هل استأجرت تركيا ميناء الإسكندرية؟.. شائعات تثير الجدل
على مدار الأسابيع الماضية وبالتحديد بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر في منتصف شهر فبراير الماضي، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا أنباء مختلفة عن استئجار تركيا لـ ميناء الإسكندرية من مصر، أو الحصول على حق إدارة الميناء.
الشائعات انطلقت بالأساس من مقال رأي لـ توران قشلاقجي الكاتب والصحفي التركي، والمدير العام السابق لقناة تي آر تي العربية، نشر في أحد الصحف العربية الصادرة في لندن، ويطرح فيه مزايا تأجير مصر مدينة الإسكندرية لتركيا في إطار التقارب المتزايد بين البلدين.
ميناء الإسكندرية
ولم يستند المقال على أي معلومة أو مصدر موثوق ولكن كان مجرد طرح من جانب الكاتب التركي، الذي اعتقد أن زيارة رئيس تركيا لمصر هي فرصة إلى إثارة هذا الملف، الذي يرى فيه مزايا استراتيجية لبلاده في حال تم هذا الأمر.
وقبل أيام نشر حساب تركي على موقع إكس تدوينة جاء فيها: مصر تنقل ميناء الإسكندرية إلى تركيا، وحظي بتفاعل واسع من جانب مستخدمي الموقع هناك.
"Doğruluk Payı" منصة تدقيق معلومات تركية قدمت تحليلًا لهذا الأمر قالت فيه إنه لا يوجد ما يفيد من أي مصدر موثوق أن مصر نقلت ميناء الإسكندرية إلى تركيا.
وأضافت: في الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام، تم ذكر مقال رأي توران كيشلاقجي على موقع القدس الإخباري كمصدر، وفي المقال، تمت مناقشة استئجار ميناء الإسكندرية لتركيا كاحتمال ولم يستند الادعاء إلى أي مصدر.
وأوضحت أن العلاقات الدبلوماسية بين الدول ليست بطبيعتها شفافة للجمهور وبشكل عام، يتم تداول المعلومات التي يتم نشرها من خلال المسؤولين الرسميين ومراسلي السياسة الخارجية ومجموعة معينة من المعلقين على الجمهور.
وذكرت أن هناك تطور في مستوى العلاقة المصرية التركية أولها أن الرئيس أردوغان زار مصر لأول مرة منذ 11 عامًا في 14 فبراير 2024 بعدما كانت العلاقات التركية المصرية تسير في مسار سلبي بسبب دعم أردوغان لمرسي والإخوان والخلافات بشأن ليبيا.
وبتحليل المنصة للأخبار المتداولة حول الأمر قالت إن المحتوى ليس خبرًا بل مقال يشارك فيه توران كيشلاقجي وجهات نظره.
وقال صاحب المقال إن ميناء الإسكندرية يمكن أن يوفر فوائد اقتصادية لكلا البلدين إذا تم استئجاره من تركيا لتشغيله.
وفي إشارة إلى أهمية مدينة الإسكندرية من حيث التاريخ التركي، ذكر الكاتب أن الأمر سيكون لها تأثير إيجابي على تجارة تركيا مع إفريقيا ويمكن أن تكون حلا لمشكلة النقد الأجنبي لمصر.