفة مثلًا قضاء أو نذرًا أو كفارة ونوى معه الصوم عن عرفة، فأفتى البارزي بالصحة والحصول عنهما".
وأوضحت دار الإفتاء أن استدلال العلماء على جواز الجمع بين نيتين، مبني على تقديم نية صيام القضاء أولًا ثم نية النفل، فيندرج صوم النفل تحت صوم القضاء وليس العكس؛ فلا يجوز أن تندرج نية القضاء تحت نية الست من شوال.
ولكن عادت الدار في فتواها الرسمية للتأكيد على أن "الأكمل والأفضل أن يصوم كلًّا منهما على حدة"، وللنساء أن يصمن بنيتي القضاء والنفل معًا، فهل الجمع بين النيتين ينتقص من أجل كلا منهما؟
هل يجوز صيام الأيام البيض مع القضاء؟
ومن أراد صيام الأيام البيض مع القضاء في شهر شوال فهو جائز وفقًا لما أفتت به دار الإفتاء، إلا أن الأكمل والأكثر ثوابًا صيام كل نية على حدا.
ويشتمل شهر شوال على ما لم يشتمل عليه شهر آخر بخلاف ذو الحجة، وهو أن صيام 6 أيام منه تعادل صيام الدهر كله، ولم يتحدد في الحديث الشريف هل يشترط التتابع فيها ووصلها أم يجوز تفريقها طوال شهر شوال؟.
قال الشيخ عصام شاكر، عضو لجنة الفتوى بالأزهر العالمي، إن الفقهاء اختلفوا حول وصلها أو تفريقها، فاستحب الشافعية وصلها من ثاني أيام العيد لقوله صلى الله عليه وسلم "ثم أتبعه"، بينما مذهب أبو حنيفة استحب تفريقها طوال شوال حتى لا يظن الناس أنها من الصوم المفروض.
وأكد أن من يرغب في اتباع إحدى الرأيين فلا حرج عليه، ويحصل امتثال السنة في كلتا الحالتين، ناصحًا كل من عليه قضاء أن يصمه إن استطاع أولا ثم يصم الست من شوال، فصيام أي 6 أيام متفرقة أو مجتمعة في شهر شوال يعادل صيام الدهر كله كما ورد في السنة.
والسؤال الذي يطرح نفسه، ما سبب تسمية الست من شوال بالست البيض، وما الفرق بينها وبين الثلاثة أيام البيض من كل شهر عربي؟.
ثواب صيام الأيام البيض
يحرص الكثيرون على اغتنام ثواب الأيام البيض، والتي يطلق عليها في العرف الستة البيض من شوال، إلا أنه شرعًا وفقهيًا ليست ضمن الأيام البيض.
وقالت دار الإفتاء المصرية في فتوى سابقة، إن الأيام البيض هي الليالي التي يكون فيها القمر بدرًا، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من وسط كل شهر عربي، وسُمِّيَت بذلك لأن القمر يكون فيها في كامل استدارته وبياضه؛ وإنما وُصِفت بالأيام البيض مجازًا.
وأشارت إلى أن الأيام الستة من شهر شوال ليست ضمن الأيام البيض في الاصطلاح الفقهي ولا الشرعي، وشاع هذا المصطلح عليها نسبة لغرة الشهر، فإنَّ الغُرَّة في الأصل بياضٌ في جبهة الفرس، فيجوز تسمية البياض غرة؛ والغرة بياض على جهة المجاز بعلاقة الحالية والمحلية.
وأوضحت أن الأيام من شوال يُندَب صيامُها بعد شهر رمضان ويومِ الفطر؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ".
فضل صيام الأيام البيض
وبعد معرفة هل يجوز صيام الأيام البيض بنيتين أم لا، يبين الشيخ عصام شاكر، فضل صيام الأيام البيض أو الست من شوال ولماذا كان يحث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال إن ثواب صيام الأيام البيض عظيم، وهو يعادل صيام الدهر.
وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على صيامها بعد انتهاء شهر رمضان المبارك والذي يعدل صيامه بصيام 10 أشهر لقول النبي صلى الله عليه وسلم "الحسنة بعشرة أمثالها" وكذلك صيام الست من شوال يثاب على صيامها بعشرة أمثاله، أي وكأن المسلم صام شهرين.
ووفقا لما سبق شرحه، أضاف شاكر أنه لهذا السبب قال النبي صلى الله عليه وسلم أن صيامها كصيام الدهر، أي يُتِم صيام المسلم بعد رمضان ليكمل ثواب صيام عام كامل، وهذا ما اتفق عليه العلماء في معنى كلمة الدهر التي ذكرت في الحديث، والله أعلم.