من أمن العقاب أساء الأدب.. نتنياهو يقتل عشرات الآلاف ويعتبر ملاحقته إفلاسا أخلاقيا
يعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن بإمكانه قتل قرابة 45 ألف فلسطيني في بضعة أشهر، وفرض مجاعة مميتة على أكثر من 2 مليون شخص لمدة تزيد عن نصف عام حتى الآن قابلة للزيادة، وشن هجمات جوية وحشية أسقطت بخلاف الشهداء، قرابة 80 ألف مصاب، ثم تدمير المستشفيات التي من المفترض أن تنقذهم من الموت، يعتقد أن بإمكانه فعل كل هذا وأكثر، ثم الإفلات بأفعاله تلك دون عقاب، لأن حصانته جاهزة، فأي إشارة إلى مجرمي الحرب في تل أبيب، ستضعك في قفص الاتهام بمعاداة السامية.
أمام ممارسات الاحتلال الوحشية ضد الفلسطينيين في غزة، تهاوت صفوف حلفاء تل أبيب، ولم يعد طابور المؤيدين الطويل يُرى فيه سوى عدد قليل جدا، حتى باتت إسرائيل تواجه سابقة تاريخية بالانعزال الدولي، مع تخوف العديد من الأطراف من التورط في حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، لكن تبقى الحصانة التي توفرها واشنطن أقوى الدوافع لشن مزيد من الجرائم ضد الإنسانية، دون خوف من عقاب.
وفي لاهاي على بُعد آلاف الأميال حيث المحكمة الجنائية الدولية، كان دخان المحرقة التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، واضحة لدرجة دفعتها للتحرك ضد قادة السلطة والجيش في إسرائيل، لكن يبقى التحدي الأكبر في جعل أوامر الاعتقال واقعا بسبب ما ستواجه المحكمة من ضغوط وادعاءات جاهزة بمعاداة السامة ومكافأة “الإرهابيين” على حد وصف إسرائيل وحلفائها، إذا فكرت في الاقتراب من قادة الاحتلال.
ضغوط إسرائيلية لتفادي ملاحقة مجرمي الحرب
وأشارت تقارير عبرية عدة على مدار الأيام الماضية، أن إسرائيل مارست ضغوطا كبيرة على واشنطن، لإثناء المحكمة الجنائية الدولية من ملاحقة قادتها، وعلق نتنياهو، على احتمالية إصدار المحكمة أوامر اعتقال بحقه وضد وزير الدفاع ورئيس الأركان بتهمة ارتكابهم جرائم الحرب، بأن ذلك “سيكون فضيحة وتشويها للعدالة”، من وجهة نظره.
ويرى نتنياهو أن "المحكمة ليس لها أي سلطة على إسرائيل"، وكرر الاداعاءات التي منحت إسرائيل الفرصة لقتل وإصابة أكثر من 120 ألف شخص في غضون أسابيع، قائلا إن “المحكمة تحاول منع إسرائيل من دخول رفح، وشل قدرتها على الدفاع عن نفسها”، موزعا الاتهامات بأن الفلسطينيين يشنون حرب إبادة جماعية ضد إسرائيل، وهو بالتالي ما يعطيه المبرر لإبادتهم دون رادع.
حديث نتنياهو، لم يخل من المفارقات، فقائد أكبر مجزرة في العصر الحديث، دعا قادة العالم لعدم الاكتفاء بالمشاهدة والتدخل لوقف المحكمة من إصدار أمر باعتقاله، قائلا “إن العالم ينتظر من هؤلاء القادة أن يستخدموا نفوذهم الكامل وكل الوسائل المتاحة لهم لوقف هذه الخطوة الخطيرة التي ستشكل إفلاسا أخلاقيا وتاريخيا”.
تهديد للفلسطينيين وإدارة بايدن
وأشار تقرير إسرائيلي، نشره موقع والا العبري، بأن نتنياهو، هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنه سيدمر منظمة التحرير الفلسطينية، إذا سمحت واشنطن للمحكمة الجنائية الدولية بملاحقته.
وذكر التقرير، أن إسرائيل بعثت خلال الأسبوعين الماضيين رسائل إلى الولايات المتحدة عبر عدة قنوات، مفادها أن لديها معلومات تشير إلى أن السلطة الفلسطينية تضغط على مكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لإصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبار.
وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون كبار إن إسرائيل أوضحت لإدارة بايدن أنه إذا أصدرت المحكمة مذكرات الاعتقال هذه، فإن إسرائيل ستعتبر السلطة الفلسطينية مسؤولة وسترد بإجراءات مهمة قد تؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية.
