جلطات وحرمان من الحمل.. مصريات يروين تجاربهن القاسية مع لقاح أسترازينيكا | خاص
خبر تقاضي 51 عائلة في بريطانيا ضد شركة أسترازينيكا وطلب تعويضات مادية جراء تعرض ذويهم إلى مضاعفات طبية وأضرار صحية، لفت الانتباه إلى ما تعرض له العديد من المصريين من مضاعفات طبية قلبت حياتهم بعضهم رأسا على عقب، ما بين جلطات أو ضعف في الجهاز المناعي بشكل غير مبرر ووفاة ذويهم، وهو ما كشف عنه ضحايا أسترازينيكا خلال حديثهم للقاهرة 24 عن معاناتهم بعد الحصول على اللقاح.
ضعف مناعي وانخفاض بالهيموجلوبين
مريم السعد، طالبة في كلية التربية، قررت الحصول على اللقاح المضاد لـ فيروس كورونا استجابة لمطالب وتحذيرات الجامعة من عدم دخول أي طالب لأداء الامتحان دون التطعيم، وتقديم الكارت الطبي للعبور من أبواب الجامعة.
وقع نصيب مريم السعد على تعاطي لقاح أسترازينيكا، ولم يمر إلا ساعات؛ لتدخل في اليوم التالي من الجرعة الأولى، بنوبة من الحمى، يتبعها انخفاض شديد بوزن الجسم، وشحوب في الوجه، وبعد إجراء الفحوصات الطبية تبين وجود نقص في الهيموجلوبين بالدم وضعف غير مبرر للجهاز المناعي.
وتروي الطالبة مريم، لـ القاهرة 24، تفاصيل معاناتها من لقاح إسترازينيكا المضاد لـ فيروس كورونا، قائلة: "أنا كنت أقوى مناعة في البيت، ولما أخذت اللقاح، حصل ضعف مفاجئ بالجهاز المناعي وحمى شديدة ولخبطة في الهرمونات وفقر في الدم، وسني 21 عاما، برره الطبيب بعد محاولات للتفسير أن السبب هو اللقاح، حيث أحدث خلل بالمناعة".
تعيش الطالبة العشرينية على أدوية مناعية، والهيموجلوبين، ودواء للضغط تتناوله حال حدوث انخفاض في ضغط الدم أو بطء في ضربات القلب، مؤكدة على عدم حدوث أي تحسن مناعي، لتصبح من الحالات الأكثر خطورة حال إصابتها بدور برد بسيط.
أضرار متلاحقة لأسرة مريم
لم تكن مريم الوحيدة من بين أفراد أسرتها، التي عانت من مضاعفات وأضرار صحية بعد حصولها على لقاح أسترازينيكا، فقد أصيبت والدتها بأعراض التهاب مفاجئ في الأعصاب تفاقم بعد الجرعة الثانية من التطعيم، حيث أوشكت على الإصابة بجلطة في الدم.
لولا التدخل السريع والطارئ؛ لأصيبت والدة مريم بجلطة قد تودي بحياتها، فبحسب رواية الأبنة، شعرت والدتها بآلام شديدة ومفاجئة في القلب، الأمر لم يستحوذ على اهتمام الأسرة، ظنا منهم أنها بالغ، خصوصا أنها أجرت فحوصات على القلب منذ أسبوع ولم يكون هناك شيء يدعو للقلق.
شدة ألم والدة مريم دفعت الأسرة للتوجه بها إلى أقرب مستشفى وهناك كتب لها عمر جديد، حيث تبين أنها كان على اعتاب جلطة مهلكة، ومنذ ذلك الوقت، أشار عليها الأطباء بضرورة الاستمرار على أدوية ضغط وسيولة للحفاظ على صحتها.
