في أول حوار من غزة | الدكتور أحمد عبد العزيز: جئت ليعلموا أن الشعوب لن تخذلهم.. وهذه تفاصيل الوضع الطبي للقطاع
الدكتور أحمد عبدالعزيز لـ القاهرة 24:
- وصلت لغزة من خلال مؤسسة عالمية
- سفري لغزة للوقوف بجانب أهلها
- مستعد أنا وغيري للتضحية بالمال والوقف والعلم من أجل غزة
- رسالتي لأهل غزة هي أن الشعوب تقف معهم في ظل تخلي العالم عنهم
- لابد أن يشعر الفلسطينيون أن هناك أحد بجانبهم
- لا يوجد حصر للعمليات بسبب كثرة عدد المصابين
- استشهاد عدد كبير من الأطباء واختفاء بعضهم أزمة لدي الصحة في غزة
- العمليات في غزة تحتاج لشهور من العلاج لأنه تتم علي مراحل
- جميع الإصابات في غزة ستترك عاهات مستديمة
- المستشفيات الميدانية لن تجدي نفع في غزة ولابد من مستشفيات قائمة بالفعل
خلال الأيام الماضية لمع اسم الدكتور أحمد عبد العزيز طبيب العظام المصري الشهير وأستاذ جراحة العظام بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، والذي قرر السفر إلى قطاع غزة منذ عدة أيام، وانتقل بعد ذلك إلى شمال القطاع الذي يتعرض لهجوم وحشي وغاشم من قبل جيش الاحتلال الصهيوني منذ 7 أكتوبر الأمر الذي خلف إصابات في ما يقرب من 70 ألف مواطن غزاوي.
مع استشهاد العديد من الأطباء وتدمير البنية التحتية الطبية، أصبحت الضرورة ملحة لوجود أطباء من خارج القطاع أو سفر المصابين للعلاج خارج غزة، وهو ما يحدث في العريش على أيدي أكبر الأطباء الذين تطوعوا لعلاج مصابي غزة علي رأسهم الدكتور أحمد عبد العزيز، والذي ترك عيادته وقرر التطوع لعلاج مصابي غزة على مدار 5 شهور مضت قبل السفر إلى قطاع غزة، حتى قرر التوجه إلى القطاع على الرغم من كبر عمره، حيث أنه يبغ من العمر نحو 75 ربيعًا الأمر الذي جعل الكثيرين يطلقون عليه لقب فخر العرب، وأصبحت الأسئلة كثيرة حول هذا الرجل كيف ومتى ولماذا دخل غزة؟.
من هذا المنطلق، حرص القاهرة 24 على التواصل مع أحمد عبد العزيز في شمال غزة لإجراء أول حوار صحفي مع الدكتور أحمد عبد العزيز، مع الصحافة المصرية، والذي أكد خلاله على أن سفره لأخطر بقاع العالم الآن جاء للوقوف بجانب أهل القطاع دون الخوف من أي هجوم قد يحدث، لأنه يرى أن روحه ليست أغلى من أرواح آلاف الشهداء في غزة، مشيرا إلى أن القطاع يتعرض إلى كارثة طبية بنقص الأطباء والمعدات وزيادة المصابين، موجها عدد من الرسائل خلال حواره إلى العالم والصحة العالمية وشعب غزة والمصريين.
إلى نص الحوار..
- كيف استطعت الوصول إلى غزة؟
طوال الفترة الماضية كنت مهتم بشكل كبير بعلاج مصابي قطاع غزة، وعن طريق أحد الزملاء توصلت إلى مؤسسة خيرية، حيث قام صديقي بإنهاء الترتيبات الخاصة بالدخول وقمت بالسفر إلى قطاع غزة في الجنوب من خلال المؤسسة الخيرية، وبعد ذلك توجهت إلى شمال القطاع الذي يوجد به العدد الأكبر من مصابي الحرب.
- ما هو الدافع الأساسي للذهاب لشمال غزة رغم أنك قمت بعلاج المصابين في العريش طوال 5 شهور؟
لدي دافع كبير منذ بداية الحرب، وهو الوقوف بجانب أهالي غزة حتى يشعروا أن هناك من يساعدهم ويقف معهم في الوقف الذي شعروا خلاله أن العالم تخلى عنهم، وأيضا بدوري كطبيب في التخفيف من معاناة أهل غزة وما يتعرضوا له من هجوم وحشي بعلاج مصابهم.
- ما هي رسالتك التي يجب أن توجهها لأهالي غزة؟
لدي رسالة هامة وهي يجب أن يعلم الشعب الفلسطيني أن العالم أجمع لم يتخلى عنهم وأن الشعوب تقف معهم وتريد المساعدة بكل الطرق الممكنة.
- كم عدد العمليات التي أجريت في غزة منذ وصولك.. وكيف شاركت بها؟
لا يوجد حصر للعمليات بسبب كثرة عدد المصابين، ولكن جميع العمليات التي أجريت في غزة حتى الآن تُجرى عن طريق الأطباء المحليين في قطاع غزة، وهم أطباء عملوا في أسوء ظرف يمكن أن يعمل بها طبيب في العالم على الإطلاق.
- كيف ترى الوضع الطبي في غزة؟
القطاع يعاني في جميع الاتجاهات لا تخفى عن العالم فعدد الأطباء في تناقص بسبب استهداف الأطباء، حيث استشهد عدد كبير من أطباء غزة وعدد كبير منهم لم يعد يتواجد في المستشفيات لأسباب أخرى الأمر الذي يسبب خلل وصعوبة في إتمام علاج مصابي قطاع غزة، فضلا عن تناقص كبير في عدد المعدات والأجهزة الطبية التي تساعد في إتمام العمليات الجراحية، وهذا ما يشكل ضغط على الأطباء المتواجدين في غزة، حيث لا يوجد تناسب بين عدد العمليات التي يحتاج إليها المصابين وبين الأطباء وأدواتهم الطبية.
