البابا تواضروس الثاني: الله يجعل مصر دومًا واحة سلام
قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يحرص على مشاركة المصريين في كل المناسبات ولا سيما الأعياد، حيث يأتي إلى الكاتدرائية في عيد الميلاد على اعتبار أن العيد يحل في بداية العام الجديد، ويقدم التهنئة للمصريين جميعًا، وفي عيد القيامة أرسل مندوبًا أمس لتهنئتنا، وبعث برقية تهنئة لنا، وبرقية مماثلة للمصريين المسيحيين. بالخارج.
وأشار البابا تواضروس، خلال تصريحات صحفية له، إلى أن الدول المحيطة بنا تعاني من صراعات، الأمر الذي يدعونا إلى الانتباه والحرص على وطننا مصر ووحدته. وأضاف: «الله يجعل مصر دومًا واحة سلام»، وعن احتفال مصر منذ أيام بعيد تحرير سيناء، قال البابا: إن الدولة المصرية استعادت سيناء بالحرب وبالمفاوضات، مشيرًا إلى أن سيناء تعد كنزًا ومن يقرأ تاريخ سيناء يرى هذا المعنى بوضوح.
وعن مفاتيح المحبة أو لغات الحب الخمسة التي تناولها قداسة البابا في اجتماع الأربعاء الأسبوعي لقداسته طوال فترة الصوم الكبير، أشار قداسة البابا إلى أن أعظم عطية يعطيها الإنسان للآخر هي «الوقت» والوقت كما نعلم محدود، لذا حينما يعطي الإنسان جزءًا من وقت لإنسان آخر فهذا يمثل شكلًا مهمًّا من أشكال العطاء، ولا سيما أن الوقت عطية لا تستعوض.
وعن تأثير الإعلام على الأفراد والمجتمعات دعا قداسة البابا إلى ضرورة أن يكون دور الإعلام إيجابيًّا، محذرًا من التأثير الطاغي للإعلام حتى أن البعض وصفوه بأنه الإله الثاني.
وعن إشادته، في اجتماع الأربعاء بفيلم السرب الذي يوثق لإحدى بطولات القوات المسلحة المصرية إثر استشهاد مجموعة من المصريين المسيحيين في ليبيا، عام 2015 وأشار إلى أن الرئيس جاء الكاتدرائية لتقديم التعزية وقال لنا وقتها: لم أرد أن آتي للتعزية إلا بعد أخذنا بالثأر.. الفيلم كشفت ما صنعته القوات المسلحة المصرية من بطولة حيال هذا الحادث، وهو أي الفيلم يسطر صفحة هامة في تاريخ مصر، مقدمًا التحية والشكر للقوات المسلحة على اهتمامها بإنتاج هذا الفيلم الذي يسجل بطولة شباب مصري «الشهداء» وبطولة القوات المسلحة المصرية في آنٍ واحد.
وعن أهمية المحبة، قال قداسة البابا أن كلمة محبة في اللغة اليونانية لها عشرين معنى، أرقاها وأسماها هي كلمة «أغابي» وهي المحبة الروحية ويقصد بها المحبة التي لا تنتظر مقابل.
وعن محبة الأعداء التي تعد أمرًا يصعب تنفيذه، أشار إلى الإنسان حينما يتذكر أن الله أحبنا وستر علينا وغفر لنا خطايانا يستطيع أن يغفر ويحب عدوه ومن يسئ إليه، وبالذات مع إيماننا بأن الإنسان يمكن أن يتغير وبالتالي فالمسيء يمكنه أن يتراجع عن إساءاته. ودعا إلى أن نصلي لأجل من يؤذوننا وبالصلاة يمكن أن يتغير للأفضل.
واختتم البابا بالدعوة إلى التمسك بالرجاء، وقال: «يوجد لدينا رجاء في الله وبأن الشمس ستشرق من جديد، وكل ضيقة أو وجع سواء كان فرديًّا أو جماعيًا سينتهي، فهناك دومًا أمل ومستقبل ونهار جديد لكل شيء، فيجب أن نثق أن الله يدبر كل شيء في حياتنا».