اللقاح يمنع داليا من الحمل
الجلطات الدموية من أبرز الأعراض الجانبية للقاح أسترازينيكا، التي أقرت لها الشركة أمام القضاء الإنجليزي بأنها تصيب حالات نادرة جدا، ومن هذه الحالات ما تعرضت له داليا مجدي، بعد التطعيم مباشرة، ففي اليوم التالي حدث جلطات في الأوعية الدموية بقدمها، يصاحبها ارتفاع بدرجة الحرارة وتورم الساق وظهور بقع زقاء.
بعد ظهور هذه الأعراض على داليا مجدي، توجهت للمركز الذي تلقت فيه التطعيم وأخبرتهم بالأعراض، وهناك رجحوا هذا الأمر لوجود حساسية من المصل، لكن هذا المبرر لم يكن كاف لها خصوصا مع زيادة شدة الأعراض، لتقرر الذهاب إلى المستشفى وهناك تبين أنها جلطات دموية، وربط الأطباء السبب باللقاح.
وتروي داليا، لـ القاهرة 24، أنها توجهت لطبيب خاص لمتابعة حالتها الصحية، حيث وصف لها أدوية سيولة لمنع حدوث جلطات بالقدم وباقي أجزاء الجسم، لكن بعد شهرين من التطعيم حدث فجأة اعوجاج في الفك والوجه، ومن خلال العلاج عاد كما كان عليه.
وأضافت داليا، أنه بعد عام من التطعيم تعرضت لجلطة أخرى في نفس القدم، ليخبرها الطبيب المعالج بأن جسدها أصبح قابل لإحداث جلطات دموية، وسيكون لها تأثير على الحمل، مؤكدة أن عدد من الأطباء أخبروها بعدم إمكانية حدوث حملة مرة أخرى لما يشكله خطورة عليها وعلى الجنين.
وأكد الثلاثينية أنها تقدمت بشكوى في وزارة الصحة والسكان لما حدث لها من أثر التطعيم، تحمل رقم 4617423، فضلا عن استعدادها للتقدم بشكوى أخرى حال استدعى الأمر.
مضاعفات متوسطة
نحو 30 ألف مواطن رصدتهم وزارة الصحة خلال الجائحة، أصيبوا بمضاعفات وأعراض جانبية من لقاحات كورونا، ما بين بسيطة إلى متوسطة، تمثلت في ارتشاح بعضلة القلب والتهابات بالمفاصل وارتشاح بلوري، وذلك بحسب تصريح خاص، لمصادر مطلعة بالوزارة.
كانت حنان عبد الرحيم، 52 عاما، من بين الذين أصيبوا بارتشاح في عضلة القلب، بعد حصولها على لقاح أسترازينيكا في عام 2021، فبحسب روايتها لـ القاهرة 24، أنها شعرت بشكل مفاجئ بنغزات في القلب ونهجان كثير، بعد نحو 4 أشهر من التطعيم، وبالكشف الطبي تأكدت الإصابة المذكورة، وأرجع الطبيب المعالج السبب للمصل، مؤكدة تحسن حالتها الصحية مع التزامها بالأدوية العلاجية.
الصحة: لم يتم الإبلاغ عن أعراض جانبية طويلة المدى من لقاح كورونا
في الختام، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، الدكتور حسام عبدالغفار، أن التجلط كعرض جانبي لبعض التطعيمات معروف منذ عام 2021، وهو عرض نادر الحدوث، إذ تبلغ نسبة الإصابة به 3 حالات لكل مليون شخص تم تطعيمه، مشددا على عدم الإبلاغ عن أعراض جانبية طويلة المدى.
وفي بيان رسمي، أضاف حسام عبدالغفار، أن احتمالات حدوث الجلطات عند الإصابة بفيروس كورونا 10 أضعاف احتمالات الإصابة بالجلطات بعد الحصول على التطعيم، لافتًا إلى احتمالية حدوث الجلطات عند الفئات الأكثر عرضة للإصابة بها، قد تحدث خلال فترة زمنية قصيرة بعد التطعيم، وتنتهي تلك الاحتمالية بعد مرور تلك الفترة.