شركة بمليارات الدولارات تمنع موظفيها من نشر صور احتفال خاص بها في منتزه شهير بالدنمارك.. ما القصة
سلط موقع بلومبيرج الضوء على كبري شركات أدوية إنقاذ الوزن والانسولين لمرضي السكري، شركة نوفو نورديسك، الرائدة في الدنمارك، بعدما بلغت القيمة السوقية للشركة 570 مليار دولار في نسبة تفوق اقتصاد الدولة ككل، ما جعلها تحظي باهتمام كبير من الساسة ووسائل الإعلام المحلية.
وأفادت تقارير أن شركة نورديسك، باتت مساهم رئيسي وأساسي في الاقتصاد الدنماركي، وهو ما جعلها عرضة لأي انتقادات من قبل وسائل الإعلام المحلية، وسط تخوفات من أي انهيار في اقتصادها أو سوقها المحلية وهو ما يؤثر بالسلب على الخزانة العامة للدولة وكذلك البحث العلمي وحتي وظائف الجيل القادم من خريجي الجامعات.
ولفتت بلومبيرج في تقريرها إلي حدث غريب من نوعه، أثار العديد من التساؤلات، بعدما طالبت الشركة الدنماركية موظفيها من عدم مشاركة أي صور من فعاليات احتفالها الأخير المقام في متنزه تيفولي جاردنز الترفيهي الشهير في كوبنهاجن في سبتمبر الماضي، لإقامة حفل خاص للموظفين لمدة يومين، خوفًا من التداعيات، وفقًا لوسائل الإعلام المحلية.
وأشارت تقارير أن مثل هذه الاحتفالات تتعارض بعض الشئ مع ثقافة المجتمع الدنماركي، الذي ينتشر فيه قانون، اجتماعي غير رسمي لتثبيط العروض البراقة للنجاح، وهو ما أدركته شركة نوفو نورديسك، وحاولت تلاشي الاصطدام بعادات المجتمع، منذ اختيار مقر شركتها للتقليل من مكانتها.
وحسب تقرير في موقع بوليتيكو الأمريكي، أصبحت أدوية Ozempic وWegovy، اختيار الأثرياء والمشاهير، ما عاد علي الشركة الدنماركية بالمليارات، حيث افتتحت سوقًا جديدة لأدوية إنقاص الوزن، والتي تشير التقديرات إلى أنها ستصل إلى 100 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030.
تطوير مادة سيماجلوتيد لأدوية السكر وإنقاص الوزن
ويبدو أن كلمة السر كانت في تطوير مادة سيماجلوتيد، وهي المكون الرئيسي في الأدوية، حيث حولت شركة، نوفو نورديسك، إلى الشركة الأكثر قيمة في أوروبا، مع ما يترتب على ذلك من آثار عميقة على وطنها الأصلي الدنمارك، حيث تبلغ القيمة السوقية للشركة أكثر من 570 مليار دولار بنسبة تتجاوز الاقتصاد الدنماركي.
وكشفت التقارير أيضًا أن فاتورة ضريبة الدخل لشركة صناعة الأدوية في الدنمارك العام الماضي، بلغت 2.3 مليار دولار، كما ساعدت استثماراتها الضخمة وإنتاجها المتزايد الاقتصاد المحلي على التوسع بنسبة 2٪ تقريبًا - أي أكثر من أربعة أضعاف المتوسط في الاتحاد الأوروبي، وهو ما أدى إلى إنفاق حكومي قياسي على الدفاع والتحول الأخضر وتقديم الدعم إلي أوكرانيا في حربها مع روسيا.
مخاوف تسيطر على المجتمع الدنمارك حول اقتصاد شركة نوفو نودريسك
لكن صعود شركة نوفو نورديسك أثار أيضًا المخاوف في بلد يقل عدد سكانه عن 6 ملايين نسمة حول ما إذا كان من الممكن أن يخلق اعتمادًا مفرطًا غير صحي على شركة واحدة أو قطاع واحد على غرار شركة نوكيا.
وقال ينس نارفيج بيدرسن، المحلل في بنك دانسكي الدنماركي، إنه إذا تباطأ معدل نمو المبيعات والإنتاج في شركة نوفو نورديسك لسبب ما، فلن يجني الاقتصاد الدنماركي الفوائد الاقتصادية التي اعتاد عليها بعد الآن.
وأضاف: "قد يعاني الاقتصاد الدنماركي من مصير مماثل للاقتصاد الفنلندي بعد زوال شركة نوكيا"، في إشارة إلى شركة تصنيع الهواتف المحمولة الفنلندية التي تأثرت كثيرًا أثر التحول إلى الهواتف الذكية".
