الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

إلى طارق الشناوي: لماذا لا تنصح أفضل من الهجوم؟!

السبت 13/أبريل/2024 - 10:31 م

قبل سنوات قرأت حوارًا للفرنسي جون ميشيل فرودون أحد أبرز نقاد السينما على مستوى العالم، أجرته معه جريدة الأهرام خلال مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2016، وطرح عليه محرر الصحيفة سؤالًا "ما الفرق بين نقد الأفلام والنقد السينمائي والتحليل السينمائي؟".

كانت إجابة "فرودون" أن ناقد الأفلام يكتب عن السينما، وهو يكتب عن الأفلام حينما يكتب عما يتمناه للسينما مقارنة بما تقوم به.. لكن التحليل السينمائي هو أقرب إلى العمل الأكاديمي حيث يفكك الفيلم إلى أجزاء لمعرفة مكوناته، والنقد السينمائي بعيد كل البعد عن التحليل السينمائي لأن تحليل الفيلم وتفكيكه إلى عناصر يقتل الفيلم نفسه.

لخص الناقد الفرنسي وظيفة الناقد السينمائي في دور إيجابي كبير وهو الكشف عن تطلعاته إلى مستوى أفضل من الحالي الذي يقدم في السينما والدراما، وما يترتب عليه من مراجعة لأداء الفنانين وتقديم النصائح لتطوير أدائهم للشخصيات وعدم تكرارها والمخرجين كذلك واختياراتهم للفنانين وما إلى ذلك وصولًا إلى مختلف عناصر الصناعة السينمائية.

ربما إن أردت البحث عن ناقد مصري يناسب التعريف أعلاه ستجد أن قائمة الأسماء قد لا تزيد عن ثلاثة نقاد فقط، فهم البعض خطأ من صحفيي الفن الذين تحولوا إلى "نقاد" لمجرد عملهم لسنوات كصحفيين، أن وظيفة الناقد الفني، هي النقد فقط والكشف عن كل ماهو سلبي في العمل، وتفاقمت هذه الظاهرة إلى حد بعيد مع حروب النجوم والمنتجين واللجان الإلكترونية التي تستخدم في الترويج لأعمال وضرب أعمال أخرى.


فلا مانع أن تشاهد طارق الشناوي، يصف خالد النبوي بأنه ليس فنانًا عالميًا ولا نجم ‏شباك وعفا عليه الزمن، ومصطفى قمر في مرحلة أفول فني وأن أعماله رديئة وتساقط سريعًا، أو يهاجم عمل خالد يوسف الأخير "الإسكندراني" ويصفه بمجرد محاولة لمغازلة الجمهور "بصناعة نجم جماهيري بيعمل قنص وضرب مع الزمن النوع ده من الصخب بينتهي وبيموت ولا يتبقى شيء".


يكتفي فقط طارق الشناوي في هذا الدور بالهجوم العنيف، فلماذا لم يقدم مثلًا نصيحة لخالد النبوي أو مصطفى قمر، بدلًا من الدخول في معارك معهم، وبالتأكيد أستبعد أن يكون الدافع وراء حالة النقد بمعناه الحرفي الذي يقوم به طارق الشناوي فقط لأجل أن يظل نجم شباك في برامج التليفزيون الذي يتاقضى فيها مقابل ظهوره - ولا أعلم هل قام برفعها بعد الموسم الرمضاني الأخير أم لا-".

قبل أيام تقرأ للشناوي مقالًا بعنوان "المال أم النفوذ أم الموهبة؟!" يتحدث فيه عن روجينا ومي عمر مشيرًا إلى استفادة الاثنتين من قوة أشرف زكي نقيب الممثلين، زوج الأولى، والمخرج محمد سامي زوج الثانية، في الحصول على أدوار البطولة لمسلسلي سر إلهي ونعمة الأفوكاتو.

زعم الشناوي في مقاله أن "قوة نفوذ النقيب أشرف زكي لعبت دورها في استقرار روجينا ثلاث سنوات كبطلة في رمضان".. ما هو النفوذ الذي يتمتع بها أشرف زكي ليقدم زوجته بطلة لأعمال درامية تتكلف ملايين لإنتاجها ولو كان يملك أشرف زكي كل هذا النفوذ لماذا لم تقدم روجينا سوى مسلسل سر إلهي فقط من إنتاج الكيان الإنتاجي الأضخم في مصر.

منذ عام 1992 قدمت روجينا عددًا كبيرًا جدًا من الأعمال الدرامية، وبمجرد مراجعة بسيطة جدًا تكتشف أنها لم تغب إلا لعام واحد ربما عن المشاركة في المواسم الدرامية بداية من 1992 حتى 2024، فهل كان أشرف زكي يتمتع بنفوذ كل هذه السنوات، إذا كان هذا فأعتقد أن أشرف زكي سيكون الأحق بلقب أقوى رجل في مصر.

ربما كان الأجدر بطارق الشناوي أن يقدم قراءة ملتزمة بضوابط النقد السينمائي الصحيح، عن أداء روجينا في المسلسل، ومختلف شخصيات العمل، ويقدم فيه النصيحة لروجينا التي تمتلك سنوات خبرة طويلة جدًا في العمل الدرامي، وكيف تستفيد منها الدراما المصرية في السنوات المقبلة.

تابع مواقعنا