- ما هي أصعب العمليات ونوعيتها؟
جميع العمليات خطرة لأنها إصابات حروب ومعظمها فقدان في الأطراف وكسور في العظام وفقدان أيضا في العظام والجلد وتفتت في العظام بسبب سقوط المنازل على المواطنين بعد القصف، وهناك حالات كثيرة تتعرض لإعاقة بسبب إصابات خطرة.
- ما هي العقبة الكبرى في علاج مصابي غزة؟
معوقات عديدة من نقص أطباء وأجهزة هي التي تقف عقبة في علاج مصابي القطاع، والمشكلة الكبرى أن جميع العمليات التي يحتاج لها مصابي القطاع تحتاج إلي علاجات أولية ثم علاج طويل جدا وهي علاجات تكميلية على مراحل عديدة تستغرق شهور، وجميع الإصابات ستترك عاهات مستديمة.
- هناك أطباء يريدون دخول غزة.. رسالتك لهم ؟
أعلم أنني ليس الوحيد الذي كان يرغب في دخول قطاع غزة لتقديم الدعم لمصابين القطاع، ولكن هناك أشخاص كثر أعلم أنهم يريدون دخول القطاع، وهناك أطباء لديهم الدافع للدخول لقطاع غزة أيضا هناك أفراد غير أطباء يريدون الدخول لقطاع غزة لتقديم العون لأهل غزة، ولكن لا أعلم طريقة محددة للدخول الى القطاع والجميع ينتظر اليه الدخول لتقديم الدعم لمصابي غزة وللمواطنين.
وأستطيع أن أقول لك أن هناك العديد من الأشخاص الذين يريدوا التبرع لقطاع غزة ويريدون مساعدة أهله وفور وجود طريقة وآلية محددة لدخول الأشخاص للمساعدة في غزة، سيكون هناك عدد دخل للقطاع الذي يريد بالفعل أطباء في الوقت الحالي عليى أعلى مستوى لعالج المصابين في القطاع، فهناك أفراد وأنا منهم مستعدون للتضحية بالوقت والمال والعلم لفعل أي شيء من أجل قطاع غزة.
- هل لديك رسالة لمنظمة الصحة العالمية بشأن تقديم العون في غزة؟
نعم، أناشد منظمة الصحة العالمية بأن تقوم بحركة كبيرة للتدخل في علاج مصابي غزة بشكل عاجل وفوري لما رأيته من حجم إصابات داخل القطاع في الجنوب والشمال، وأقول في رسالة واضحة لابد أن تقف منظمة الصحة العالمية مع القطاع بحجم التخاذل الكبير الذي قامت به الحكومات والمؤسسات الدولية الكبرى مع قطاع غزة منذ بداية الحرب علي قطاع غزة طوال 200 يوم من الدمار، ويجب على منظمة الصحة العالمية من التدخل اللازم لتقديم المساعدات لاستكمال علاج مصابي غزة.
- هل يساعد بناء مستشفيات ميدانية بغزة في التخفيف من أزمة زيادة أعداد المصابين؟
حالة الإصابات في القطاع تزداد بشكل كبير وصعب حيث أن حالات الإصابات مزرية فهي كثيرة وصعبة ومتعددة وخطيرة، حيث تتناول كافة جسم الإنسان من رأسه إلى قدميه وكافة أجهزة جسمه، هذا وغير الأمراض الأخرى الطبيعية الموجودة في أي مجتمع، وهذا وضع في غاية الخطورة والصعوبة، فبالتالي أي مستشفى ميداني غير مؤهل تأهيل عالٍ لاستقبال وعمل العمليات الجراحية المتقدمة والصعبة والخطيرة التي تحتاجها الحالات المصابة الصعبة لن يكون كافيا وسيظل الوضع كما هو في حالة صعبة ومزرية.
- ماذا تحتاج المستشفيات الموجودة بغزة حاليا؟
تحتاج هذه المستشفيات إلى هيئة عمل تكون موجودة لزمن طويل، وتعمل بجِد وتكون متفرغة للتعامل بشكل منتظم ومستمر مع هذه الحالات الخطيرة والصعبة التي تحتاج للاهتمام الكبير في ظل الوضع الصعب الذي تعاني منه هذه الحالات، لأن هناك مشكلة فعندما يقوم أحد الأطباء بإجراء عملية جراحية ثم يغادر ويترك الوضع والحالة الخاصة بالشخص المصاب لأحد بعده، وبالتالي هناك حاجة للتذكير بما يجرى وما سيحدث، فهذه الحالات المصابة الخطيرة في أمس الحاجة إلى مستشفيات متقدمة تتناسب مع الوضع الصعب الذي تعاني منه معظم حالات الإصابات.
- هل هناك حلول لمشكلة تغيير الأطباء في علاج المريض الواحد ؟
هناك تسجيل للحالات التي يقوم بإجراء العمليات لها داخل القطاع، وأيضا هناك توثيق للمعلومات الطبية الخاصة بالمريض والتي يحتاج لها الأطباء الذين يقوموا بمتابعة حالة المريض، ولابد من الإشادة على الدوام بالأطباء المحليين الذين صمدوا في هذه الحرب لعلاج .
- كم من الوقت تنوي البقاء في غزة؟
في الحقيقة أنا مرتبط مع المؤسسة التي قامت بمساعدتي على دخول قطاع غزة، وفي الوقت الجاري سوف أغادر مستشفى العودة بشمال غزة إلى جنوب الوادي بغزة، وبعد ذلك سوف نتجه إلى مصر.