تكفر الذنوب.. متى نصلي صلاة التسابيح وهل هي بدعة؟
يتساءل كثيرون متى نصلي صلاة التسابيح، هل لها وقت محدد أو أنها متاحة كل وقت مهما كان، وهل هي بدعة ولم تثبت عن النبي، وما الدعاء المناسب لها؟. وعبر القاهرة 24 نعرض تفاصيل متى نصلي صلاة التسابيح وأدلتها من السنة النبوية وعدد من الأدعية المستحبة فيها.
متى نصلي صلاة التسابيح؟
قد لا يعلم البعض كيف ومتى نصلي صلاة التسابيح، وهي صلاة مخصوصة في كيفيتها، وليست من الصلوات المحددة بوقت أو بمناسبة محددة، لكنها مباحة في كل وقت ما لم يكن وقت كراهة.
وحددت دار الإفتاء المصرية أوقات الكراهة التي لا تصلى فيها أي صلاة وهي:
- عند طلوع الشمس إلى أن ترتفع بمقدار رمح أو رمحين.
- وعند استوائها في وسط السماء حتى تزول.
- عند اصفرارها بحيث لا تتعب العين في رؤيتها إلى أن تغرب.
وذهب المالكية إلى أن عدد أوقات الكراهة اثنان: عند الطلوع وعند الاصفرار، أما وقت الاستواء فلا تُكرَهُ الصلاة فيه عندهم.
لذلك يستحب أداء صلاة التسابيح فيما عدا هذه الأوقات الثلاثة، وأفضل أوقاتها الثلث الأخير من الليل، حيث يستجاب فيه الدعاء، كما أن صلاة التسابيح تصلى مرة في اليوم أو في الأسبوع أو حتى مرة واحدة في العام أو مرة في العمر كله كما ورد في الحديث النبوي.
فما صحة الحديث الوارد فيها وهل حدد النبي متى نصلي صلاة التسابيح في حديث صحيح؟.
هل صلاة التسابيح بدعة؟
هل صلاة التسابيح بدعة؟، سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية، إذ قالت إن حديث صلاة التسابيح مروي من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة، وقد أخرج حديثها أئمة الإسلام وحفاظُه، مما يثبت صحة صلاة التسابيح وعدم بدعيتها.
وأكدت أن الشافعية والحنفية والحنابلة اتفقوا على جواز صلاة التسابيح، فيما يرى بعض العلماء أنها غير مستحبة ذهابًا منهم إلى تضعيف حديثها، ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات، منهم الإمام أحمد والحافظ ابن حجر؛ حيث نقل تضعيف حديثها عن ابن تيمية والمزي.
وحسمت القول حول حكم صلاة التسابيح، بأنه "من المقرَّر شرعًا أنه إنما يُنكَر المتفق عليه ولا يُنكَر المختلف فيه، فمن فعل هذه الصلاة وواظب عليها خصوصًا في المواسم المباركة؛ فهو على خير وسُنَّةٍ، ومن أبى ذلك تقليدًا لمن أنكر حديثها فلا حرج عليه بشرط عدم الإنكار على من فعلها؛ لأنه لا إنكارَ في مسائل الخلاف".
وأشارت الإفتاء إلى حديث عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما:
"يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّاهُ، أَلَا أُعْطِيكَ، أَلَا أَمْنَحُكَ، أَلَا أَحْبُوكَ، أَلَا أَفْعَلُ بِكَ عَشْرَ خِصَالٍ، إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ، عَشْرَ خِصَالٍ: أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ، فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا، فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ، فَفِي عُمُرِكَ مَرَّة». رواه البخاري
دعاء صلاة التسابيح
وقد حدد الحديث دعاء صلاة التسابيح في مجموعة أذكار هي "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"، فيما اتفق العلماء وأهل العلم على استحباب الدعاء في السجود بخيري الدنيا والآخرة لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم"أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء في السجود".
ومن الأدعية المستحبة في سجود ركعتي صلاة التسابيح ما يلي:
- يا حي يا قيوم، يا رحمن اغفر لي الذنوب التي تحل النقم، واغفر لي الذنوب التي تُورث الندم.
- اللهم إني أسألك، يا فارج الهم، يا كاشف الغم، مجيب دعوة المضطر، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها، أسألك أن ترحمني برحمةٍ من عندك تُغنني بها عن رحمة من سواك.
- اللهم اغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء، واغفر لي الذنوب التي تمسك مطر السماء، واغفر لي الذنوب التي تُظلم الهواء، واغفر لي الذنوب التي تكشِف الغِطاء.
- اللهم إني أسألك سلامًا ما بعده كدر، ورضى ما بعده سخط، وفرحًا ما بعده حزن.
- أدعوك يا إلهي دعاء من اشتدت به فاقته، وضعفت قوته، وقلت حيلته، دعاء الملهوف المكروب الذي لا يجد كشف ما نزل به إلا منك، فرج عني ما أهمني، وتولى أمري بلُطفك، وتداركني برحمتك وكرمك، إنك على كل شيء قدير.
- اللهم املأ قلبي بكلّ ما فيه الخير لي، اللهم اجعل طريقي مسهلًا وأيامي القادمة أفضل من سابقاتها.
- اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس القِسم، واغفر لي الذنوب التي تهتِك العِصم، واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء، واغفر لي الذنوب التي تُعجّل الفناء.
- يا لطيف، يا لطيف، يا لطيف، الطف بِي بلطفك الخفي، وأعني بقدرتك.
- اللهم إني أنزلتُ بك حاجتي كُلها، الظاهرة والباطنة.
- اللهم إني أنتظر فرجك، وأرقب لُطفك، فالطف بي، ولا تكلني، إلى نفسي ولا إلى غيرك، لا إله إلا الله الرحمن الرحيم.
- اللهم إنّي أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، آمين يا رب العالمين.
- اللهم ارحمني وأغثني، والطف بي، وتداركني بإغاثتك، اللهم بك ملاذي.
- اللهم اكشف عني كل بلوى، يا عالِم كل خفية، يا صارف كل بليّة، أغثني، أدعوك دعاء من اشتدت به فاقته، وضعُفت قوته، وقلت حيلته، دعاء الغريق المضطر.
- اللهم أتوسل إليك باسمك الواحد، والفرد الصمد، وباسمك العظيم فرج عني ما أمسيت فيه، وأصبحت فيه، حتى لا يخامر خاطري وأوهامي غبار الخوف من غيرك، ولا يشغلني أثر الرجاء من سواك.
- أجرني، أجرني، أجرني، يا الله، اللهم يا كاشف الغم والهموم، ومفرج الكرب العظيم، ويا من إذا أراد شيئًا يقول له: كُن فيكون، رباه رباه أحاطت بي الذنوب والمعاصي، فلا أجد الرحمة والعناية من غيرك، فأمدني بها.