رسالة تحت القصف.. الفلسطيني الحاصل على الماجستير بخيمة للنازحين لـ القاهرة 24: حلمي آخد الدكتوراه من مصر
جامعة الأزهر- غزة ولدت عملاقة وستبقى عملاقة.. كلمات قالها الشهيد الفلسطيني المؤسس ياسر عرفات وهو في حرم الجامعة، ظلت هذه الكلمات راسخة في العقول والقلوب وستبقى، هكذا عبرت الجامعة عن البطولة التي حققها الباحث الفلسطيني تامر صلاح أبو موسى، وحصوله على درجة الماجستير من إحدى خيام النازحين بالقطاع.
وجسد الباحث الفلسطيني تامر صلاح أبو موسى، بطولة جديدة من بطولات أبناء فلسطين، بعد مناقشة رسالته تحت نيران الاحتلال الإسرائيلي، تحت طلقات المدافع وقنابل الغاز وأصوات القصف العنيف، في إحدى خيام النازحين بمدينة رفح في قطاع غزة التي تتعرض لإبادة من الاحتلال، وهذا يرسخ صدق البطولة الفلسطينية وعزم وجهد أبناء غزة في مواجهة العدو الغاشم بالعلم والعمل وبالسلاح أيضًا، فمقاومة أهالي غزة متعددة الأشكال وغنية بالبطولات.
حياك الله.. كل الاحترام والتقدير لكم، هكذا رحب الباحث الفلسطيني البطل تامر صلاح أبو موسى بالحديث فور تواصلي معه، ليشرح لنا تفاصيل وكواليس بطولته في مناقشة رسالته والحصول على درجة الماجستير في إحدى خيام النازحين بقطاع غزة، بعدما وافقت جامعة الأزهر بالقطاع على مناقشة الرسالة.
معذرة على التأخر في الرد.. غاب لدقائق معدودة وعاد أبو موسى للحديث، قائلًا: أعذرني على التأخر في الرد.. نحن الآن تحت القصف وألسنة الدخان تتصاعد أمامي الآن، رفح في وضع صعب، واليوم يختلف عن كل الأيام السابقة.
كواليس حصول باحث فلسطيني على الماجستير في خيمة للنازحين
ويقول الباحث الفلسطيني تامر صلاح أبو موسى، إن التحدي مهم للغاية، ونحن نجسد الواقع الذي نعيشه في خيمة، بين الحصار والدمار والموت، نحن قادرين على الاستمرار في العملية التعليمية، هذا التحدي الأكبر، وهذا العلم لا يتوقف، فجامعة الأزهر دمرت بالكامل.
وأضاف أبو موسى في حديثه لـ القاهرة 24: الحمد لله إدارة الجامعة وافقت على المناقشة ودعمت الموضوع، وجسدنا المناقشة على أرض الواقع، وكان للأمانة تحدي عظيم، تخرجنا وناقشنا، وكان الشعور ممزوج بين مشاعر الفرح والألم، ألم الواقع الذي نعيشه، وفرح مناقشة الماجستير.
وحول دور العلم في مواجهة الاحتلال وأساليب المقاومة بالعلم والعمل، يقول أبو موسى: كل شئ صعب هنا في غزة من الإنترنت والكهرباء وخاصة انقطاع وسائل التواصل، لذلك نحن قهرنا هذه المعوقات والموت والقصف والدمار، وتابعنا الدراسة ومناقشة الماجستير في تخصص علم النفس، وهو علم مهم في التأثير على الناس والأطفال، وأنا أريد تسخير هذا العلم في خدمة الناس.
واختتم الباحث الفلسطيني حديثه بالإشارة إلى أنه من مواليد مصر، محافظة الإسماعيلية، معبرًا عن أمنيته لإكمال دراسته والحصول على درجة الدكتوراه من مصر، التي أكد أنها بلده الثاني.
مناقشة رسالة ماجستير في خيمة بـ غزة
وناقشت كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر في قطاع غزة، أمس الأحد، رسالة الماجستير للباحث تامر صلاح أبو موسى بعنوان: المناعة النفسية كمتغير وسيط بين الضغوط النفسية والدافعية للإنجاز لدى المرشدين التربويين بالمحافظات الجنوبية في فلسطين، في إحدى خيام النازحين بالقطاع.
من خيمة النزوح.. نزرع الأمل ونكمل المسيرة
من خيمة النزوح.. نزرع الأمل ونكمل المسيرة، كانت هذه مقدمة رسالة جامعة الأزهر في قطاع غزة، لتبارك بطولة تامر صلاح أبو موسى بعد حصوله على درجة الماجستير في إحدى خيام النازحين بمدينة رفح التي تتعرض لعدوان إسرائيلي غاشم، من إخلاء وتهجير وقصف عشوائي وتهديد بعملية عسكرية في المدينة تهدد حياة نحو مليون ونصف المليون من المدنيين من أهالي غزة.
وقالت الجامعة في بيان، اليوم الاثنين، أشرف على الرسالة الدكتور أسامة حمدونة عضو هيئة التدريس بكلية التربية، والدكتور محمد محمد عليان مناقشًا داخليًا، والدكتور عماد الكحلوت مناقشًا خارجيًا.
وتقدم الدكتور عمر ميلاد رئيس جامعة الأزهر في غزة، بالتهنئة والتبريكات للطالب أبو موسى وأسرته لنيله درجة الماجستير في التربية، بالشكر والتقدير للجنة المناقشة لجهدهم الكبير برغم ظروف النزوح الصعبة والمضنية، مؤكدًا أن هذا الجهد والعمل في هذه الظروف هو أصدق تعبير عن كون جامعتنا عملاقة كما وصفها وأرادها المؤسس.
