هل دفع صلاح السعدني ثمن جرأة الآراء السياسية لشقيقه الكاتب الساخر؟
خيمت حالة من الحزن على الوسط الفني، بعد خبر وفاة عمدة الدراما المصرية الفنان الكبير صلاح السعدني، الذي وافته المنية صباح اليوم الجمعة الموافق 19 أبريل 2024، عن عمر يناهز 81 عامًا.
هل دفع صلاح السعدني ثمن جرأة الآراء السياسية لشقيقه الكاتب الساخر؟
وامتلك صلاح السعدني موهبة التمثيل وأدوات الإبداع، واستطاع من خلالها امتلاك قلوب المشاهدين في مصر والوطن العربي، حتى أصبح أيقونة في عالم الدراما والسينما، وأبرز نجوم جيله.
ويعد الفنان صلاح السعدني هو الشقيق الأصغر للكاتب الساخر محمود السعدني، وبالرغم من فارق العمر بينهما الذي لم يتجاوز 15 عامًا، فإن الولد الشقي الساخر محمود السعدني كان بمثابة أب لشقيقه، وكانت تربطهما علاقة قوية طوال حياتهما.
وقال الكاتب الساخر محمود السعدني، في كتابه المضحكون، عن موهبة شقيقه في مجال التمثيل وبدايته في عالم الفن، إنه من ضمن جيل العيال، مشيرًا إلى الزعيم عادل إمام، والفنان الراحل سعيد صالح، والفنان القدير جمال إسماعيل، وفاروق فلوكس.
وأشار الكاتب الراحل محمود السعدني، إلى أن الفضل فى ظهور هؤلاء النجوم هو مسرح التليفزيون، حيث كان شقيقه صلاح وعادل إمام طلبة فى كلية الزراعة، وبالطبع لو لم يكن مسرح التليفزيون، لكان الفنانان معا يعملان فى سندبيس أو صحارى الوادي الجديد.
وأردف الكاتب محمود السعدني الشقيق الأكبر للراحل صلاح السعدني، عبر كتابه المضحكون، إن صلاح السعدني ممثل موهوب وحساس لا بد أن يشق طريقه إلى القمة يومًا، ولقد ورث صلاح السعدني عداء كل السينمائيين بسببي، وأسدلوا عليه ستارًا من الإهمال والنسيان انتقامًا مني، ورغم ذلك ستجده معبود الشباب بين شلة المضحكين، وهو أكثرهم فرصة لقدرته على الإضحاك.
من هو محمود السعدني؟
محمود السعدني صحفي وكاتب مصري، ولد عام 1928، وتوفي عام 2010، وهو رائد الكتابة الساخرة في الصحافة العربية، وشارك في تأسيس عدد من الصحف العربية في مصر وبعض دول العالم، وشغل منصب رئيس تحرير مجلة صباح الخير.
شارك الكاتب الساخر محمود السعدني في الحياة السياسية بعهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتم إدانته بتهمة الاشتراك في محاولة انقلابية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وعلى إثرها تعرض للسجن.
سافر الكاتب محمود السعدني لعدد من الدول العربية، وذلك بعد الإفراج عنه من حبسه، حيث انتقل للعمل في بيروت، ولكن لم يحالفه الحظ هناك، ثم سافر إلى ليبيا والتقى بالقذافي وحينها عرض عليه عمل مجلة له ولكن رفض السعدني، ثم عمل كمسؤول عن المسرح المدرسي في وزارة التربية والتعليم بالإمارات، ثم اضطر السعدني لمغادرة الإمارات واتجه إلى الكويت ثم العراق ولندن.
وعاد السعدني إلى مصر بعد اغتيال السادات، واستقبله الرئيس الراحل حسني مبارك في القصر الجمهوري، ليبدأ معه صفحة جديدة بعد فترة طويلة من الصراع مع النظام في مصر.
