هل التوحد عذر للتخلف عن صلاة الجمعة؟.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من أحد المواطنين نصه: إلى أي مدى تعد الإصابة بالتوحد أو الذاتوية من الأعذار المبيحة للتخلف عن الجمعة؟
وقالت الدار عبر موقعها الرسمي: إذا كان المصاب باضطراب التوحد أو الذاتوية يتضرر من التواجد في أماكن التجمعات ونصحه الطبيب بتركها، فيباح له حينئذ ترك صلاة الجمعة، ويجب عليه صلاة الظهر في بيته أربع ركعات.
مراعاة الشريعة الإسلامية لأصحاب الأعذار والضعفاء
وأوضحت الدار أن الشريعة الإسلامية راعت جميع فئات المجتمع رعاية بالغة، إلا أنها أولت الضعيف منهم مزيد عناية؛ فاختصته بأحكام وتشريعات تجبر بها ما ابتلي به من ضعف أو مرض، وتحفظ له بين الجميع حقه وقدره دون أن تعرضه لحال الحرج أو لمزيد ضرر، وزادت على ذلك أن أوصت به وبينت جرم التفريط في حقه، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا قدست أمة لا يعطى الضعيف فيها حقه غير متعتع» أخرجه ابن ماجه في "السنن"، وابن أبي شيبة في "المصنف"، وأبو يعلى الموصلي في "المسند".
وأضافت الدار أن التوحد في الاصطلاح الطبي يتحدد وفق معيارين؛ الأول: معيار التواصل الاجتماعي والتفاعل، والثاني: محدودية السلوكيات والاهتمامات والأنشطة النمطية المتكررة، بحيث يظهر على الشخص اضطراب نمائي يتسم بالقصور في التفاعل الاجتماعي والتواصل مع المحيطين وممارسة سلوكيات نمطية ومقاومة للتغير والاستجابة غير العادية للخبرات الحسية التي تظهر قبل بلوغ سن الثالثة من العمر، وتختلف أنواع وأعراض اضطراب التوحد من حالة إلى أخرى إلا أن جميعها يتسم بالقصور في القدرة على التواصل مع المحيطين، وذلك ما يعرض المصاب به لمشقة حال حضوره أماكن التجمعات، كما أفاده "الدليل الإحصائي والتشخيصي الخامس" الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي (عام 2013م) (ص: 40-42).