الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

سيناء ومخطط التهجير الإسرائيلي

الجمعة 26/أبريل/2024 - 04:47 م

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي وصلت إلى مستوى غير مسبوق من الوحشية والإجرام، ظهرت نية الكيان المحتل التي يخفيها رغم أن كل المؤشرات تدل عليها، وهي تهجير أهالي غزة إلى سيناء المصرية، وبدا ذلك واضحا في كل ممارساته، ولهذا بادر الرئيس عبد الفتاح السيسي برفضه لهذا الأمر بشكل قاطع، وخرج المصريون من أجل دعم فلسطين وإعلان موقفهم أمام العالم كله آن ذاك. 

وكما هو معتاد هناك بعض الأصوات التي تتربص دائما لأغراض خاصة لا علاقة لها بالقضية بشكل عام، وإنما للنيل من مصر وفقط، وادعت أن ذلك يعد تخليا عن الأشقاء الفلسطينيين، وتركهم لمواجهة آلة البطش الإسرائيلية المجرمة، وذلك غير صحيح نهائيا، وقد أكد السيسي خلال كلامه أن التهجير يعني تصفية القضية وإنهائها تماما، وهو محق في هذا، وبالطبع هناك تداعيات خطيرة في حالة تمرير هذا المخطط الشيطاني، حيث إن الكيان المحتل يريد الاستحواذ على كامل الأرض الفلسطينية في غزة، وإنشاء منطقة عازلة، بالإضافة إلى إعادة بناء المستوطنات بها، وبما أن سكانها سيكونون في سيناء، فمن المؤكد سوف يتم اختلاق مشكلات تمنح إسرائيل من خلالها لنفسها الحق في الدفاع كما يدعون دوما، رغم أنهم محتلون معتدون من الأساس، وليس مستبعدا أن نجدهم يوما يحاولون دخول سيناء بحجة القضاء على المقاومين بها أو المخربين كما يقولون. 

إذن لقضية التهجير تداعيات أخطر بكثير مما يتصور البعض بأنها فقط استضافة لأشقائنا، وذلك مالا يمكن لمصر أن ترفضه أبدا، حيث إنها فتحت أبوابها أمام الجميع ويوجد بها الآن قرابة 9 ملايين ضيف ينتمون إلى أكثر من دولة عربية، ومنهم فلسطينيين، ولكن نحن الآن أمام أمر مختلف تماما كما أسلفت. 

بعد إعلان مصر رسميا رفض مخطط التهجير هذا، وتأكد الولايات المتحدة الأمريكية من ذلك، وهي المحرك الفعلي للأحداث وصاحبة قرار فاعل داخل إسرائيل، كونها داعمها الأول وكأنها إحدى ولاياتها، وجدنا أن هذا الملف هدأ وربما تم العدول عنه ولو بشكل مؤقت.

ولكن مع الفشل الذريع لجيش الاحتلال داخل قطاع غزة رغم كل ما أحدثه من دمار وقتل للناس، وخاصة الأطفال والنساء، وكذلك القضاء على كافة أشكال الحياة.

وجد نتنياهو نفسه في مأزق كبير أمام الرأي العام الإسرائيلي، خاصة أن هناك من يتظاهرون ضده، ويطالبونه بالرحيل عن السلطة بشكل مباشر، وكذلك نجد هذا في تصريحات كثير من الساسة داخل الكيان، وعلى رأسهم يائير لبيد عضو الكنيست وزعيم المعارضة الإسرائيلية وكذلك أيضا إيهود باراك رئيس الوزراء الأسبق، فما كان من نتنياهو إلا أن يلجأ إلى حجة يحاول بها كسب الوقت، وهي ضرورة اجتياح رفح ومحاولة إقناع الجميع بأنها هي مفتاح النصر، وبدونها لن يتحقق، وقطعا هذا هراء، لأن الجيش الإسرائيلي لم يحقق عسكريا وعمليا السيطرة التامة في كافة القطاع، الذي يقف على كل شبر منه كأنه فوق لغم يمكن أن ينفجر به في أي لحظة، ومازال يخسر جنوده ومعداته على يد المقاومة بشكل شبه يومي. 

وبلا شك ذلك الاجتياح إن حدث سيكون كارثيا نظرا لأن مدينة رفح بها أغلب سكان قطاع غزة، وذلك بعدما نزحوا من الشمال المدمر تماما.. وهنا نجد أن شبح التهجير لأهالي القطاع يعود من جديد، ومعه الضغط على الدولة المصرية واستفزازها لقبوله، وهو مالا يمكن أبدا.. وذلك لمصلحة القضية الفلسطينية، وأيضا لحماية الأمن القومي المصري، والتصدي للمخطط الصهيوني التوسعي والمعلوم لنا جيدا. 

ويتزامن ذلك مع احتفال مصر بعيد تحرير سيناء التي هي جزء عزيز من أرضها، وقد ارتوت بدماء الشهداء الأبرار ويعد ذلك بمثابة تجديد للعهد والميثاق والتأكيد على أنه لا يمكن التفريط في شبر واحد منها مهما كان الثمن، وهنا لابد من تقديم التحية للشعب الفلسطيني الصامد في أرضه مع كل ما يعانيه، رافضا تركها حتى وإن كان الثمن هو الحياة ذاتها، ومن هنا يأتي النصر والتمكين ولو بعد حين.

تابع مواقعنا