تراجع الدولار يدعم ارتفاع الذهب في البورصة العالمية
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي بشكل محدود خلال جلسة اليوم، في ظل تراجع مستويات الدولار الأمريكي وتحول تركيز الأسواق إلى البيانات الاقتصادية الأمريكية التي تصدر اليوم، بحثا عن أدلة على مسار سعر الفائدة قبل اجتماع البنك الفيدرالي الأسبوع المقبل.
وسجل سعر الذهب الفوري ارتفاعا محدودا خلال تداولات اليوم بنسبة 0.4%، ليسجل أعلى مستوى عند 2328 دولارا للأونصة، بعدما افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2315 دولارا للأونصة، ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2325 دولارا للأونصة.
ومع ذلك انخفض سعر أونصة الذهب بما يزيد عن 100 دولار منذ أن سجلت مستوى قياسي عند 2431 دولارا للأونصة في 12 أبريل، وانخفضت قرابة 3% هذا الأسبوع حتى الآن، بعدما بدأت عمليات جني الأرباح بعد الارتفاع المطول في الذهب مع بداية هذا الأسبوع في ظل تراجع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية، حيث تقلصت حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط الأمر الذي أدى إلى تراجع عام في الأسعار.
وانتقل تركيز الأسواق الآن إلى البيانات الاقتصادية التي تصدر عن الولايات المتحدة، حيث يصدر اليوم أول تقييم لنمو الناتج المحلي الإجمالي عن الربع الأول من العام الجاري، مع توقعات بتسجيل نمو بنسبة 2.5% بأقل من النمو الذي حققه الاقتصاد في الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 3.4%، ويصدر غدا البيانات الأهم لهذا الأسبوع وهو تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مقياس التضخم المفضل للبنك الاحتياطي الفيدرالي، مع توقعات باستقرار في معدلات التضخم خلال شهر مارس، وارتفاع محتمل على مستوى القراءة السنوية للمؤشر.
وتأتي أهمية هذه البيانات إلى كونها تدخل في تقييم البنك الفيدرالي لتحديد مسار أسعار الفائدة، وذلك قبل اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي خلال الأسبوع المقبل.
وتحسن بيانات النمو وارتفاع التضخم بأعلى من التوقعات قد يعمل على دعم الدولار الأمريكي، وهو الأمر قد يزيد الضغط السلبي على أسعار الذهب الذي يتحرك في نطاق عرضي منذ 3 جلسات، في ظل انتظار الأسواق لنتائج البيانات الأمريكية هذا الأسبوع.
جني الأرباح يخفض الذهب 3% خلال تداولات الأسبوع
وبعد انتهاء تأثير التوترات الجيوسياسية على سوق الذهب وانتهاء الطلب الكبير على الملاذ الآمن في الأسواق الذي تسبب في ارتفاع الذهب والدولار في نفس الوقت، بالرغم من العلاقة العكسية بينهما عادت الأسواق تهتم من جديد بتوقعات السياسة النقدية الأمريكية ومستقبل أسعار الفائدة، وبالتالي البيانات الاقتصادية التي تصدر عن الاقتصاد الأمريكي، حسب تحليل جولد بيليون.
التوقعات الحالية تشير إلى أن البنك الفيدرالي في طريقه إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة حتى شهر سبتمبر، بعدما كانت التوقعات من قبل تشير أن يبدأ البنك في خفض الفائدة يونيو المقبل، ولكن التضخم المتماسك دفع الأسواق إلى تغيير توقعاتها.
وعلى الرغم من أن هناك مجالا لتحقيق الذهب المزيد من الهبوط خلال الفترة المقبلة بهدف التصحيح السلبي بعد موجة الصعود الطويلة التي سجلها، إلا أن الذهب لا يزال يحتفظ بدعم قوي ناتج عن ارتفاع الطلب الفعلي من قبل الصين والأسواق الأسيوية على المعدن النفيس.
وكان الطلب على الذهب في الصين قويا للغاية، لدرجة أن تجار التجزئة كانوا يدفعون علاوة مرتفعة منذ أواخر عام 2023، وتم تداول علاوة سعر الذهب المتداول في بورصة شنجهاي للذهب بشكل ثابت بحوالي 40 دولارا أعلى من سعر الذهب العالمي الذي حددته جمعية سوق سبائك الذهب في لندن مع بدايات عام 2024.
وارتفع الطلب على الذهب في الصين خلال عام 2023 بنسبة 28% ومن المتوقع أن يستمر هذا الطلب في التزايد خلال العام الجاري، خاصة أن المستثمرين لديهم خيارات قليلة للغاية في الصين لحماية ثرواتهم مع تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي.